منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي يناقش جهود الإمارة في حماية التنوع البيولوجي
تم النشر في الخميس 2018-02-08
انطلقت يوم (الاثنين) فعاليات منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في نسخته التاسعة عشرة، الذي تضمن في يومه الأول عدة جلسات ركزت على ثلاثة مواضيع رئيسية، بمحاور مختلفة، هي الطب البيطري، ومناطق التنوع الحيوي الرئيسية، والقائمة الحمراء، وشهد مشاركة أكثر من 200 خبير ومختص من داخل دولة الإمارات وخارجها.
وناقش المتحدثون في الجلسات الموازية القائمة الحمراء للاتحاد الدولي، والقائمة الحمراء الإقليمية، والاستخدامات المحلية والإقليمية للقائمة الحمراء، وذلك من أجل تقديم المعلومات والإحصاءات اللازمة للمحافظة على التنوع الحيوي، كما ركزوا في جلساتهم على مناطق التنوع الحيوي الرئيسية، والطب البيطري، والمناطق المحمية، وعرضوا نماذج تطبيقية عن المواضيع الرئيسية، بالإضافة إلى المعايير العالمية والأساسية التي تتعلق بكل موضوع. وركز الخبراء على المخاطر والحلول، وتناولوا أساليب وطرق المتابعة للتنوع الحيوي بالمنطقة.
وركز الموضوع التصنيفي المتعلق بالقائمة الحمراء الإقليمية على الأشجار المعمرة والشجيرات والنباتات المستوطنة في شبه الجزيرة العربية، وهو في إطاره العام وهدفه الأساسي مشابه للموضوع التي تم التطرق إليه في سنوات سابقة مع الزواحف عام 2012، والطيور في عام 2013، والثدييات في عام 2016، والأشجار في عام 2017، وذلك بهدف تقديم تحديث للتوزيع والوضع الحالي، وكذلك التهديدات الرئيسية، وتوصيات سبل المحافظة عليها.
وتطرق الخبراء في موضوع المناطق المحمية إلى المعيار العالمي للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، بما يسهم في تحديد مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية، والتعرف على المواقع في شبه الجزيرة العربية التي تسهم بشكل كبير في التنوع البيولوجي العالمي، وتحديد الثغرات في شبكات المناطق المحمية في شبه الجزيرة العربية.
أما الموضوع البيطري فناقش التشخيص البيطري في المنازل، وهو استمرار لموضوعين سابقين، الأول كان في العام 2015، حيث تناول أداء التشريح وجمع العينات، والثاني كان في العام 2017، حيث تناول التعريف بالديدان الطفيلية. وتم التركيز بشكل أكبر على مجموعات السوائل الجسدية وتقييمها، ودراسات مختلفة لتسليط الضوء على استخدامها في المجموعات البيطرية، تضمنت مسحات دم وحجم الخلايا المضغوطة، إجمالي البروتين، ومراجعة القائمة المبدئية للنباتات المستوطنة، والكيمياء السريرية الأساسية وتمارين حول مناطق التنوع الحيوي الرئيسية وإجراءات التقييم والتخطيط، والكيمياء السريرية تطبيق عملي وحالات دراسية. وهناك أيضاً الموضوع التقني الذي يبحث دور الاستخدام المتزايد للطائرات من دون طيار في الحفاظ على التنوع الحيوي، بما في ذلك رسم الخرائط، ومسوحات الحياة البرية، والرصد، وإنفاذ القانون، والطب في مجال الحفاظ على التنوع الحيوي.
وأكدت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إن إمارة الشارقة أسست وبنت قاعدة معلومات وبيانات كبيرة ومهمة بخصوص الأنواع الموجودة في شبه الجزيرة العربية والتنوع الحيوي على مدار 19 عاماً من العمل في منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي، وقد أسهمت الإمارة من خلال ما تراكم لديها من تجارب وخبرات ومعلومات في تشكيل أربع محطات في القائمة الحمراء، هي الزواحف، والطيور، والثدييات، والأشجار.
ولفتت إلى أن المنتدى في نسخة هذا العام ركز على الأشجار المعمرة والشجيرات والأعشاب، حيث يتناول نحو 400 نوع من النبات في شبه الجزيرة، سيتم تصنيفها في القائمة الحمراء، بمعدل 100 نوع كل يوم من أيام المنتدى.
وأوضحت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية أن هذا التصنيف يساعد في تحديد الوضع الحالي للنباتات في شبه الجزيرة العربية، ومن ثم إجراء الدراسات والأبحاث، وكذلك البحث في الحلول والأخذ بعين الاعتبار المسوحات التي تمت سابقاً.
وأشارت السويدي إلى أن إمارة الشارقة تمتلك تجربة ثرية تنقلها إلى العالم، وهي دوماً تستقبل الخبراء والباحثين الذي يأتون إلى الإمارة حاملين معهم تجاربهم وأفكارهم وخبراتهم، لتتفاعل مع ما تمتلكه الإمارة من مبادرات في عالم البيئة وصونها، بما يشكل قيمة مضافة للشارقة وللمنتدى الذي تحرص الهيئة على تنظيمه وعقده سنوياً وفقاً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم سموه اللامحدود من أجل بيئة خالية من الأخطار التي تهدد الأنواع، في ظل سعي الهيئة إلى التأكيد على أهمية المحافظة على البيئة وصون التنوع الحيوي.
وتتجلى أهمية المنتدى في كونه محطة لقاء وتفاعل الخبراء والمختصين من مختلف بلدان العالم، وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات، بما يساعد في معرفة أوضاع وطبيعة الحياة الطبيعية في دولة الإمارات بشكل خاص، ومنطقة شبه الجزيرة العربية بشكل عام، كونها تتمتع بتنوع حيوي كبير، فالتنوع الحيوي مسألة مهمة وضرورة أساسية، ووجوده يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي، كما يساعد على تنظيم خطط مختلفة تتعلق بحماية الثروة والتنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية.