صدى المواطن

الغذاء الصحي .. حرب خفية بين التاجر والمستهلك

تم النشر في الثلاثاء 2020-02-11

في الوقت  الراهن انتشرت السمنة بوتيرة كبيرة بين الكثيرين من سكان المملكة، ما يشكل خطورة على صحة الإنسان خصوصا وأن السمنة ترتبط ارتباطا وثيقا بحزمة من الأمراض والتداعيات مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب، وفي كل عام تزداد نسب الإصابة بها. ولكن باتباع نظام غذائي متوازن يمكن الحد من السمنة ومضاعفاتها.

“وبحسب تقرير “البلاد” ”الذي  التقت فيه  عدداً من الأطباء والمختصين والذين قرعوا ناقوس الخطر محذرين من الأمراض المرتبطة بالسمنة، داعين إلى ضرورة التعود على تناول الاطعمة الصحية وممارسة الرياضة على الأقل لمدة خمسة أيام في الأسبوع، ولافتين في الوقت نفسه إلى أن ثمة دعايات على بعض الأطعمة المضرة يقوم ببثها بعض مشاهير سناب شات دون وعي منهم أن هذه الأطعمة بمثابة قنابل موقوتة تدمر صحة الإنسان.


في البداية أوضحت البروفيسورة جميلة هاشمي استاذ التغذية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة حديثها أن النظام الغذائي المتوازن يعتمد على تناول الأغذية المتنوعة من المجموعات المختلفة. على سبيل المثال علينا تناول نصف احتياجاتنا اليومية أو أكثر من الكربوهيدرات وهذه المجموعة تمد الجسم بالطاقة، مثل: الحبوب، الأرز، القمح، الشعير والشوفان.. لذلك فإنه من المهم التركيز على تناول مثل هذه الحبوب في صورتها الكاملة والابتعاد بقدر الإمكان أو التقليل من تناول الحبوب المصفاة والمقشورة، مثل الدقيق الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة البيضاء. أيضا يجب الحد من تناول السكريات البسيطة متمثلة في صورة السكر الأبيض.

العصائر الطازجة
وتستطرد بروف جميلة قائلةً: من أهم القرارات للهيئة العامة للغذاء والدواء قرارها الخاص بمنع محلات بيع العصائر الطازجة من إضافة السكر أو مصادره مثل العسل، شراب الجلوكوز والمنكهات والملونات ومشروبات الطاقة في العصائر الطازجة، أما في حال أراد المستهلك إضافة السكر بنفسه وحسب طلبه فلا مانع. وذلك في محاولة جادة من الهيئة في الحد من استهلاك السعرات الحرارية والتي تسهم بالتالي في زيادة الوزن.

وعن المجموعة الأخرى والمسؤولة أيضا عن تزويد جسم الإنسان بطاقة مركزة ، فإن بروف جميلة تقول :هي مجموعة الدهون وقد تصل احتياجات الانسان منها الى 25_30% في اليوم، والدهون تنقسم الى دهون حيوانية مشبعة مثل السمن والزبدة، أو نباتية أحادية مثل جميع الزيوت المستخلصة من بذور النباتات مثل زيت الزيتون، الذرة، دوار الشمس وعادة تكون في صورة سائلة.

الدهون المهدرجة
وتضيف البروف هاشمي بقولها: هناك نوع من الدهون يعرف بالدهون المهدرجة أو المتحولة وهو معروف في الأسواق بالسمن النباتي. وهذه الزيوت المهدرجة في الأساس هي زيوت نباتية يتم تسخينها إلى درجات حرارة عالية مع تعريضها لدرجات ضغط عالٍ، ثم يتم اضافة غاز الهيدروجين لها وعندها تتحول الزيوت من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة، وتعتمد الكثير من المصانع الغذائية في تصنيع الأطعمة على الزيوت المتحولة أو المهدرجة،لأنها تزيد من صلاحية المادة الغذائية المصنعة وتحّسن من قوام ومذاق الغذاء وتحميه من التعفن السريع كما أنه أرخص سعرا من الدهون الحيوانية.

