متى تعلن الشركات إفلاسها ؟
تم النشر في الخميس 2021-08-12
الله يُلطف ..
بقلم / أحمد حسن فتيحي
عند القيام بعمل موازنة للشركة طبقاً لما هو متبع فيها من أول السنة أو أول النصف الثاني .. فإن كثيراً من المدراء الماليين يفرطون في التفاؤل والنتائج الإيجابية .. ويتوقعون زيادة المبيعات وزيادة الأرباح ..
وفي المقابل .. فإن زيادة المبيعات تعني نقص مبيعات شركة أخرى أو نمو حقيقي في الأسواق .. أيضاً زيادة في البائعين والتوسع في قسم المبيعات وزيادة متطلباته .. وتحقيق رغبة مدير المبيعات .. بحجة مساعدته في تحقيق المطلوب .. وبالرغم من مسؤوليته عن ذلك .. فإنه ينسى العملاء الذين يشترون المنتجات إذا تغيرت ظروف السوق مثلاً ..
إن هذا ينطبق على جميع الأقسام .. وإداراتها تتطلب زيادة سنوية في انفاقها .. طبقاً للتقرير عن الأداء المحتمل للشركة .. وقد لا أجد ما يمنع عن التفكير على مدى السنة وتوقع دخولها .. إلا أني أود أن أذكر أن الإعتبار بالأجل القصير هو الذي يكون مكان البحث .. وهذا يعني المحافظة على السيولة النقدية .. وتأمين النفقات المستقبلية ..
إن الشركة ( أي شركة ) لها هاجس في ضبط السيولة التي ترد للشركة .. وما يعرف بالتدفقات النقدية والخارجة منها .. وذلك تحسباً لتعاملها .. وأمانها .. ومنافستها ..
أما تعاملها .. فلابد من وجود سيولة لتحقيق ثقة الموردين .. وشراء ما يلزم من المواد المنتجة .. وفي أمانها .. تحرص الشركة على عدم الدخول في المشكلات والمخاطرة في حالة عدم تمكنها من الوفاء بإلتزاماتها ..
وأيضاً لابد للشركة من الإحتفاظ بقدر من السيولة التي تمكنها من انتهاز فرص مفيدة نتيجة تقلبات السوق .. وأيضاً لكبح المخاطر الطارئة التي تحدث بدون مقدمات ..
وسوف تلجأ الشركة في حالة عدم التخطيط المالي الذي يواكب المتغيرات السوقية والذي يعتمد على فلسفة زيادة المبيعات والدخول في تفاؤل غير منطقي .. سوف يكون لها خيارات أحلاها مُر ..
سوف تحاول تحويل مخزونها إلى سيولة نقدية .. وهذا ليس سهلاً إلا بخسارة أكيدة.. نتيجة لاستعمال البيع مقابل النقد .. أو الدفع الفوري .. أو البيع لبعض أصولها الثابتة وهذا أيضاً يحقق خسائر مادية ومعنوية للشركة ..
وعند لجوءها إلى الإقتراض لعمل توازن بألا تزيد الأعباء والإلتزامات .. فتفي بالتزاماتها قصيرة الأجل وتقع في فخ القرض البنكي والتمويل الذي لا يرحمها .. أو زيادة رأسمالها ..
وفي هذه الحالة .. فإن الشركة التي تعتمد على سمعتها وأخلاقها ووفاءها .. وإمكانية تحقيق أرباح لها .. تكون مكان ثقة المساهمين الجدد فيها .. رغم إعلانها ضعف مركزها المالي .. وشرح ذلك بخطة واضحة المعالم .. موزونة الرؤيا .. بإدارة تتمتع بالصدق والوفاء والأمانة .. والعلم والخبرة .. والقدرة على تنفيذ الرؤيا المستقبلية مع وضع حسابات للتقلبات وإيضاحها ..
إذا لم تستطع الشركة القيام بأمر مما ذكر بعاليه وبتفوق .. فإني أنصحها بإعلان إفلاسها .. والله يلطف ..