وزير الدولة الألماني: علاقات البلدين المتميزة .. خارطة طريق لإقامة مشاريع مشتركة واعدة
تم النشر في الأحد 2017-04-30
أكد معالي وزير الدولة بوزارة الطاقة والاقتصاد بجمهوريـة ألمانيا الإتحادية ماثيوس ماغنيغ على العلاقات المتميزة بين السعودية وألمانيا والتي تستند إلى تاريخ راسخ وبعداً مستمراً في التطور والإنسجام مما جعلها نموذجاً يحتذى به على كافة الأصعدة مشيراً إلى أن الدولتين أعضاء في مجموعة العشرين ومنظمة الأمم المتحدة ومرتبطتان بالعديد من الإتفاقيات الإقتصادية والإستثمارية.
وأستعرض معاليه خلال حضوره لقاء الأعمال السعودي الألماني نيابة عن رئيسة الوزراء المستشارة الدكتورة انجيلا ميركل واستضافته غرفة جدة أمس بحضور معالي نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد بن زيد التويجري ونائبي رئيس مجلس إدارة غرفة جدة مازن بن محمد بترجي وزياد بن بسام البسام وأعضاء مجلس الإدارة وأمين عام الغرفة حسن بن إبراهيم دحلان ورئيس أتحاد الغرف الألمانية الدكتور إيريك شفايتزر وممثلي الوفد التجاري الألماني المرافق وأصحاب الأعمال في البلدين ، الواردات السـعودية من ألمانيا من المنتجات والصناعات والمواد والأليات والصادرات السعودية لألمانيا من المنتجات والصناعات التي يستوردها السوق الألماني بجودة وأسعار تنافسية تستجيب لمتطلبات وإحتياجات المجتمع الألماني.
وفي الوقت الذي كشف خلاله معالي وزير الدولة بوزارة الطاقة والإقتصاد مضي بلادة لاستشراف الفترة المقبلة للإقتصاد العالمي ، طرح العديد من العوامل لتنشيط العلاقات الإقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين في ظل ما يحتضنه من الإمكانيات الإنتاجية والرأسمالية والتقنية والتسويقية والخبرة ومنها زيادة تبادل الوفود التجارية والمعلومات الإقتصادية بالتعاون مع الغرف السعودية والمشاركة في المزيد من المعارض التجارية والمتخصصة والمشتركة والندوات للتعريف بالفرص الاستثمارية وقوانين الإستثمار الأجنبي في البلدين.
ونوه بأن هذا اللقاء يأتي في إطار عزم قيادة البلدين لدعم مسيرة العلاقات المبنية على التفاهم والانسجام في مختلف النواحي الاقتصادية والسياسية والثقافية والاتفاق حيال عدد من القضايا الدولية والاقليمية ، حيث يمثلان البلدين مكانة بارزة على المستوى العالمي مبدياً رغبة بلاده واستعدادها لتعاون أشمل وعلاقات أقوى في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والتدريب ونقل التقنية في ظل ما ترتبط به البلدين بالعديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الهامة ، والتي منها اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي واتفاقية النقل البحري والتعاون العلمي والفني والصناعي وتشجيع وحماية الاستثمارات .
وأشار إلى سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين في العديد من المجالات والتي من أبرزها الهندسة الميكانيكية والتعدين والطاقة والخدمات التي تشمل تمويل المشاريع وصناديق الاستثمار والكيماويات والبتروكيماويات والغاز والأجهزة الطبية وإدارة المستشفيات وتشغيلها وصيانتها وصناعة الأدوية والسياحة ، مثنياً على هذا اللقاء التي سيتحقق خلاله دعم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ مؤخراً (50) مليار ريال, وتنمية الاستثمارات السعودية الألمانية المشتركة ودعم وتحفيز الجوانب التنموية وسط التطلعات المعقودة على رؤية المملكة ٢٠٣٠, واعتمادها على الاستثمارات الخارجية واستغلال الفرص في هذا الجانب .
من جانبه رحب نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة مازن بن محمد بترجي نيابة عن رئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة بتواجد معالي وزير الدولة بوزارة الطاقة والاقتصاد بجمهوريـة ألمانيا الإتحادية ماثيوس ماغنيغ والوفد المرافق في هذا اللقاء الذي تستضيفه أول غرفة سعودية وأعرق غرفة على المستوى الخليجي والعربي الذي يهدف لتعزيز وشائج وروابط التعاون المشترك بين السعودية والمسؤولين عن التجارة والصناعة بجمهورية المانيا الاتحادية .. والذي يأتي في وقت تتمتع فيه البلدين بعلاقات سياسية واقتصادية ممتازة.
وعد المملكة العربية السعودية أكبر شريك اقتصادي لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط في ظل ما تمثله هذه اللقاءات الثنائية الهامة التي يتطرق خلالها لبحث الفرص الاستثمارية المختلفة والتعرف على البيئات الاقتصادية والمشاريع المختلفة في مجالات عدة وبالأخص أصحاب الأعمال في البلدين الصديقين وما ينعم به السوق السعودي والألماني من غزارة في المشاريع التجارية والصناعية والتنموية والخدمية .
