هل يتجه الدولار إلى 150 مقابل الين أم يعود إلى 140 مع التطورات المتسارعة في الأسواق السندات؟
سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com تراجع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني صباح اليوم الثلاثاء إلى مستوى 145.593 في ذروة التراجعات عند حوالي الساعة الثامنة والنص بتوقيت غرينيتش بعد أن وصل إلى مستوى 146.400 في ذروة ارتفاعات يوم الإثنين. تأتي هذه التراجعات بعد أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأساسية لشهر يوليو التي سجلت نمواً بنسبة 3.3% على أساس سنوي وذلك بما يفوق التوقعات البالغة 2.9%. كما شهدنا أيضاً اجتماع محافظ بنك اليابان كازو أويدا مع رئيس الوزراء فوميو كيشيدا واللذان لم يتطرقا إلى الحديث عن تقلبات سعر الصرف الأخيرة وذلك بالتزامن مع حفاظ البنك المركزي على سياسته المتساهلة للغاية على الرغم من ارتفاع التضخم. في حين تأتي هذه الأخبار مع توقعات الأسواق بتدخل بنك اليابان في سوق الصرف كما حدث في سبتمبر من العام الفائت لضبط تقلبات سعر صرف الين وذلك بعد أن وصل الدولار ين إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر الفائت. جاءت هذه التراجعات المستمرة للين الياباني بعد التحركات الملحوظة في أسواق السندات اليابانية والأمريكية. فبعد أن تحدث أويدا عن تخفيف بنك اليابان لقبضته على عوائد السندات لأجل عشر سنوات والسماح لها بتجاوز الحد الأعلى عند 0.5%، يبدو أن الأسواق أصبحت تركز أكثر على الفوارق ما بين عوائد السندات الأمريكية واليابانية. فيما تستمر عوائد السندات اليابانية لأجل عشر سنوات بالارتفاع لأعلى المستويات منذ العام 2014 مع بلوغها لنسبة 0.672%. من ناحية أخرى أيضاً، رأينا استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أعلى المستويات من العام 2007 إلى 4.360. في حين بلغ الفرق بين عوائد سندات الخزانة الأمريكية والسندات الحكومية الياباني لأجل عشر سنوات أعلى المستويات منذ نوفمبر الفائت مع بلوغه لنسبة 3.689% الأمس. أيضاً في أسواق السندات اليابانية فقد رأينا اليوم تراجع صندوق iShares Core Japan Government Bond ETF (2561) الذي يتتبع أداء السندات الحكومية اليابانية إلى 2470 ين وهو أدنى المستويات منذ فبراير الفائت. أما في أسواق العقود الآجلة، وبحسب آخر تقارير التزامات المتداولين (COT) الذي يقدم أرقاماً حول حيازات العقود الآجلة في الأسواق الأمريكية، فقد شهدنا استمرار ارتفاع عدد المراكز المفتوحة للعقود الأجلة للين الياباني للأسبوع الثالث على التوالي إلى 247,954 مركزاً في 14 من أغسطس الجاري. في حين بلغت نسبة عدد جميع المراكز الشرائية المبلغ عنها للعقود الأجلة إلى عدد المراكز المفتوحة 0.9، وهي الأعلى من 31 من يوليو الفائت. أعتقد أن الارتفاع في عدد المراكز المفتوحة بالتزامن مع نسبة المراكز الشرائية يعكس المزيد من الزخم المقبل للين من قبل المستثمرين في الأسواق وذلك على ضوء التطورات الأخيرة. كما أعتقد أن الارتفاع المتسارع في فروق عوائد السندات بالتزامن مع حفاظ بنك اليابان على سياسته المتساهلة على الرغم من استمرار التضخم في الارتفاع وبقاء التضخم في الولايات المتحدة بعيداً عن مستهدفاته إضافة إلى حالة عدم اليقين التي يشعلها التراجع في الاقتصاد الصيني والاضطراب في السوق العقارية قد يشكلون المزيد من الضغط على الين الياباني. فبالحديث عن التضخم في الولايات المتحدة، كنا قد رأينا سلسلة من الأرقام الاقتصادية التي تُشير إلى إمكانية بقاء التضخم مرتفعاً لفترة أطول من المتوقع وهو ما قد يتبعه من إبقاء الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة عند مستوياتها القياسية لوقت أطول من المتوقع وهو ما قد يستمر في الضغط لرفع عوائد السندات وتراجع الين الياباني بالتالي. فيما تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى حديث جيروم باول في ندوة Jackson Hall عن التضخم وأسعار الفائدة والنمو. أما على المستوى الفني، وعلى الإطار الزمني اليومي، فيستمر الدولار ين في محاولة اختراقه لمنطقة المقاومة الرئيسية بين مستويات 148.406- 146.400. في حين أن الفشل في الاختراق وانعكاس التيار الصاعد قد يعيد أنظار البائعين إلى أسفل القناة الصاعدة إلى جانب مستوى 141.647. فيما أن الاختراق أيضاً ما دون تلك الخطوط السابقة قد يحول الأنظار نحو مستوى 138.769 أيضاً. أما على الجانب الصعودي، فإن الاختراق أعلى منطقة المقاومة السابقة وأعلى خط القناة الصاعدة قد يحول الأنظار نحو المزيد من المستويات المرتفعة عند 150.148-151.943. [الرسم البياني من MT5، XS Fintech Ltd] السابق: الذهب يبقى تحت الضغط رغم بعض التعافي التالي: Seclore وNagarro تكشف النقاب عن حل مشترك آمن للتعاون من أجل تحسين أمن البيانات والامتثال
تم النشر في الخميس 2023-08-24تراجع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني صباح اليوم الثلاثاء إلى مستوى 145.593 في ذروة التراجعات عند حوالي الساعة الثامنة والنص بتوقيت غرينيتش بعد أن وصل إلى مستوى 146.400 في ذروة ارتفاعات يوم الإثنين.
