مقالات

هل ستستثمر أرامكو في التـعدين الفضـائي؟

تم النشر في الجمعة 2020-01-31

 

د. م. عصام بخاري

مقالة اليوم تناقش الفرص المستقبلية في اقتصاد الفضاء وخصوصاً التعدين في الأجرام السماوية..

قد يتساءل البعض في البداية: لماذا علينا التوجه إلى الفضاء للتنقيب عن المعادن؟ في الواقع هنالك عدد من الدراسات التي تشير إلى أنه إذا استمرت البشرية بمعدلات الاستهلاك الحالية فقد نصل لمرحلة نفاد الكثير من الموارد خلال خمسين أو ستين عاماً فقط، ومن هذه الموارد المهددة الذهب، الإنديوم، الزنك، الفضة، القصدير، الفوسفور والرصاص وغيرها. ومن هذا المنطلق اقترح عدد من الباحثين التوجه إلى الفضاء واستخراج المعادن من الكويكبات ونقلها إلى الأرض أو الاستفادة منها في بناء المستعمرات الفضائية ومستودعات الوقود المدارية والأقمار الصناعية.

وهنا قد يطرح السؤال: كم يبلغ حجم الاقتصاد الفضائي؟ في الواقع بلغ حجم الاستثمارات في اقتصاد الفضاء ما يقارب 50 مليار دولار في العام 2010م، ولكن وحسب دراسة لمصرف (مورغان ستانلي) فمن المتوقع أن يتجاوز حجم اقتصاد الفضاء في العام 2040م التريليون دولار أميركي. لاحظ أن هذه الأرقام تتركز على الاتصالات والإنترنت بالأقمار الصناعية وبين الكواكب والسياحة الفضائية وطلبات التوصيل بالصواريخ، أما التعدين الفضائي، فيوجد ما يزيد على 13 ألف كويكب تمر قرب كوكب الأرض ويقدر موقع (إستيرانك) بأن قيمة المعادن الموجودة في تلك الكويكبات قد يتجاوز مئة تريليون دولار أميركي.

في الواقع، لم ننته بعد، تقدر وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) حجم الثروات المعدنية الموجودة في حزام الكويكبات بين كوكب المريخ وكوكب المشتري بما يقدر بمليار دولار أميركي لكل إنسان موجود على كوكب الأرض، بكلمة أخرى حجم تلك الثروات يتجاوز سبعة أمامها ثمانية عشر صفرا بالدولارات الأميركية.

أما السؤال التالي فهو: متى ستبدأ عمليات التنقيب واستخراج المعادن من الكويكبات الفضائية؟ يرى المتخصصون أن الزمن الذي يفصلنا عن هذا الواقع قد لا يتجاوز العشر سنوات، وهناك شركات وضعت خططها للبدء قبل العام 2025م.

وهذا يقودنا للنقطة الأهم: هل الاستثمار في التعدين الفضائي مُجدٍ؟ بصراحة لدينا نماذج لكثير من شركات التعدين التي أفلست على سطح كوكب الأرض، ولم تستطع تغطية تكاليفها. وبالمقابل ففي التاريخ البشري نماذج حية على الأثر الاقتصادي المباشر لرحلات الاستكشاف إلى المناطق الجديدة وخاصة من البعثات الأوروبية، أما فيما يتعلق بالاقتصاد الفضائي فقد أعلنت دولة لوكسومبورغ تخصيص ميزانية بحوالي قيمة 230 مليون دولار لدعم مشروعات التعدين الفضائي، حيث تطمح تلك الدولة لأن تصبح وادي السيليكون للشركات الفضائية في مجال التعدين، من ناحية أخرى أصدرت أميركا قانوناً للتنافسية في العمل الفضائي التجاري. وشخصياً أتطلع لأن تكون «أرامكو» من الشركات المبادرة بالاستثمار في هذا المجال الحيوي المهم للبشرية مستقبلا.

وختاما، قد يتفق البعض وقد يختلف في أن اقتصاد الفضاء والتعدين في الكويكبات والأجرام السماوية قد يصبح أحد التفسيرات العلمية المستقبلية لقوله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).

عن الزميلة الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock