30 الف طن من نفايات موسم الحج .. تشكل ثروة مهدرة
تم النشر في الأربعاء 2017-09-20
ارتال من مخلفات الحجاج غطت منطقة المشاعر المقدسة تقريباً، كشفتها وسائل التواصل الاجتماعي من خلال كاميرات هواة، عقب اكتمال خروج ضيوف الرحمن من عرفات ومزدلفة، مخلفات غلب عليها البلاستيك بكل انواعه، وهو ذو أثر سيئ على البيئة والصحة العامة، لما تحتويه من مواد ضارة وغير قابلة للتحلل في التربة.
ويرى حسن بن عارف كنسارة، عضو مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة في الدورة السابقة (19)، رئيس اللجنة التجارية، أن الحفاظ على البيئة من خلال مكافحة الاضرار الناجمة عن تواجد أكثر من مليوني حاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة يحتاج لحراك حقيقي من الجهات ذات العلاقة، وفتح آفاق الاستثمار لرجال الأعمال خاصة الشباب في هذا المجال الذي اعتبره ما زال بكراً ويحمل الخير الكثير.
زرع ثقافة الحفاظ على البيئة في النشء، ضرورة، بحسب كنسارة، من أجل حماية المجال الحيوي والحفاظ على طبيعة الأرض للأجيال القادمة، ويشير إلى أن تعميم فكرة “بيئة حج خضراء” في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية في مكة المكرمة أمر ستجني نتائجه المملكة مع تقدم السنوات، وذلك كون معظم سكان العاصمة المقدسة لهم صلة بأعمال الطوافة وتقديم الخدمات والأعمال الأخرى في الحج.
وعلى الرغم من أن تقديرات حديثة تشير إلى أن نفقات الحجاج في هذا العام 2017 تصل إلى نحو 26 مليار ريال، إلا أن كنسارة يعود للتأكيد على أن الأمر يحمل جانباً لا يقل أهمية بالنسبة للدخل العام من الحج، والمتمثل في كميات الهدر في الموارد، والمخلفات غير المستغلة بالشكل المطلوب لدعم الخزينة العامة من خلال القطاع الخاص.
وربط رئيس اللجنة التجارية للدورة السابقة (19)، بين الاستفادة من المخلفات في موسمي الحج والعمرة، ومخرجات ندوة مستقبل الطاقة البديلة التي كانت اللجنة قد نظمتها قبل عامين، برعاية أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، وكُشف خلالها عن إنشاء أول محطة للطاقة الشمسية على مستوى المدن السعودية، بهدف تفعيل مصادر الطاقة المتجددة، والتوجه بالاقتصاد نحو موارد مستدامة، وهو ما يتسق أيضا مع توجه الشركة السعودية للكهرباء بدءً من الأحد الماضي في تلقي طلبات أصحاب المنازل والمنشآت للحصول على خدمة الخلايا الشمسية الكهروضوئية الصغيرة لمبانيهم، في توجه هو الأول من نوعه في المملكة لاستخدام الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة.
ويؤكد على أن المناخ في مكة المكرمة يساعد على استغلال الطاقة النظيفة، ومنها طاقة الرياح التي انخفضت قيمة انتاج الكيلواط منها من 32 سنتًا أميركيًا في العام 1980م إلى ثمان سنتات بعد ثماني سنوات، ويتوقع أن تصل إلى ثلاثة سنتات عام 2030، دون أن ينتج عنها أي نوع من أنواع النفايات الضارة.
وكشف كنسارة عن إحصاءات أشارت إلى أن حجم انتاج النفايات على مستوى المملكة يتجاوز 16 مليون طن سنوياً، حيث يتجاوز نصيب الفرد كيلوجرامين في اليوم، وتصل نسبة المواد العضوية إلى 50% ، والمواد البلاستيكية 15% من اجمالي حجم تلك النفايات، فيما لا تتجاوز نسبة الاستفادة منها حاجز 15%، وي نسبة فقيرة جداً مقارنة بالحجم الكلي للنفايات، ويؤكد أن مصادر أمانة العاصمة المقدسةتبين أن حجم النفايات في الحج يصل إلى أكثر من 30 ألف طن تشكل قوارير البلاستيك نسبة كبيرة.
سلامة البيئة والمناخ – بحسب حسن كنسارة الذي استحدث وأشرف على إنشاء أول لجنة للتجار الصغار على مستوى الغرفالسعودية – تحتاج إلى تكاتف جهود مختلف القطاعات لغرس القيم الفاضلة في المواطن منذ الطفولة، لإعلاء شأن شعار البيئة المستدامة، حتى لا تتأثر منطقة المشاعر المقدسة بالمواد غير القابلة للذوبان، وتحول المنطقة إلى وضع معقد لا يمكن علاجه، لذا ينبغي التأكيد على أهمية الحفاظ على بيئة خالية من التلوث، والاستفادة القصوى من النفايات الناتجة خلال أيام الحج والعمرة.
ويشير إلى أهمية الاعلاء من المفاهيم البيئية لدى المواطن والمقيم ستنعكس إيجابا على ضيوف الرحمن وزوار المملكة بشكل عام فيتعدل الأداء والسلوك الضار بالبيئة، وتقليل هدر الموارد، خاصة في موسمي الحج ورمضان حيث تتعدى نسبة الزيادة في حجم النفايات في رمضان مقارنة بالشهور الأخرى نحو 150%، وترتفع في موسم الحج إلى أكثر من 350%..
ويلفت حسن كنسارة إلى أنه من المهم تشجيع الصناعات الغذائية الصديقة للبيئة القابلة للادخار، والتي تقلل من هدر الموارد وحجم الانبعاثات الحرارية، وتعمل في ذات الوقت على مقابلة الطلب الكبير على التغذية الصحية لضيوف الرحمن، وهذا جانب لتشجيع الابتكارات وأفكار الشباب التي تخدم قضايا استدامة التنمية.
ويزيد: يظل الاهتمام بالبيئة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أمر متجدد حتى يجد العناية القصوى، فعلى الرغم من العديد من المحاولات، الا أن الواقع يفرض التفاتة متكاملة له خاصة عقب زيادة عدد الحجاج بتراتبية سنوية، بعد اكتمال أعمال التوسعة والانشاءات في المنطقة المركزية بمكة المكرمة.