مؤشر الصحة المستقبلية 2024: القطاع الصحي السعودي يقود تبني التكنولوجيا لتعزيز جودة الرعاية الصحية
الاقتصاد.الرياض
تم النشر في الجمعة 2024-12-27أعلنت شركة رويال فيليبس، المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: (NYSE: PHG) وبورصة أمستردام تحت الرمز (AEX: PHIA)، والرائدة عالميًا في مجال التكنولوجيا الصحية، عن نتائج تقرير مؤشر الصحة المستقبلية لعام 2024 في المملكة العربية السعودية. وكشفت النسخة التاسعة من التقرير، الذي استند إلى آراء ما يقرب من 3000 من قادة الرعاية الصحية في 14 دولة، أن المملكة تتصدر المشهد في تبني الابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة رعاية المرضى وتحقيق نتائج صحية أفضل.
وأظهرت نتائج التقرير، تميز قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية باعتماده الرائد على تقنيات الذكاء الاصطناعيوالأتمتة “التحكم الآلي” والرعاية الافتراضية لما لها من دور حيوي للتعامل مع نقص الكوادر العاملة وتعزيز الاستدامة.
وبهذه المناسبة، قال أكرم صيرفي، المدير التنفيذي لشركة فيليبس السعودية للرعاية الصحية، إن تقرير مؤشر الصحة المستقبلية لهذا العام يستعرض التقدم الكبير والفرص الواعدة لضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة وفي الوقت المناسب للجميع كما يسلط الضوء على التحولات الجارية في قطاع الرعاية الصحية، والتي تُعد عنصرًا أساسيًا لضمان صحة ورفاه سكان المملكة، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي رائد في الابتكار الصحي.
الرعاية الافتراضية والأتمتة تعززان كفاءة القوى العاملة وتحسن رعاية المرضى
يشير قادة الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية إلى الدور المحوري الذي تلعبه التقنيات المتقدمة في دعم القوى العاملة وتحسين تجربة الرعاية الصحية. حيث يرى 92% منهم أن أتمتة المهام والعمليات المتكررة تُعد حلاً فعالاً لمعالجة النقص في الكوادر الصحية.
وقد شهد القطاع تقدمًا ملموسًا في تبني الأتمتة، بما في ذلك رقمنة السجلات الصحية، وأتمتة المهام الإدارية، وأنظمة إدارة سير العمل السريري، مما أسهم في تعزيز الإنتاجية ورفع مستويات الرضا بين الموظفين.
كما أكد جميع قادة الرعاية الصحية (100%) التأثير الإيجابي للرعاية الافتراضية في تخفيف الضغوط الوظيفية، في حين أشار 90% منهم إلى أن المرضى في مؤسساتهم ينظرون بإيجابية إلى خدمات الرعاية الافتراضية.
وأفاد قادة القطاع بأن تكامل الرعاية الافتراضية أسهم في تحقيق فوائد كبيرة، شملت تعزيز دعم الموظفين في إدارة الحالات المرضية المعقدة بنسبة 37%، وتحسين معدلات حضور المرضى لمواعيدهم بنسبة 34%، بالإضافة إلى توفير فرص وظيفية جديدة لمتخصصي الرعاية الصحية الراغبين في العمل عن بُعد بنسبة 34%، وزيادة القدرة على تقديم الخدمات الصحية لعدد أكبر من المرضى بنسبة 33%..
قادة الرعاية الصحية يتجهون نحو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات المتقدمة
بينما تُظهر الأتمتة والرعاية الافتراضية إمكانات كبيرة، يُجمع قادة الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية على أن تحديات تكامل البيانات لا تزال تؤثر على كفاءة تقديم الرعاية.