هذه الدهون المهدرجة تحتوي على رابطة «ترانس» والتي تشكل خطرا على صحة المستهلك، لأنها ترفع مستوى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكولسترول السيئ)، وتعمل على خفض مستوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة (الكولسترول الجيد). ومن أهم الأضرار لاستخدام الزيوت المهدرجة تتمثل في زيادة وزن جسم الإنسان، إذ تحتوي هذه الزيوت على ذرات الهيدروجين التي تبقى في الجسم طويلا لأنها صعبة الهضم، ولا تتوزع في الجسم وتتراكم خاصة في منطقة البطن وتؤدي إلى رفع نسبة الكولسترول الضار في الدم وتعرض المستخدمين إلى خطر الإصابة بتجلط الدم في الشرايين ومن ثم انسدادها وتصلبها، وبالتالي مشاكل في القلب، ومرض السكري والسرطان.


وجبات سريعة
من جهته أوضح الدكتور هاني بادحدح استشاري جراحة القدم السكرية بجدة قائلاً: ان الإفراط في تناول الأغذية والمشروبات عالية السكريات والزيوت المهدرجة له تأثير سلبي على كفاءة عمل الجهاز المناعي لما تسببه من هبوط في نشاط خلايا الدم البيضاء، ما يجعل الشخص عرضةً لضعف المناعة ومهاجمة الفيروسات والعدوى، وكذلك تؤدي إلى تراكم الدهون والسمنة وارتفاع سكر الدم. وما قد يسببه ذلك من مضاعفات عديدة.

وأضاف بقوله : من أشهر الأطعمة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة الوجبات السريعة، وكذلك رقائق البطاطا المقلية، والمعجنات والحلويات وبعض أنواع الخبز والبسكويت وأنواع من الكريمة التي تستخدم في تزيين الحلويات.
وأضاف أن القرار الصادر من هيئة الغذاء والدواء والذي ينص على منع استخدام “الزيوت المهدرجة جزئياً” في الصناعات الغذائية يأتي استمراراً لنهج الهيئة في متابعة المستجدات الدولية وخصوصاً في ما يتعلق بسلامة المنتجات الغذائية وتأثيرها على صحة المستهلك، واستكمالاً لجهود الهيئة بمنع استخدام الدهون المتحولة في المنتجات الغذائية والتي تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) الهادفة إلى منع استخدام الزيوت المهدرجة جزئياً في الصناعات الغذائية، ولتجنب ما قد يسببه استهلاك المنتجات الغذائية المحتوية على كميات عالية من الدهون المتحولة من مشاكل صحية.

بكتيريا نافعة
ويتحدث أخصائي التغذية العلاجية صالح الديلمي عضو جمعية الطب البديل الكويتية عن البريبايوتك قائلاً: هي الأغذية والأطعمة التي تحتوي على الألياف المعقدة التي تتجاوز المعدة الى الأمعاء والتي تعمل على نمو وتكثير وزيادة البكتيريا النافعة والصديقة (البروبيوتيك) في الأمعاء والجهاز الهضمي.

ومن هذه الأطعمة المتوفرة في بلداننا العربية اللبن الزيادي، ويفضل تركه يتخمر الى ما قبل التعفن ثم أكله بالجبن ، المخللات الصحية بغير الملح المكرر الضار بعض الخضار كالبصل والثوم، وبعض الحبوب كالقمح والشعير والشوفان.


صحة الكبد
وقال الصيدلي سمير محمد شعث عضو جامعة هارفارد عن الأطعمة التي تؤثر على صحة الكبد سواء بالسلب او بالإيجاب تتسبب بعض الأطعمة في تأثيرات سلبية على صحة الكبد، وبالتالي تشكل خطورة على مختلف أجزاء الجسم، حيث يعتبر الكبد من أهم أعضاء الجسم، لأنه يقوم بالعديد من الوظائف الرئيسية، وعند إصابته بأي خلل، فسوف يتأثر الجسم بالكامل. وعن أهم وظائف الكبد بالجسم قال يلعب الكبد دوراً هاماً في تنظيف الدم من المواد الضارة، وبالتالي فإن إصابته بأية مشكلة صحية تزيد من فرص تلوث الدم.

