مصروفات المسافرين من دول الخليج ستصل الى 94 مليار دولار بحلول عام 2020
تم النشر في الأربعاء 2018-02-07
يقطن في دول مجلس التعاون الخليجي عدد كبير من الجنسيات، وبالتالي تتنوع الأمور التي يفضلونها كما اذواقهم، وتختلف أفكارهم عن التجارب المختلفة وقيمها. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالسفر الصادر من المنطقة، يبدو أن هناك تركيز على السفر الفاخر وتطلعات لعطلات فريدة من نوعها وتجارب فردية مميزة. ولاستكشاف الإمكانيات الهائلة لقطاع السفر الفاخر من دول الخليج، سيجمع مؤتمر صناعة المعارض والمؤتمرات والسفر الفاخر (مايس ارابيا) الذي تنظمه شركة “كيو ان ايه إنترناشيونال” للعام السادس على التوالي، اكبر المؤثرين والخبراء في عالم السفر الفاخر.
من المتعارف عليه ان المسافرين من منطقة الخليج يفضلون الانفاق على سفرهم، يبدأ ذلك من حجز الطائرة فالمعظم يفضلون درجات الطيران الأولى او رجال الأعمال. لذا، من المتوقع أن ينفق المسافرون من المنطقة مبلغا كبيرا قد يصل الى 94 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020، مقارنة ب 64 مليار دولار أمريكي تم إنفاقها في عام 2015 وفقا لبحوث أجرتها شركة “ستاتيستا”. وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 140 مليار دولار و216 مليار دولار أمريكي بحلول عامي 2025 و 2030 على التوالي، وفقا لنفس المصادر.
ما الذي يمكن أن يزيد الطلب على السياحة الفاخرة؟ تشير الإجابات إلى الأفراد ذوي الثروات العالية والعملة القوية والقدرة الشرائية العالية. ولكن قطاع السفر والضيافة يوفر إجابة أخرى وهو تطوير أشكال مختلفة من الرفاهية.
وقال جويا فالي، رئيس قسم المعارض والمؤتمرات في دول مجلس التعاون الخليجي، لشركة السياحة السويسرية “ان التوجه الحالي هو توفير سفريات أكثر إثارة وأكثر المغامرة، وتحديدا لمسافري قطاع المعارض والمؤتمرات الفاخرة لأنهم يبحثون عن كل ما هو جديد وفريد من نوعه”.
ماريك بوكالا، مدير منتجع “زانزي”، احد رعاة مؤتمر (مايس ارابيا) السادس، قال حول السياحة الفاخرة “ان قطاع السياحة الفاخرة سيحقق مزيدا من التمييز بين الفخامة المترفة والفخامة ذات الأسعار المعقولة. كما اصبح جميع العاملين في القطاع يولون اهتماما خاصا للسياح القادمين من الدول العربية والإسلامية من خلال الاخذ بعين الاعتبار تقديم الطعام الحلال بمختلف اشكاله، لتوفير تجربة شخصية مميزة لكل المسافرين”.
ولجذب السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، وافقت عدة من الجهات الراعية لمؤتمر (مايس ارابيا) على ضرورة توفير بعض عروض الخدمات. على سبيل المثال، أكد داغ كاستنسون، الرئيس التنفيذي لشركة “اس ان أي” في شمال أوروبا أن “تقديم المأكولات الحلال وتوفير مساحة للممارسات الدينية هو أساس هام لبناء الخدمات لجذب الضيوف من دول مجلس التعاون الخليجي. وقد عملت الرحلات الجوية بلا توقف وذات الأوقات المناسبة من دول الخليج إلى جميع العواصم الإسكندنافية، على زيادة إمكانية وصول المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي”.
الرحلات المباشرة إلى معظم الوجهات متوفرة من مختلف دول الخليج، وفي مؤتمر (مايس ارابيا) الخامس تم الكشف عن حقيقة ان مواطني دول مجلس التعاون ينفقون 260٪ أكثر على تذاكر السفر مع ما يصل إلى 60٪ لشراء تذاكر درجة رجال الأعمال، وذلك وفقا لتقرير كريدت سويس.
كما أشار بوريس جابلان، المالك والمدير التنفيذي لشركة “3 اي ترافيل” في دولة مونتينيغرو (الجبل الأسود)، إلى أن الرحلات المباشرة زادت من جاذبية سوق الجبل الأسود للسائحين وكذلك المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي، فقال “حقيقة ان دولة مونتينيغرو وجهة متوسطية هي ميزة كبيرة في تسويقها، لذا تحسن فيها قطاع الضيافة بصورة كبيرة وارتقى إلى معايير الجودة العالية لتقديم الخدمة اللازمة للسياحة الفاخرة”.
ان المسافر من دول الخليج يبحث عن عدة عناصر في وجهته عدا المأكولات الحلال، والأمن. منها الطابع الثقافي، والمناظر الطبيعية. وعلى هذا النحو، فإن الوجهات الواقعة حول البحر الأبيض المتوسط، وليس بعيدا جدا عن المنطقة، مثل تركيا، تميل إلى أن تكون خيارات مميزة للسفر. “تركيا، بطبيعتها، تاريخها العميق، الخلفية الثقافية، والاندماج بين الشرق والغرب، هي وجهة جيدة لمسافري دول مجلس التعاون الخليجي. فنحن نعلم بأن هذه هي الصفات التي يبحث عنها المسافر من هذه المنطقة”.
ومع ذلك، ولتسليط الضوء على تغيير الأذواق والاختيارات عند اختيار الوجهات من دول الخليج، قال بوشبا راو، العضو المنتدب لشركة “اوفر ذا هوريزون” في دولة موريشيوس، “أن السفر من دول مجلس التعاون قد تغير على مر السنين، فقد زاد المسافرون الحد الأدنى للإقامة من 6 إلى 10 ليال ونحن نتوقع المزيد من الأنشطة أثناء التنقل بين المنتجعات”.
وتعليقا على المؤتمر، قال سيد ان سي المدير العام لشركة “كيو ان ايه انترناشونال” المنظمة لمؤتمر (مايس ارابيا) “ان مثل هذه الرؤى التي سيتم مشاركتها بين المشاركين في المؤتمر، لمساعدتهم على التخطيط بكفاءة وفعالية في المستقبل القريب. وفي هذا العام، سوف نركز حصرا على المسافرين التجريبيين من دول مجلس التعاون الخليجي، مع توفير المزيد من الفرص للتواصل وإغلاق الصفقات التجارية من خلال ممثلي الأعمال المختارين بعناية من افضل الشركات في الشرق الأوسط “.
وأشار جابلان إلى ميزة المؤتمر لقطاع السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن “منصات مثل هذا المؤتمر تزيد فرص التواصل في سوق السفر في دول الخليج، حيث تعقد صفقات تجارية ملموسة من خلال اجتماعات محددة مسبقا مع مشترين مباشرين. كما أنها تمثل عاملا رائعا في نقل المعرفة باحتياجات وتوقعات أسواق المنطقة الفاخرة والمؤتمرات”.