ويرى القادة أن الاستفادة من التحليلات المستندة إلى البيانات يمكن أن تُحدث تحولاً كبيرًا في تقليل أوقات انتظار التشخيص والإجراءات الاختيارية، إلى جانب تحسين خطط العلاج والمسارات العلاجية. كما يعتبرونها أدوات حيوية للتنبؤ باحتياجات المرضى، والتعرف على الأحداث السلبية المحتملة، وتحديد أفضل الممارسات القائمة على الأدلة، واكتشاف الحالات الطبية، وتقليل معدلات إعادة دخول المستشفيات. وتجدر الإشارة إلى أنها تمثل جميعها عوامل أساسية للارتقاء بجودة الرعاية الصحية.
وفي هذا السياق، يوضح صيرفي أن “قادة الرعاية الصحية يتطلعون إلى بناء شراكات قوية للتغلب على تحديات النظام الصحي، حيث يُعد تحسين تنسيق الرعاية وتعزيز تكامل التكنولوجيا من أبرز المحركات للتعاون، مما يسهم في تطوير نظام صحي أكثر تنظيمًا وابتكارًا”.
هذا واشار التقرير أن القادة السعوديون، يدركون تماماً للإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز الكفاءة وتحليل البيانات الصحية بطرق مبتكرة. وتُظهر البيانات ايضاً أن المملكة تستثمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة 41%، متجاوزة المتوسط العالمي البالغ 29%..
يذكر أن استخدام الذكاء الاصطناعي، في السابق كان يقتصر بشكل أساسي على العمليات التشغيلية، إلا أنه بات اليوم مدمجًا في المجالات السريرية، حيث تم اعتماده بالفعل في تخطيط العلاج بنسبة 72% وفي مراقبة المرضى داخل المستشفيات بنسبة مماثلة. وتشير الخطط المستقبلية إلى مواصلة التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة، خاصة في مجالات مثل إدارة الأدوية (48%) ومراقبة المرضى عن بُعد (37%)..
التزام عالمي بالاستدامة البيئية في قطاع الرعاية الصحية
يدرك قادة الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية أن التعامل مع التأثير البيئي للقطاع لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة ملحّة. وتُظهر البيانات أن القادة السعوديين يركزون على تحقيق تأثير بيئي إيجابي من خلال استراتيجيات مستدامة وممارسات مبتكرة.
ووفقًا لقادة الرعاية الصحية في المملكة، تقوم أكثر من نصف المؤسسات (54%) بإعادة تدوير النفايات حيثما أمكن، بينما تطبق 53% سياسات مشتريات مستدامة تشمل استخدام المعدات القابلة لإعادة التدوير.
وعند النظر إلى المستقبل، يُظهر قادة الرعاية الصحية في المملكة ريادة واضحة في تطوير استراتيجيات بيئية متقدمة. إذ يخطط ما يقرب من نصف المؤسسات لتقليل استهلاك الطاقة (49%) خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع استعداد نسبة مماثلة للاستثمار في المباني الخضراء والبنية التحتية المستدامة (48%). كما يعتزم 47% اختيار الموردين الذين يتبنون أهدافًا ومبادرات بيئية مستدامة، بينما يخطط 45% للاستفادة من تقنيات الرعاية الافتراضية والمراقبة عن بعد لتقليل الانبعاثات الكربونية.
وفي هذا الصدد، وأشار صيرفي أن فيليبس تلتزم بالشراكة مع مقدمي الرعاية الصحية لدعم رحلتهم نحو الاستدامة، قائلا: “نؤمن بمستقبل يتمكن فيه الجميع، بغض النظر عن أماكنهم أو هوياتهم، من الوصول إلى الرعاية الصحية التي يحتاجونها في الوقت المناسب. ويقوم هذا المستقبل على شراكات قوية تجمع الأطراف الفاعلة في منظومة الرعاية الصحية لتطوير حلول مبتكرة وقابلة للتوسع تضمن تقديم رعاية أفضل لشريحة أوسع من الناس”.
ويتطلع قادة الرعاية الصحية في المملكة إلى الأشهر الـ 12 المقبلة بمزيد من التفاؤل، حيث يخطط 49% منهم للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يؤكد التزام السعودية بتحقيق رؤية 2030 لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي وتحقيق تنمية مستدامة تُسهم في تحسين حياة الأفراد.