تأتي هذه التراجعات بعد أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأساسية لشهر يوليو التي سجلت نمواً بنسبة 3.3% على أساس سنوي وذلك بما يفوق التوقعات البالغة 2.9%.
كما شهدنا أيضاً اجتماع محافظ بنك اليابان كازو أويدا مع رئيس الوزراء فوميو كيشيدا واللذان لم يتطرقا إلى الحديث عن تقلبات سعر الصرف الأخيرة وذلك بالتزامن مع حفاظ البنك المركزي على سياسته المتساهلة للغاية على الرغم من ارتفاع التضخم. في حين تأتي هذه الأخبار مع توقعات الأسواق بتدخل بنك اليابان في سوق الصرف كما حدث في سبتمبر من العام الفائت لضبط تقلبات سعر صرف الين وذلك بعد أن وصل الدولار ين إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر الفائت.
جاءت هذه التراجعات المستمرة للين الياباني بعد التحركات الملحوظة في أسواق السندات اليابانية والأمريكية. فبعد أن تحدث أويدا عن تخفيف بنك اليابان لقبضته على عوائد السندات لأجل عشر سنوات والسماح لها بتجاوز الحد الأعلى عند 0.5%، يبدو أن الأسواق أصبحت تركز أكثر على الفوارق ما بين عوائد السندات الأمريكية واليابانية.
فيما تستمر عوائد السندات اليابانية لأجل عشر سنوات بالارتفاع لأعلى المستويات منذ العام 2014 مع بلوغها لنسبة 0.672%. من ناحية أخرى أيضاً، رأينا استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أعلى المستويات من العام 2007 إلى 4.360. في حين بلغ الفرق بين عوائد سندات الخزانة الأمريكية والسندات الحكومية الياباني لأجل عشر سنوات أعلى المستويات منذ نوفمبر الفائت مع بلوغه لنسبة 3.689% الأمس.
أيضاً في أسواق السندات اليابانية فقد رأينا اليوم تراجع صندوق iShares Core Japan Government Bond ETF (2561) الذي يتتبع أداء السندات الحكومية اليابانية إلى 2470 ين وهو أدنى المستويات منذ فبراير الفائت.
أما في أسواق العقود الآجلة، وبحسب آخر تقارير التزامات المتداولين (COT) الذي يقدم أرقاماً حول حيازات العقود الآجلة في الأسواق الأمريكية، فقد شهدنا استمرار ارتفاع عدد المراكز المفتوحة للعقود الأجلة للين الياباني للأسبوع الثالث على التوالي إلى 247,954 مركزاً في 14 من أغسطس الجاري. في حين بلغت نسبة عدد جميع المراكز الشرائية المبلغ عنها للعقود الأجلة إلى عدد المراكز المفتوحة 0.9، وهي الأعلى من 31 من يوليو الفائت.
أعتقد أن الارتفاع في عدد المراكز المفتوحة بالتزامن مع نسبة المراكز الشرائية يعكس المزيد من الزخم المقبل للين من قبل المستثمرين في الأسواق وذلك على ضوء التطورات الأخيرة.
كما أعتقد أن الارتفاع المتسارع في فروق عوائد السندات بالتزامن مع حفاظ بنك اليابان على سياسته المتساهلة على الرغم من استمرار التضخم في الارتفاع وبقاء التضخم في الولايات المتحدة بعيداً عن مستهدفاته إضافة إلى حالة عدم اليقين التي يشعلها التراجع في الاقتصاد الصيني والاضطراب في السوق العقارية قد يشكلون المزيد من الضغط على الين الياباني.
فبالحديث عن التضخم في الولايات المتحدة، كنا قد رأينا سلسلة من الأرقام الاقتصادية التي تُشير إلى إمكانية بقاء التضخم مرتفعاً لفترة أطول من المتوقع وهو ما قد يتبعه من إبقاء الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة عند مستوياتها القياسية لوقت أطول من المتوقع وهو ما قد يستمر في الضغط لرفع عوائد السندات وتراجع الين الياباني بالتالي. فيما تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى حديث جيروم باول في ندوة Jackson Hall عن التضخم وأسعار الفائدة والنمو.
أما على المستوى الفني، وعلى الإطار الزمني اليومي، فيستمر الدولار ين في محاولة اختراقه لمنطقة المقاومة الرئيسية بين مستويات 148.406- 146.400. في حين أن الفشل في الاختراق وانعكاس التيار الصاعد قد يعيد أنظار البائعين إلى أسفل القناة الصاعدة إلى جانب مستوى 141.647. فيما أن الاختراق أيضاً ما دون تلك الخطوط السابقة قد يحول الأنظار نحو مستوى 138.769 أيضاً. أما على الجانب الصعودي، فإن الاختراق أعلى منطقة المقاومة السابقة وأعلى خط القناة الصاعدة قد يحول الأنظار نحو المزيد من المستويات المرتفعة عند 150.148-151.943