هكذا تناولت الصحف الأجنبية قرار دخول السيدات للملاعب في السعودية

انشغل الرأي العام العالمي منذ صباح الأحد بفتح أبواب الملاعب أمام السيدات بدءا من العام المقبل، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ السعودية، بعد خطوة السماح بقيادة السيدات للسيارات. واهتمت كبرى الوكالات العالمية بطرح تفاصيل هذا القرار التاريخي سواء في قالب خبري أو تقريري، كما ظهرت العديد من التحليلات على صدر الصحف الإنجليزية والأميركية الصادرة صباح أمس الاثنين. وعنونت صحيفة ديلي ميل البريطانية الشهيرة قائلة “في آخر إصلاحات ولي العهد، المملكة العربية السعودية تسمح بدخول النساء الملاعب الرياضية بداية من عام 2018.. الأمر سوف يقتصر على 3 ملاعب فقط في البداية، وهذه الخطوة من شأنها فتح الفرصة أمام ظهور العائلات في الملاعب بعد أن كان الأمر مقتصرا على الرجال فقط”.

وألمح الكاتب الإنجليزي (جوليان روبينسون) إلى انتظار المهتمين بالحياة الاجتماعية في السعودية للمزيد من هذه القرارات المؤثرة على الحياة اليومية للمرأة، قائلا: “يأتي هذا القرار بعد السماح بقيادة السيدات للسيارات اعتبارا من يونيو المقبل، والآن سيصبح للذكور أماكن أقل في مدرجات الملاعب السعودية أكثر دولة في العالم تفرض قيودا مُشددة على النساء، فقد مُنعن السيدات لفترة طويلة من حضور المناسبات الرياضية وذلك بفرض قواعد صارمة للفصل بين الجنسين في الأماكن العامة”.

وأضاف جوليان “الرياض وجدة والدمام هي الملاعب الـ3 التي سنشاهد فيها السيدات لأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية، حسب ما قالته الهيئة العامة للرياضة السعودية على الحساب الرسمي لها بتويتر، تلك الملاعب ستكون جاهزة لاستيعاب العائلات بدءا من عام 2018، هذا بعد أسابيع قليلة من اتخاذ السلطات لقرار السماح لمئات السيدات بالتواجد في ملعب رياضي في الرياض، يستخدم في الغالب لمباريات كرة القدم، من أجل اشراكهن في احتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية”.

وتطرقت صحيفة ديلي ميل خلال تقريرها إلى نظام الوصاية المُطبق على النساء في السعودية، قائلة: “رغم القرارات الأخيرة، إلا أن المرأة السعودية لا تستطيع السفر إلى الخارج من أجل الدراسة أو لممارسة أنشطة أخرى إلا بموافقة أحد أفراد الأسرة من الذكور، وفي العادة إما يكون الأب أو الزوج أو الأخ، ويبدو أن هذا الأمر قيد الدراسة في الوقت الراهن لأن السعودية تقوم بتعديل بعض المعايير في (خطة رؤية 2030) والتي تشمل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز دور الإناث في المجتمع”. وأشاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق من صيف هذا العام بما فعلته وزارة التعليم بالسماح للفتيات بالمشاركة في الألعاب الرياضية في المدارس الحكومية، وهي نقطة ذكرت أيضا في تقرير صحيفة ديلي ميل ضمن عدة نقاط أخرى.

من جانبها وصفت الصحيفة البريطانية العريقة (جارديان) إعلان السعودية لمشاركة المرأة للرجل في تشجيع الأندية والمنتخبات الوطنية بـ”القرار التاريخي” بعد سنوات طويلة من حظر حضور السيدات للمناسبات الرياضية داخل السعودية ضمن سياسة فصل الجنسين عن بعضهما البعض بشكل علني. أما وكالة الأنباء الفرنسية فقالت “تتفق هذه الخطوة مع الإصلاحات الطموحة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك القرار التاريخي الذي يسمح للمرأة بالقيادة مع انتصاف العام المقبل”. واستشهدت الوكالة الشهيرة بما قاله ولي العهد، فيما يخص العودة إلى الإسلام المعتدل لتحقيق التوازن والتحرر من الأفكار المتشددة، في تصريحات جريئة تتماشى مع تطلعات المجتمع السعودي الشاب، ويُشجع مئات المستثمرين على توسيع مشاريعهم إلى خارج الرياض.

وأكد ولي العهد بقوله: “نحن نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان، لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع الأفكار المُدمرة، نحن مَن سَيدمرها اليوم وفورا، سنقضي على التطرف في القريب العاجل”. وقالت الوكالة الفرنسية “سيتم إقامة المطاعم والمقاهي ووضع شاشات فيديو داخل الملاعب لتوفير الأجواء الملائمة والمناسبة للعائلات لمتابعة المباريات كما ينبغي”. من جانبها نشرت شبكة CNN الأميركية العالمية تقريرا متوسطا عن القضية، واستعانت خلاله بصور مشاركة سيدات السعودية في احتفالات اليوم الوطني للبلاد خلال شهر سبتمبر الماضي على ملعب الرياض.

وقالت الشبكة “السعودية بدأت تخفف من القيود المفروضة على النساء بالسماح لهن بالتواجد في ملاعب كرة القدم لمتابعة المباريات جنبا إلى جنب مع الرجال، ورغم أن الحكومة اختارت 3 ملاعب فقط، إلا أنها أكبر ملاعب في المملكة وتقام عليهم أهم مباريات الفرق الـ6 الأوائل في الدوري السعودي للمحترفين، ومن ضمنهم أكبر ملعبين من حيث السعة الجماهيرية”. وكتبت قناة NBC الأميركية في الموضوع ذاته قائلة “بعد قرار وزارة الداخلية بالسماح للسيدات بقيادة السيارات خلال العام المقبل، ها هو قرار جديد يحرر المرأة السعودية من القيود بتركها تحضر مباريات كرة القدم ابتداء من مطلع العام المقبل 2018، ووفقا لما نقلته وكالة فرانس برس فإن الأمير محمد بن سلمان يبذل مجهودات كبيرة في عملية الإصلاح التي تشمل تعزيز مشاركة المرأة في القوى العاملة من 22٪ إلى 30٪ خلال الفترة القصيرة القادمة”.

وعلقت هيئة الإذاعة البريطانية BBC قائلة “أخيرا ستتمكن العائلات في السعودية من حضور مباريات كرة القدم.. البداية من 3 مدن رئيسية هي الرياض وجدة والدمام، وهي خطوة أخرى نحو إعطاء مزيدا من الحرية للمرأة السعودية التي تواجه قواعد صارمة بسبب الرغبة الدائمة في الفصل بين الجنسين”. وأضافت “تم رفع الحظر المفروض على قيادة السيارات، ويتولى الأمير محمد بن سلمان دفة قيادة تحديث المجتمع السعودي وتعزيز وتطوير الاقتصاد المحلي، تلك الإصلاحات تتماشى مع خطة واسعة النطاق أعلنها ولي العهد لتحقيق التغيير الاجتماعي والاقتصادي المنشود في المملكة التي تعتمد على النفط منذ سنوات، وقال الأمير إن 70٪ من السكان السعوديين تقل أعمارهم عن 30 عاما وأنهم يريدون حياة يطبق فيها سماحة الدين الإسلامي بشكل سليم”.