تم النشر في الجمعة 2018-03-09
قال المحلل السياسي والعسكري اللواء ركن متقاعد حسين معلوي، تعليقًا على زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا: إن المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة مملكتان علاقتهما قوية منذ بدايات القرن الماضي، وقد تبادلتا الزيارات على أعلى المستويات سواء بين العائلتين المالكتين أم بين صناع القرار في الحكومتين، مشيرًا إلى أن لكلٍّ من بريطانيا والسعودية دورَها في المحيطين الإقليمي والدولي؛ فبريطانيا العظمى كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، والسعودية وريثة الدولة الإسلامية التي كانت لا تغيب عنها الشمس أيضًا.
وأوضح “معلوي” أن زيارة سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا هي بلا شك محطة تاريخية لها آثارها الإيجابية في علاقات البلدين الصديقين الحالية والمستقبلية؛ فبريطانيا العظمى في نظر المحللين والمراقبين في أمسّ الحاجة إلى السعودية الكبرى إقليميًّا والعضو في نادي العشرين الاقتصادي، وبخاصة بعد قرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهي تعوّل على اتفاقياتها الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية ما يخفف من آثار ووطأة السلبيات الاقتصادية لقرارها؛ إضافة إلى استمرار ما تقدمه السعودية لبريطانيا في مجال مكافحة الإرهاب الذي أشارت إليه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي؛ عندما قالت: “إن العلاقات مع السعودية أنقذت أرواح بريطانيين”.
وأضاف: “بينما السعودية في حاجة إلى ثبات المواقف السياسية لبريطانيا كداعمة للمملكة العربية السعودية في محاربتها للإرهاب ولجم السياسات التوسعية الإيرانية وغيرها في المنطقة العربية، فلقد قالت رئيسة الوزراء البريطانية: إن “السعودية قامت بإصلاحات اجتماعية كبيرة”، وذكرت منها رفع الحظر المفروض على المرأة السعودية في مجال قيادة المركبات، وقالت: إن “السعودية تتغير”.
وتابع: “لقد أشارت صحيفة “THE WEEK” البريطانية إلى أن “الأمير محمد بن سلمان عضو بارز وأهم شريك استثماري لبريطانيا في الشرق الأوسط”، وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير يحمل جدول أعمال مزدوجًا، وأن من أهدافه الرئيسة دفع الأعمال التي تدعم الفرص الاستثمارية في السعودية، بينت أن ولي العهد سيبحث في الزيارة عن استثمارات في المملكة المتحدة وأنه سيتيح الفرص للمستثمرين المقيمين في المملكة المتحدة للاستفادة من النمو الاقتصادي السعودي”.
وزاد: “أما صحيفة الجارديان البريطانية، فذكرت أن المسؤولين البريطانيين يأملون في أن تتوسع العلاقات السعودية البريطانية إلى ما وراء المجالات التقليدية في الدفاع والأمن؛ حيث تسعى المملكة المتحدة إلى الاستفادة التجارية من الإصلاحات الاجتماعية والثقافية الأخيرة في الداخل السعودي”.
وتابع: “إن المراقبين والمحللين السياسيين والاقتصاديين يَرَوْن أن المملكة العربية السعودية محط أنظار استثمارات الدول الكبرى والشركات العملاقة وبيوت المال العالمية، وذلك بسبب قرارات إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي لتتمكن السعودية من الانطلاق في فضاء المسار الاقتصادي المتنوع والصحيح، ويرون أن خطط تنفيذ الإصلاحات السعودية الاجتماعية والاقتصادية تؤشر إلى مستقبل واعد للاقتصاد السعودي”.
واختتم: “بالتالي فإن من أهداف شرح ولي العهد السعودي لمراكز القرار السياسي والثقافي في الدول التي زارها أو سيزورها؛ هي في حقيقة الأمر: السعي إلى جلب الاستثمارات الأجنبية إلى السعودية لينضم بإذن الله الاقتصاد السعودي إلى عجلة الاقتصاد العالمي بشكل فعال ومؤثر ومفيد للمملكة العربية السعودية، لقد صدق الشاعر الكبير أحمد شوقي عندما قال: “وما نيل المطالب بالتمنِّي.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً ** وما استعصى على قوم منالٌ .. إذا الإقدام كان لهم ركابا”.
