لنجدد حياتنا
تم النشر في الخميس 2019-02-21
غالبا ما ينسى الإنسان الكم الهائل من الخيارات التي تتيحها الحياة ، خيارات كثيرة ، مبهجة و نافعة ، و أكثر من هذا أنها لا تكلف سوى شيئا من الرغبة في التحرر و التغيير ، فما الذي يمنعنا إذن من تبني بعض هذه الخيارات أوببساطة ماالذي يمنعنا من التجديد ؟
إن شيئا ما بداخلنا يقاوم التغيير، يجعلنا نعيش في حياة ضيقة أشبه بقبر ، ثم لا يسعنا أن نلوم أحدا فهذا اختيارنا على كل حال ، اختيار متأثر بالأفكار السلبية و العادات المتجاوزة زيادة على الرتابة التي ألفناها بدون وعي ، إلا انه و رغم ذلك فالحافز الفطري في التطور أقوى ، يحتاج فقط الى إدراكه و تشجيعه ، إذن فماذا لو قررنا ان نعيش أسلوب حياة مغاير ,
قد نستوعب ان الحياة التي نعيشها هي نتاج خياراتنا التي قد تكون جيدة أو سيئة و لنفترض انها كلها جيدة فهل سننعم بالبهجة و السعادة ونحن نقوم بنفس الأمور( الجيدة) مرارا وتكرارا يوما بعد يوم ، أليس الروتين هو ما يجعل الحياة تفقد رونقها .
إن التجديد لايجب ان يقتصر على بعد واحد من ابعاد شخصيتنا بل يشمل كل الجوانب الجسدي، العقلي، الاجتماعي و العاطفي ، فالجسد يحتاج الى تغذية جيدة و الكثير من الماء و إلى ممارسة الرياضة كما يحتاج الى الاقلاع عن كل مايضره كالتدخين و الكحول فالذين أقلعوا عن التدخين او انقصوا من وزنهم أو داوموا على ممارسة الرياضة يحسون بأنهم اشخاص جدد و ان فرص الحياة اكثر بدون إدمان.
العقل كذلك يحتاج الى التجديد ، و تجديده يكون بالتعلم فهو غذاء العقل الذي يزيدنا طاقة و حماسة تجاه الحياة ، فقراءة الكتب تضفي البهجة و المتعة و تعطي للحياة معنى آخر ، كما ان السفر ايضا ينمي تجاربنا و يكسبنا خبرات و يفتح امامنا عوالم لم نكن لنلاحضها لو لزمنا مكاننا ، كما يجب ان نعود عقولنا على تجربة اشياء جديدة و لما لا يكون من بينها حضور محاضرات او لقاءات علمية و ثقافية .
إن اسوء عقوبة يمكن ان يتعرض لها اي انسان هو حرمانه من التواصل مع البشر ، لذلك يعتبر الحبس الانفرادي اسوء العقوبات على الاطلاق ، فكيف نحرم انفسنا من التجديد من علاقاتنا واكتساب اصدقاء جدد فكل غريب هو في الحقيقة صديق محتمل يجب فقط ان نتعرف عليه ، فهناك دائما اشخاص رائعون في كل مكان ، في العمل و في المسجد و في المدرسة لا شك انهم سيبهجون حياتك .
إن التجديد في الجانب الروحي لا يجب أن يهمل كذلك ، فالدين يعلمنا الكثير من القيم الجميلة كالتسامح و حب الغير و الصدق و العرفان بالجميل كما ان علاقتنا بالله من أمتن العلاقات التي تسودها راحة البال و تضفي السكينة و الامل في حياتنا .
إن ممارسة التجديد لا يجب أن يتوقف ، فكل المخلوقات تتطور ، بل كل شيء في هذا العالم يتطور و يتغير لذا لا يجب أن نرهن حياتنا للملل و الرتابة ، فكل ثانية تستحق أن نعيشها بما للكلمة من معنى .
عبدالرزاق بهميدن
Abderrazakamazigh@gmail.com