«الوعي الاستهلاكي» يقلص الإنفاق على السلع الرمضانية لهذا العام
تم النشر في الأربعاء 2019-05-08
تراجعت نسبة إنفاق الفرد السعودي على مشتريات السلع الرمضانية من دخله الشهري هذا العام إلى 60 %، وذلك بسبب زيادة معدل الوعي الاستهلاكي لديه عن السنوات الماضية، وأكد خبراء اقتصاديون أن المواطنين سيحصدون أعلى درجة من الوعي الاستهلاكي وعدم شراء سلع تكون أكبر من ميزانيتهم الشهرية خلال السنوات القادمة، بعد أن كانوا ينفقون حوالي 80 % على شراء السلع في شهر رمضان المبارك.
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد القحطاني، بحسب اليوم أنه أصبح لدى الفرد السعودي ضبط كبير في «سلوكياته الاستهلاكية» بالمقارنة بالسنوات الماضية، بدليل أنه لم يعد لديه ذلك التلهف على الاستهلاك والتبضع المستمر في الأسواق المحلية.
وأكد أن 30 % من المواطنين أصبح لديهم وعي مباشر بكمية الاستهلاك المطلوبة خصوصا الشرائح المتعلمة مثل الطلبة وأساتذة الجامعات، فكلما كان هناك ترشيد وتوعية يصبح هناك انعكاس على الحالة المادية للمواطن والاقتصاد السعودي، وبالتالي ينتج قرار نهائي يسبق عمليات الشراء والذي لم يكن موجودا في السابق وتحل محله العاطفة.
وتوقع القحطاني أن أسعار السلع الاستهلاكية خصوصا الرئيسية مثل الأرز والسكر والزيوت سوف تنخفض إلى حوالي 15 % تدريجيا إلى منتصف شهر رمضان، بسبب التكدس الكبير منها في المحلات؛ نظرا لكثرة المنافسين من مراكز الهايبر ماركت التي أصبحت تنتشر فروعها بكافة مناطق المملكة، ونوعت الخيارات أمام المستهلك من ناحية المكان والسعر والجودة.
وأكد عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث، أنه نظرا للظروف الاقتصادية في العالم أصبح هناك إدراك استهلاكي لدى المواطنين فيما يخص التوفير ومفهوم الادخار، وبالتالي الإنفاق على الاستهلاك الرمضاني لم يعد كما هو في السابق وبالأرقام الهائلة التي كان يشكلها سابقا في ظل انتشار العديد من المراكز التموينية. حيث أصبحوا يشترون احتياجاتهم أولا بأول وعدم تكدس المنتجات الغذائية كما هو حاصل من سنوات طويلة.
وقال المغلوث: إن المواطن اختلف كثيرا عن السنوات الماضية، حيث أصبح ينفق من دخله الشهري حوالي 60 % على المشتريات في شهر رمضان المبارك، بعد أن كان ينفق في السنوات الماضية 80%، ونأمل في السنوات القادمة أن يصل المواطن إلى أكبر درجة من الوعي الاستهلاكي وعدم شراء سلع تكون أكبر من ميزانيته الشهرية وعدم الإسراف في الإنفاق. وأضاف: إن انخفاض معدل القوة الشرائية نتيجة نمو الوعي الاستهلاكي لدى الأسر السعودية ساهم بتوفر المعروض من السلع الرمضانية في الأسواق دون شرائها بكميات كبيرة، وهذا يدل على فاعلية التوعية والتثقيف الاستهلاكي الذي قامت به الجهات المعنية والوسائل الإعلامية.