وقال : لاشك أن الآمال معقودة على هذا اللقاء من أجل أستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في البلدين.. في ظل وجود عدد من أصحاب الأعمال المهتمين بالصناعة والتجارة والسياحة والخدمات ، حيث سنعمل سوياً بمشيئة الله لترجمة الفرص المتاحة إلى واقع ملموس من خلال تفعيل آليات العمل المشترك والحرص على تسخيرها لخدمة مصالح البلدين الحيوية وتحقيق تبادل المنافع بصورة متوازنة .
واستطرد بترجي قائلاً : الكل يعلم بتواجد الشركات الأجنبية الكبري في مختلف المجالات مما يحقق تزاوج الفرص الاستثمارية بين المملكة وجمهورية المانيا الاتحادية في ظل العلاقات المتميزة والمتطورة بين البلدين الصديقين في الوقت الذي تمثل فيه المنشآت الصغيرة 85% من حجم الأعمال ككل في المملكة ، ونحن نركز في غرفة جدة على دعم مسيرة مثل هذه المشارايع ذات القيمة المضافة على الاقتصاد الوطني ، وتضم غرفة جدة 70 لجنة قطاعية تخدم مختلف قطاعات الأعمال علاوة على البرامج الإنسانية والاجتماعية التي تقدم من خلال قطاع المسؤولية الاجتماعية وبوابة جدة الاقتصادية وتنظيم المعارض الدولية .
وأكد على المساهمات الكبرى لغرفة جدة في دعم وتحفيز الاستثمار الأجنبي بالتنسيق مع مجالس الأعمال المشتركة تحت مظلة مجلس الغرف السعودية ، منوهاً بأن الاقتصاد الألماني ليس شريكاً تجارياً مهما للمملكة فحسب ولكنه يمثل تقديم التقنية والمعرفة والخبرات المتبادلة مع الشركات بالمملكة وتعد هذه الزيارات المتبادلة بين الجانبين منصة يلتقي من خلالها المسؤولين في البلدين في إطار تعزيز العلاقات بينهم وتبادل الأفكار والرؤى للمستقبل .
وذكر في هذا الصدد أن غرفة جدة في تعاون دائم مع الغرف الألمانية وهناك علاقات استراتيجية عميقة بينها .. وسط إيمانها بثقل المملكة الاقتصادي حيث تعتبر من دول العشرين .. مما يدعو الشركات الألمانية للاستفادة من حزمة الحوافز التي تقدمها الأنظمة السعودية للمستثمرين الأجانب ، خاصة في المدن الاقتصادية الجديدة التي بدأت تستقطب طلبات إقامة مشاريع مصانع من قبل كبريات الشركات الصناعية في العالم ، وذلك نظراً لتوافر المواد البتروكيماوية الأولية الداعمة للعجلة التصنيعية.
بدوره ثمن رئيس اتحاد الغرف الالمانية الدكتور إيريك شفايتزر خلال اللقاء التعاون الوثيق بين شركات ومؤسسات القطاع الخاص معبراً عن رغبات الشركات الألمانية في توسيع نطاق مشاركتها في السوق السعودي ، وخاصة في ظل مما تتميز به ألمانيا من تقنيات صناعية عالمية ، متمنياً أن يكون هذا اللقاء فرصة لتعميق التعاون بين القطاع الاقتصادي في البلدين الصديقين بغية بحث كل السبل الكفيلة بإقامة شراكة استثمارية في مختلف الميادين .
وشدد رئيس مجلس الأعمال السعودي الألماني للجانب السعودي خالد بن أحمد الجفالي على دور مجلس الأعمال السعودي الألماني الذي انبثق عن تشكيل اللجنة السعودية الألمانية المشتركة والذي كان له بالغ الأثر في وصول عدد الشركات الألمانية بالمملكة لـ 220 شركة ألمانية باستثمارات 4 مليار دولار تعمل في نشاطات متنوعة معظمها في المشاريع البترولية والبتروكيميائية والصناعية مضيفاً أن المانيا تتبوأ المرتبة الثالثة في العلاقات التجارية والصناعية مع المملكة إلى جانب وجود هيئات إقتصادية عامة ومُشتركة في كلا البلدين الصديقين تساعد أصحاب الأعمال والمستثمرين الأجانب بتوفير زخم كبير من المعلومات والفرص الإقتصادية للدخول في السوق السعودي والألماني .
وكان قد تخلل لقاء الأعمال السعودي الألماني توقيع مذكرة التفاهم بين مكتب الإتصال الألماني السعودي للشؤون الإقتصادية وشركة ريد سنيدي لتنظيم المعارض والمؤتمرات ، ونقاشات اقتصادية تجسد عمق الشراكة بين أصحاب الأعمال في البلدين الذي يسير وفق وتيرة متصاعدة ونمو متواصل بما يكفل مكانة البلدين على الخارطة الاقتصادية العالمية