مقالات

نجاح المملكة في خفض الانبعاثات

تم النشر في الأربعاء 2020-02-12

د.محمد الكثيري

بعض الأخبار يجب ألاّ تمر هكذا عابرة سبيل، بل علينا إبرازها قدر ما نستطيع، وبالذات حينما يكون لها بعد دولي وأثر عالمي حيال ما يثار من قضايا تمس المملكة وتسعى لعرقلة، أو التأثير على خططها وبرامجها التنموية، من هذه الأخبار ما طالعتنا به الصحف عن تقدم المملكة ونجاحها في خفض الانبعاثات الكربونية، وتقدمها إلى المركز الثالث من بين دول مجموعة العشرين كأسرع دول المجموعة خفضا للانبعاثات من استهلاك الوقود، حيث سبقت في ذلك دولاً مثل اليابان وألمانيا، لقد تزامن هذا النجاح مع قيام منتدى الاقتصاد العالمي المقام في دافوس أخيرا بتخصيص جلسة خاصة لظاهرة التغير المناخي وكيفية الحفاظ على كوكب الأرض، مما يؤكد أهمية هذا الموضوع وضرورة إبرازه والحديث عنه، خصوصا حينما نتابع ما تقوم به بعض الجماعات والمنظمات المهتمة بشؤون البيئة والمناخ من نشاط وجهود في هذا المجال، تدافع فيه عن البيئة، وما تتعرض له من أضرار نتيجة جهود بعض الدول ومشروعاتها وبرامجها التنموية والاستثمارية المتعددة.

إن هذا التقدم في ترتيب المملكة يؤكد أن جهود المملكة وحماسها لتحقيق تطلعات وأهداف رؤية 2030، وما يتطلبه ذلك من سرعة وتنوع في الاستثمار والمشروعات، لم يلغِ أو يقلل من، أو يجعل الاهتمام بالبيئة والمناخ أمراً ثانوياً كما تفعل الكثير من الدول، التي جعلت هذا الموضوع ضحية لتركيزها فقط على تحقيق أهدافها الاقتصادية، حتى لو جاء ذلك على حساب ما سواها من أمور لا تقل أهمية عن ذلك، إن التوازن في تحقيق برامجنا التنموية، والاقتصادية على وجه التحديد، والحد من آثارها على البيئة والتغير المناخي وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة كان حاضرا في برامج ومستهدفات رؤية المملكة 2030، بل إن الرؤية تجاوزت الأمر في ذلك أن خصصت برامج، ليس فقط للحد من الآثار السلبية لبعض المشروعات، ولكن لدعم الجهود البيئية والرقي بها حفاظا على صحة الإنسان وجودة حياته.

إن مثل هذا النجاح، ولانعكاساته الدولية، شأنه في ذلك شأن أي نجاح نحققه ذي أثر دولي، يستحق أن يقدم للآخرين بالطريقة المناسبة التي يفهمونها، وإذا كانت وسائل إعلامنا المختلفة تتحمل مسؤولية ذلك، إلا أن الجهات الإعلامية الرسمية هي المعنية بالتقاط مثل هذه الموضوعات وإبرازها لوسائل الإعلام المختلفة كي تجد أمامها مادة تستطيع مناقشتها والحديث عنها بالطريقة المناسبة، أتمنى من هذه الجهات أن تبادر في مثل ذلك، وبالذات فيما يتعلق بنجاحات وإنجازات بعض الجهات الحكومية التي تفرغ القائمون عليها لمطاردة الإنجاز وملاحقته بدلا من ملاحقة مشاهير ومواقع التواصل الاجتماعي.

عن الزميلة الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock