هل ستشهد سوق النفط تحولاً بعد الصدمة التي تلقتها الولايات المتحدة من DeepSeek؟
سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تم النشر في الأربعاء 2025-01-29تنتعش أسعار النفط اليوم بأكثر من 1% عبر كلا خامي برنت وغرب تكساس الوسيط وذلك بعد خسائر بقرابة 2% الأمس.
خسائر أسعار النفط تزامنت الأمس مع الخسائر الواسعة التي حلت بأسواق الأسهم حول العالم مع بروز منتج الذكاء الاصطناعي الصيني من DeepSeek وتفوقه على نظرائه الأمريكيين في عدد من المقاييس. في حين أن هذه الخسائر قد تثير التساؤل حول علاقة هذا التطور مباشرة بسوق النفط.
أدت صدمة الأمس إلى موجة تعليقات الخبراء وكتاب الرأي قد تطرقت إلى كيف يمكن مواجهة الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب لهذا المد التكنولوجي الصيني.
هيئة التحرير في وول ستريت جورنال، المعروفة بانتقادها المستمر لسياسات الحزب الحاكم في الصين، ترى بأنه يجب دعم قطاع الذكاء الاصطناعي في عهد ترامب ليس فقط عبر ضخ الأموال وإنما عبر أعادة التفكير بالقيود التنظيمية على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وقواعد منع الاحتكار.
إضافة إلى تسليط العيوب على الواقع التنظيمي والدعم الحكومي، فقد انتقد توماس فريدمان في مقال للرأي في نيويورك تايمز بشكل لاذع توجه ترامب نحو إعادة دعم توليد الطاقة عبر الوقود الأحفوري على حساب المصادر المتجددة. حيث يرى فريدمان بأن الصين ستكون سعيدة بهذا التوجه الخاطئ الذي من شأنه أن يضعف الولايات المتحدة. كما يعتقد فريدمان أنه من يمتلك النظام البيئي الأذكى والأرخص والأكثر كفاءة من الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية والبطاريات الذكية والكهرباء النظيفة الوفيرة هو من سيهيمن في الرقن الحادي والعشرين.
عليه، فمن غير المستبعد أن تؤدي هذه الصدمة التي شهدناها الأمس في الأسواق إلى صحوة في الإدارة الأمريكية بما قد يؤدي إلى إعادة النظر بشأن سياسات الطاقة والتي يتطلب الذكاء الاصطناعي الكثير منها – والأفضل كما ذكرنا بأن تكون متجددة. فإن حدث هذا، فإنه قد يشكل المزيد من الضغط على أسعار النفط للتراجع ليس بسبب تشجيع زيادة استخراج الذي يدفع به ترامب، بل عبر إحياء وتسريع التحول نحو المصادر المتجددة.
علاوة على ذلك، قد يتخذ ترامب نهجاً أكثر عدائية في سياسته التجارية تجاه الصين بما قد يعزز من المخاوف حول الضرر الذي قد يتعرض له الاقتصاد العالمي نتيجة للتعرفات الجمركية الضخمة التي قد تفرض – سلاح ترامب المفضل كما يبدو في أي ملف. هذه التعرفات من شأنها أن توجه ضرراً للصادرات من الصين والتي تعتمد عليها الأخيرة بشكل رئيس لدفع النمو وتحقيق مستهدفاته.