تم النشر في السبت 2016-12-31
معتصم الفلو
@motasemfelou
يتمتع المستهلك السعودي بكرم لا مبرر له مع الشركات التي تزوده بمختلف الخدمات، فهو يتساهل في أخطاء الفواتير وتردي الخدمات والمغالاة في أسعارها، ولكن أن يصل به الحد إلى التفريط في مكافآت برامج الولاء أو المكافآت المقدمة نظير الاستهلاك، فهو أمر يحتاج إلى المراجعة وإعادة النظر.
يغري معظم مزودي الخدمات في السعودية العملاء بتقديم برامج المكافآت أو الولاء، مقابل الاستخدام بباقة كبيرة من بطاقات الهدايا والأميال الجوية وحجوزات الفنادق مع إمكانية الدفع بنقاط المكافآت لدى المتاجر. ويركزون على هذه “القيمة المضافة” لجذب المزيد من العملاء، لكنهم لا يفصحون عن حجم المكافآت الفعلية التي طلبها العملاء، والتي استفادوا منها بالفعل؛ ربما لأنهم لا يريدون من “جميع” العملاء الاستفادة من “جميع” المكافآت، وبالتالي خسارة جزء من أرباحهم. فهذه المكافآت، وإن كانت محدودة، تكلف تلك الشركات مزيدًا من النفقات، التي قد لا تعتبرها ضرورية!
وعند تصفح قنوات التواصل الاجتماعي لمزودي الخدمات، ستجد أن التواصل فيما يخص تلك المكافآت، يركز على كيفية الحصول عليها. ولكنك لن تجد أبدًا ما يركز على كيفية المطالبة بالمكافآت أو التوعية بضرورة المطالبة بها قبل انتهاء صلاحيتها. كما أن بعض تلك الشركات، بدأ في تقصير صلاحية النقاط من 5 سنوات إلى 3 فقط، فيما جعلها البعض الآخر سنة “واحدة” فقط؛ حتى تتراكم المكافآت ولا “يغثهم” العميل بمطالبات إضافية!
وإذا افترضنا حسن النية، وهو مطلوب دائمًا، فإنهم يراهنون على عدم اكتراث المستهلك بهذه القيمة المضافة، وهو يفعل ذلك كثيرًا للأسف، مما يؤدي إلى انتهاء قيمتها في جيوب الرؤساء التنفيذيين وكبار المديرين على شكل حوافز وجوائز.
في الأسبوع الماضي، نشرت الزميلة “الاقتصادية” تقريرًا يتحدث أن الشركات المصدرة للبطاقات الائتمانية في الولايات المتحدة دفعت 100 مليار دولار (375 مليار ريال) لحاملي البطاقات الائتمانية، مقابل الدولارات التي أنفقوها باستخدام تلك البطاقات عام 2016 لوحده. هذا يحصل في بلد يدرك المستهلك قيمة مايدفع وأهمية المكافأة التي يجب أن ترافقها.
ليس المطلوب كثيرًا منك أيها العميل، فعند شراء تذكرة طيران أو الحصول على بطاقة ائتمانية أو خط هاتفي ، تذكر أن تشترك في برنامج المكافآت، وتتفقد نقاطك بعد سداد ماعليك من مستحقات كل شهر. ولن يستغرق الوقت منك سوى دقائق معدودة. أما إذا وجدت تلاعبًا من قبل مزودي الخدمات أو شركائهم عند صرف النقاط، فارفع الصوت عاليًا بالشكاوى والمكالمات وعبر وسائل التواصل. وإذا وجدت مزودًا للخدمات، يقدم مكافآت أفضل، فانتقل إليه، فالسوق منافسة والبقاء لمن يقدم أكثر.
فما الذي يمنعك من الحصول على تذكرة مجانية مثلًا بعد شراء 10 أو 20 تذكرة؟ ولماذا لا تقدم لزوجتك أو صديقك أو حتى لنفسك هدية حصلت عليها من برامج المكافآت؟ ليس في الأمر عيب، فهذا حقك الشرعي، حلالُا زلالًا صافيًا.
وأخيرًا.. عزيزي المستهلك: لا تترك مكافآتك، فأنت أولى بالاستمتاع بها من الشركات.