أبرز توجهات تقنية المعلومات التي ستحدد ملامح الأعمال عام 2019
تم النشر في الأحد 2019-01-06
سامي أبي أسبر، رئيس MDS الخليج وعضو مجلس الإدارة لدى مجموعة ميديس
نعيش في عصر يهيمن عليه الابتكار بشكل غير مسبوق، ومع استمرار التقنيات الجديدة والناشئة في تغيير ملامح تقنية المعلومات والأعمال، تتسارع وتيرة التغيير والتطور التقني. نتطلع اليوم إلى مستقبل أكثر ذكاء تدعمه التقنيات المتطورة كالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتل “بلوك تشين” وإنترنت الأشياء وغيرها الكثير. وفيما بدأ القطاع بالفعل رحلة التحول الرقمي، لا تزال بعض الشركات تحاول تحقيق الإمكانات الكاملة لتلك التقنيات وتغيّر من خلالها أسلوب عملنا في المستقبل.
ستشهد السنوات المقبلة تركيز الأعمال والعلامات التجارية الرقمية الجديدة بشكل أكبر على المنطقة لتساعد في تسريع أعمال تقنية المعلومات والاتصالات، بينما تقود قطاعات البنوك والتمويل والرعاية الصحية والمرافق العامة مسيرة التحول الرقمي في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا. وتتمحور أبرز العوامل المحلية التي تدعم تلك المبادرات حول تعزيز تجربة العملاء وتحقيق الأفضلية التنافسية، حيث تركّز المبادرات على الاستثمار في إمكانات التنقل والتحليل والأمن الإلكتروني والحلول السحابية.
ومهما كان قطاع العمل أو المؤسسة، فلا بد أن إحدى تلك التقنيات ستلعب دوراً بارزاً في تحوّل الأعمال عبر تقديم مزايا متنوعة، منها خفض التكاليف وتحسين الأمن وتعزيز تجربة العملاء وغيرها من المزايا. وفيما يلي نبيّن أبرز التقنيات التي يمكن للمؤسسات في المنطقة الاستفادة منها في تحوّل أعمالها خلال العام 2019:
مع تسارع التحوّل الرقمي في المنطقة، يزداد عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة. وعلى الرغم من أن تبنّي إنترنت الأشياء سيكون على نطاق ضخم، إلا أنه لا يزال بطيئاً نظراً لكون الأجهزة غير موحدة المعايير. سيكون لتقنيات التحول الرقمي أثر هائل على المؤسسات والمستهلكين، من المركبات ذاتية القيادة إلى الطائرات بدون طيار وحتى أنظمة الاستشعار في حقول النفط والرعاية الصحية والنقل وقطاع النفط والغاز وغيرها. تعمل مجموعتنا على تطوير الحلول المبتكرة لإنترنت الأشياء وتتعاون مع آي بي إم وغيرها من الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وسيسكو وجنرال إلكتريك من أجل تنفيذ الحلول المبتكرة، كالصيانة التنبؤية بدلاً من النموذج التقليدي للصيانة الوقائية في أصول النفط والغاز والمرافق العقارية في ماكسيمو. قامت إحدى شركاتنا مؤخراً بتوقيع اتفاقية مع اتصالات لتقدما معاً الحلول الذكية والمتكاملة لإدارة المرافق بهدف الوصول إلى توفير التكاليف والكفاءة التشغيلية ورفع مستوى رضا العملاء.
أصبحنا نرى استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من جوانب الاعمال المختلفة. وتشير دراسة حديثة أجرتها شركة “سيرفس ناو” في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا أن خدمة العملاء مجال يشهد عائداً سريعاً على الاستثمار، حيث تستخدمه الشركات في تلك المناطق بهدف تحقيق تغيير جذري في خدمة العملاء بينما يبدي المزيد من المستهلكين قبولاً لتجاربهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي. قدّمت حوالي 30% من الشركات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن خدمتها للعملاء، وتشهد 72% من تلك الشركات مزايا عديدة لذلك، منها إفساح وقت الموظفين لأعمال أخرى، والمزيد من الكفاءة في معالجة المهام ذات الأحجام الضخمة والدعم المستمر للعملاء على مدار الساعة.
ينمو الاهتمام بتقنيات سلسلة الكتل “بلوك تشين” سريعاً في المنطقة، في وتيرة تقودها القطاعات الحكومية والعامة بما فيها التعليم والرعاية الصحية والتمويل والتوزيع والخدمات. ستظهر أبرز استخدامات سلسلة الكتل في السنوات المقبلة في مجال السداد والتسوية بين الدول، وإدارة الأصول والسلع وإدارة الهوية. أما في القطاع الخاص فشهدنا الإعلان عن عدد من المبادرات من ذي أتلانتيس، البنك الاستثماري في الأردن، نون كابيتال، مركز دبي المالي العالمي، دليل حلال وغيرها. وقد أجرت شركة “كونسنسيس” الرائدة عالمياً في المجال مؤخراً تدريباً لمطوري سلسلة الكتل ومعسكر هاكاثون متخصص في لبنان.
باتت المؤسسات في المنطقة تستخدم حلول البنية السحابية المتعددة – سواء في مقر المؤسسة أو البنية السحابية العامة أو المدمجة من كليهما. وفي السنوات المقبلة، نتوقع أن تصبح التكاليف المسبقة أقل أهمية فيما يواصل مزودو الحوسبة السحابية تقديم نماذج الاستخدام المُقنعة. وسيكون الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي من ضمن التقنيات الأساسية في تعزيز مستويات الأتمتة، بينما أصبحت إمكانات التعامل مع البنية السحابية المؤسسية من المتطلبات التشغيلية الأساسية لتحقيق لتقدم التقني المتسارع في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. ومن خلال استراتيجية البنية السحابية المتعددة، أصبح بإمكان الشركات أن تقرر توزيع أحمال العمل على المنصات السحابية على الوجه الأنسب لتنفيذ المهام الدقيقة.
في ظل الكميات الهائلة من البيانات التي تنتجها الأجهزة والآلات المتصلة وإنترنت الأشياء في كل ثانية، لا شكّ في أن البيانات الضخمة من أبرز التوجهات التي ينبغي متابعتها. تعتبر البيانات الضخمة بمثابة النفط في المجال، حيث أن بوسعها تمكين المؤسسات من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع للأعمال. وعبر إطلاق إمكانات البيانات في المؤسسة، يمكن لها إحداث التغيير الفعلي في أسلوب عملها وتوجيه مسيرة التحول الرقمي وفقاً لتوقعات المعنيين في الشركة