نعود غداً
تم النشر في السبت 2020-06-20
مها الوابل
نعود غداً إلى الحياة الطبيعية التي يجب أن نعود لها بعد ما يزيد على 100 يوم من العزل واتباع التعليمات التي أوصت بها كل الوزارات المعنية من أجل محاولة الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وقد التزم قرابة 99.9 % من سكان المملكة بكل الإجراءات الاحترازية المقررة، ولتأتي الفترة المقبلة بكثير من المسؤولية الوطنية والاجتماعية بالمحافظة على التباعد الاجتماعي وتحقيق المسافة الآمنة وارتداء الكمامات والقفازات وغسل اليدين وغيرها من التعليمات المهمة التي تقي الجميع من المرض بإذن الله.
نعود غداً ونحن نشعر بالشكر وعظيم الامتنان إلى قمة الهرم في الوطن الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وكل المسؤولين الذين وقفوا مع الإنسان على هذه الأرض حيث كان جل اهتمامهم الصحة وسلامة الوطن وتضحياتهم بالاقتصاد من أجل السلامة العامة لنا جميعاً، وتقديمهم كل المبادرات من أجل دعم هذا الإنسان.
نعود غداً ونكون قد تعلمنا أن الصحة هي التي تأتي أولاً في أبداننا ولمن حولنا وفي مجتمعنا وليكن عام 2020 الذي كنا نتوقع أن نسكن الفضاء وأن تطير السيارات ليأتي مخيباً لكل آمالنا ليخبرنا أننا يجب أن نراجع سلوكياتنا من أجل عادات يومية سلوكية صحية مستدامة تبعد عنا الأمراض والأوبئة.
نعود غداً بعد ما خلونا إلى أنفسنا وتأملنا ما يحدث لنا وللعالم خلال هذه الجائحة وما خرجنا به من عبر ودروس عن ترتيب الأولويات التي يجب أن تكون في أيامنا، ويبقى الوطن هو الحاضر في كل المحطات، فنضع أنفسنا بعيداً عن كل الضغوط، ومن ثم يأتي الأقارب لنا من الدرجة الأولى ومن يسكن معنا في مساكنا ومن ثم مجتمعنا، لذا يجب أن نعيد ترتيب الأهم للأشياء والأشخاص من حولنا.
نعود غداً بعدما عرفنا النعم الدائمة، وبعدما عرفنا فقاعات الصابون من المظاهر التي كنا نرضي بها الناس حتى لو أتعبتنا وأرهقتنا. والسطحية التي كنا نقدمها على العمق في أيامنا وأعمالنا، لذا لا يبقى إلا الحقيقة وتختفي المظاهر والشكليات التي لا تدوم.
نعود غداً والجائحة لم تزل، وإعداد المصابين لم تقل؛ بل تزيد، وأعداد الوفيات تكثر، والوباء يكاد يختفي من دولة حتى يعود لها، وكل المراكز البحثية وعلماء اللقاحات والأوبئة يبحثون ليل نهار عن لقاح من أجل إنقاذ البشرية ومساعدة العالم في إنقاذهم من الموت.
نعود غداً والمسؤول هو أنت أيها الإنسان في هذه الأرض في تحمل مسؤوليتك الوطنية والاجتماعية والإنسانية في ألا تكون الرقم التالي بالمحافظة على كل الإجراءات الاحترازية وعلى كل مظاهر التباعد الاجتماعي، وقانا الله وإياكم هذا الوباء وحفظ الله الوطن ومن عليه.
عن الرياض