مقالات

ترشيد الاستهلاك يكشف أداء الكهرباء

تم النشر في الثلاثاء 2020-02-18

د.فهد بن جمعة

عندما استشعر المستهلك في 2015 بأن التعرفة الكهربائية سترتفع في السنوات القادمة، قام بتغيير سلوكه الاستهلاكي للكهرباء وذلك بترشيد استهلاكه ورفع كفاءة استخدامه للحد من ارتفاع تكاليف الفاتورة والتخلي من الاستخدامات غير الضرورية. كما أن ارتفاع التعرفة في 2018م عزز هذا السلوك، حيث انخفض مؤشر الطاقة للفرد بنسبة (2.3 %) خلال نفس العام. ورغم أن رفع التعرفة يدفع المستهلك الى ترشيد استهلاكه، إلا أنه انعكس سلبياً على مؤشرات أداء شركة الكهرباء بتقلص نمو مبيعاتها ومن ثم تراجع صافي أرباحها بنسبة (74.16 %) و(19.4 %) في 2018م و2019م على التوالي.

وهنا نسأل لماذا يحدث ذلك مع ارتفاع التعرفة التي ضيقت الفجوة بين التكاليف وأسعار البيع والتي من المفروض أن تحقق لشركة أرباحاً مرتفعة بدل من تراجع نموها، حيث إنها تستطيع استغلال اقتصاديات الحجم الكبير (Economic of scale) لما تمتلكه من طاقة إنتاجية كبيرة وذلك بخفض متوسط إجمالي تكاليفها مع زيادة إنتاجها على المدى الطويل وتحقيق أرباحاً صافية أفضل لمساهميها مع رفع سعر التعرفة الكهربائية الذي بدأ في أول يناير 2018م،

فقد أوضحت إحصائيات هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج استمرار تناقص نمو عدد المشتركين من (6.46 %) في 2015م الى (4.02 %) في 2018م، وكذلك استمرار تناقص نمو كمية المبيعات من (7.03 %) في 2014م الى (0.25 %) في 2018م، بينما استمر الحمل الذروي في تراجعه من أعلى نمو له في 2015م الى (-0.60 %) في 2018م ومن المفترض ان يتوفر (10-15 %) من احتياطي التوليد من الحمل الذروي منعا للانقطاعات الكهربائية. كما استمر تراجع نمو الطاقة للفرد الى (2.32%-) في 2018م ونمو الطاقة للمشترك الى (-3.626 %) في 2018م.

ان اتخاذ القرار يتطلب النظر في جميع الإيجابيات والسلبيات، بما يخدم المستهلكين والشركة على السواء، حيث ان أحد وأهم سلبيات الفصل الصارم بين توزيع الكهرباء وتوليدها هو تكلفة عدم استخدام وفورات النطاق ورفع الكفاءة. فإن استغلال وفورات الحجم الكبير هو المخرج لشركة من هذا المأزق ومواجهة المخاطر والصعوبات المرتبطة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء وبما يتسق مع رؤية المملكة 2030 ويعزز موثوقية كافية الإمدادات خلال ذروة الطلب. فإن قرار إعادة الأرباح إلى مسارها المتصاعد أصبح قراراً هيكلياً لتمكين الشركة من تحسين أدائها وتجنيبها مخاطر الخسارة مستقبلياً.

عن الزميلة الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock