50 مليون “مانجروف” لزراعتها بوجهات البحرالأحمر
الاقتصاد.الررياض
تم النشر في الخميس 2023-07-27أطلقت شركة “البحر الأحمر الدولية”، المطوّرة لأكثر المشاريع السياحية المتجددة طموحاً في العالم وجهتي “البحر الأحمر”، و”أمالا”، أول مشتل مخصص لزراعة أشجار المانجروف؛ لتحقيق أحد أهداف الشركة المتمثلة في زراعة 50 مليون شجرة بحلول عام 2030
وتتوافق أهداف القرار مع مبادرة السعودية الخضراء؛ إذ تلتزم الشركة بالمحافظة على النظم البيئية لساحل البحر الأحمر وتعزيزها؛ انطلاقاً من التزامها بزيادة قيمة التنوع البيولوجي في وجهاتها بنسبة 30% بحلول 2040.
وتم إنشاء المشتل المخصص لزراعة أشجار المانجروف بالشراكة مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، والذي يهدف لزراعة مليون شتلة بحلول 2030، والتي ستُستخدم في تشكيل الغطاء النباتي في وجهات “البحر الأحمر الدولية”، كما ستتم العناية بشتلات المانجروف في المشتل الزراعي لمدة 8 أشهر تقريباً، حتى يبلغ طول الشتلات 80 سم؛ ومن ثم يتم زراعتها بعناية في حدائق المانجروف المخصصة في جميع أنحاء وجهات “البحر الأحمر الدولية”.
واختار المختصون في “البحر الأحمر الدولية” زراعة أشجار المانجروف المحلية لزيادة فرص نجاح استزراع أشجار أخرى من نفس الفصيلة، مثل أشجار المانجروف الرمادية وأشجار المانجروف الحمراء
كما ستتم زراعة شتلات المانجروف في أنحاء وجهات البحر الأحمر كافة، كما ستخصص حدائق للمانجروف لتكون جزءاً من تجربة زوّار وضيوف وجهات البحر الأحمر، حيث ستتاح لهم فرصة زيارتها واستكشافها ومعرفة المزيد على الدور الهام الذي تؤديه هذه النباتات الفريدة من نوعها في المنظومة البيئية الطبيعية داخل منطقة البحر الأحمر.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لـ “البحر الأحمر الدولية”، جون باجانو، الإيمان بأن البيئة هي أثمن الأصول؛ لذلك يتجاوز دور الجميع مجرد حمايتها، إلى تعزيزها بالنظر للخطط المستقبلية التي نستبق بها أي تأثير عليها”، عاداً افتتاح المشتل المخصص لزراعة أشجار المانجروف، دليل على تفانينا المستمر بالمحافظة على النظم البيئية لساحل البحر الأحمر وتعزيزها.
ويجد أن الطبيعة دائماً تظل أفضل الحلول لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وأن أشجار المانجروف تعد واحدة من أكثر الأصول الطبيعية قيمة؛ نظراً لأنها تعتبر موطناً للحياة الفطرية، وتساهم في الحد من آثار الأمواج كالفيضانات والتعرية، والتكيف مع آثار تغير المناخ، وتعمل على عزل الكربون وتخزينه، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي من المشتل يكمن في زيادة أعداد غابات المانجروف، وتعزيز التنوع البيولوجي، بما يسهم في تحقيق الأهداف البيئية الطموحة
ورأى رئيس البيئة والاستدامة لـ “البحر الأحمر الدولية”، رائد البسيط، أن إنشاء نظام بيئي مستدام لأشجار المانجروف، يعد جزءاً أساسياً من التزام الشركة تجاه حماية البيئة الطبيعية، خاصة وأن أشجاء المانجروف، تتميز بأنها من أكثر النباتات فاعلية في القدرة على امتصاص الكربون بمقدار 5 إلى 10 مرات أكثر من النباتات الأخرى.
وبجانب التأثير الإيجابي على التنوع البيئي؛ أكد “بسيط”، أن النجاح في زراعة أشجار المانجروف في المشاتل يُشكل ركيزة أساسية في طموح الشركة المتمثل في زيادة قيمة التنوع البيولوجي بنسبة 30% عبر وجهاتها.
وتتبنى “البحر الأحمر الدولية” أعلى معايير وتدابير الحماية للمشتل الزراعي لتجنب تلف الشتلات، حيث تم بناؤه في مواقع مختارة بعناية ومحمية من التهديدات الطبيعية كالعواصف وحركات المد والجزر الشديدة، فضلاً عن التهديدات الأخرى، مثل الرعي الحُر للحيوانات، والطمي من الرواسب، ورمي القمامة.
وفي سياق متصل، أكد مدير إدارة البرامج البيئية في “البحر الأحمر الدولية”، طارق العباسي، أن عملية زراعة أشجار المانجروف وإنتاجها تتم من خلال تبني مهارات تقنية عالية وتخطيطاً وإتقاناً كبيراً، مضيفاً أن “غابات المانجروف تحتاج لحركة المد والجزر الساحلية حتى تنمو وتزدهر؛ لذلك توجد مشاتل المانجروف عادةً في المياه الضحلة في منطقة المد لضمان نمو الشتلات على النحو الأمثل، بالإضافة إلى إمكانية تحقيق النمو الأمثل لأشجار المانجروف، لمراقبة دورات المد والجزر لتتبع مدى انخفاض المياه، والظروف المناخية.
ويُعد إنشاء مشتل المانجروف أحدث مبادرة أطلقتها “البحر الأحمر الدولية”، والتي تهدف لحماية وتعزيز الموائل الرئيسية ذات الأهمية للتنوع البيولوجي، كما تشمل المشاريع السابقة أول عملية نقل ناجحة لنخيل “الدوم” وأشجار السنط “الأكاسيا”، والتي تم تنفيذها في وقت سابق من هذا العام، إلى جانب إنشاء مشاتل مرجانية عائمة للمساهمة في زيادة عدد الشعب المرجانية في المنطقة.
وتُجري الشركة مسوحات بيئية للنظم البيئية للحياة الفطرية بصورة منتظمة من أجل رصد وتعقب الآثار والتحسينات الحاصلة في البيئة؛ وذلك لتحسين نهجها وضمان تحقيق الأهداف المتجددة.
وكانت “البحر الأحمر الدولية” قد أصدرت حديثاً دراسة عن الحياة الفطرية والمنظومة البيئية، والتي استندت على النتائج المستمدة من أضخم مسح حول البيئة على الإطلاق تم إجراؤه من قبل مطوّر عقاري العام الماضي، حيث شمل مساحة 250 كم من الخط الساحلي لوجهة “البحر الأحمر” ومناطق محددة من وجهة “أمالا”.
وتسير أعمال التطوير في مشروع “وجهة البحر الأحمر” على قدمٍ وساق لاستقبال طلائع زوراه هذا العام، بالتزامن مع افتتاح المطار الدولي وأول مجموعة من الفنادق، كما أنه من المقرر افتتاح وجهة “أمالا” للزوّار في عام 2024.