كذلك يساعد الكبد في حماية الجسم من الميكروبات والجراثيم ومنع وصولها إلى مختلف أجزاء الجسم كونه يحتوي على خلايا مناعية.كما يقوم الكبد بتصنيع مواد هامة بالجسم مثل الألبومين الذي يحول دون خروج السوائل الموجودة بالدم من الأوعية الدموية.

فضلا عن تصنيع البروتينات الهامة مثل النحاس والحديد والمواد التي تساعد في منع التجلط. أيضاً يقوم الكبد بتحويل بعض المواد في الجسم إلى مواد أخرى هامة، مثل تحويل الكوليسترول إلى أملاح صفراوية تعزز الهضم، وتحويل الأمونيا إلى يوريا ليسهل التخلص منها عن طريق البول.


زيوت الطبخ
اما مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد فيتحدث عن بعض زيوت الطبخ والقلي المنتشرة والشائعة الآستعمال، حيث يقول: إن اغلب الزيوت الحالية مخلقة صناعيا او مشيدة معملياً ولا يعلم احد أسرار تركيباتها وهي ليست زيوتاً طبيعية فعليه كما يسمونها: زيت ذرة وزيت دوار شمس وكانيولا وغيرها، بينما زيت الزيتون هو الطبيعي حتى وإن ارتفع سعره فهو الصحي وكذلك زيت السمسم، ويجب ألاّ نبخل على صحتنا بشراء الزيوت الصناعية الرخيصة.

ويستطرد د.الحداد قائلاً: هذه الزيوت الشائعة والمنتشرة بكثرة هي مخلقات صناعية وغير طبيعية ابداً والدليل ان سعر عبوة زيت الذرة وزيت دوار الشمس 3.5 لتر يصل الى سعر ١٧ ريالا .. وسعة 1,8 لتر يصل الى سبعة او عشرة ريالات .. فأية كمية ذرة او بذور دوار الشمس وكانولا نحتاج لنستخرج منها لتر زيت صافيا.

أسباب الإصابة بالكبد الدهني
إن الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الغازية باستمرار هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الكبد الدهني. ويرجع ذلك لمكوناتها الضارة بالكبد، كما أنها تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات، مما يزيد من ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي تراكم الدهون في الكبد.
وتشكل الدهون غير الصحية خطورة كبيرة على مختلف أجزاء الجسم ومنها الكبد، مثل المقليات والمخبوزات واللحوم المصنعة وغيرها.


وتؤدي هذه الدهون لأضرار عديدة بالكبد، حيث ينتج عنها الإصابة بمرض الكبد الدهني، وتؤثر على قيام الكبد بوظائفه الحيوية المختلفة، كما أنها تزيد من فرص الإصابة بتليف الكبد.
كما يحتاج الجسم إلى تناول قليل من الأملاح، ولكن يؤدي الإفراط في تناول الملح لزيادة تمسك الجسم بالماء الزائد، وبالتالي ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم، وهو ما يضر بصحة الكبد، حيث يمكن أن يسبب تليف الكبد، وهو المرحلة الأولى من تندب الكبد.

أما الأطعمة المفيدة للكبد فتتمثل في البروكلي: يساعد البروكلي في منع تراكم الدهون بالكبد، وكذلك بعض الأنواع الأخرى من الخضروات مثل السبانخ، اللفت، القرنبيط، والكرنب. كما تساهم الأسماك الدهنية في تحسين مستويات الدهون بالكبد وتقليل الإلتهابات، مثل السلمون والسردين والتونة، وينطبق هذا على مختلف الأطعمة الغنية بالأوميغا، كما تحتوي المكسرات بشكل عام على أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تحسن من وظائف الكبد، ويعد الجوز من أبرز أنواع المكسرات المفيدة للكبد، أما الأفوكادو فهو يحتوي على نسبة عالية من الدهون الصحية، كما أنه غني ببعض المواد الكيميائية التي تبطئ تلف الكبد.

ويمكن للشاي الأخضر أن يساعد في تقليل تخزين الدهون في الكبد وتحسين وظائفه.
كما أن القهوة تقلل من فرص الإصابة بأمراض الكبد الدهنية وتليف الكبد في حالة تناول المشروبات الغنية بالقهوة بكميات قليلة مثل القهوة، وذلك لأن الكافيين يخفض كمية إنزيمات الكبد غير الطبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock