*كيف سيغير مطارا الرياض وجدة خارطة الطيران*
تم النشر في الخميس 2021-07-01
الحركة الجوية في أي مطار في العالم تنشط من خلال ثلاثة أسباب لا رابع لها، السبب الأول: المدينة التي يقع بها المطار، فإن كانت تحتوي على مزارات دينية أو فعاليات ترفيهية أو حركة تجارية، فإن هذه العوامل -مجتمعة كانت أو متفرقة- سوف تسهم بشكل كبير في نشاط الحركة الجوية. السبب الثاني: الموقع الجغرافي للمطار، والذي يؤثر إيجابيا في تقليص ساعات السفر بالنسبة للمسافرين العابرين “الترانزيت”. السبب الثالث: التسهيلات والبنية التحتية للمطار، وليس المقصود بالتسهيلات الأنظمة والإجراءات السريعة والمرنة فحسب، بل أيضاً تكاليف المطار السهلة والبسيطة، وبالتأكيد بنيته التحتية التي تساعد على إنسيابية حركة المسافرين سواء القادمين لزيارة الدولة أو أولئك العابرين “مسافري الترانزيت”.
يتصور البعض أن النسبة الأكبر من المسافرين في العالم هم أولئك الذين يصلون إلى الدولة ويمكثون فيها، وهذا التصور ربما يكون صحيحا في دول ولكن الأمر في دول أخرى -وفي عالم الطيران- يكون على العكس، ففي أربعة مطارات مجاورة لنا في منطقة الشرق الأوسط نجد أن نسبة المسافرين العابرين “الترانزيت” من العدد الكلي للمسافرين تتراوح بين 46% و 63% و 72% و 76% . هذه النسب الكبيرة تمثل أعدادا ضخمة قصدت هذه المطارات بسبب ما ذكرته في مقدمة المقال.
نأتي لمطاري الملك خالد في الرياض والملك عبدالعزيز بجدة، ونناقش كل عامل -من العوامل المذكورة أعلاه- ومدى تحسنه في كل مطار. الأول: نشاط المدينة، فلا تزال جدة وإلى قيام الساعة متميزة بالقرب من الحرمين الشريفين بالإضافة إلى إمكاناتها الجغرافية كوجود البحر إلى جانب مرتفعات الطائف، أما الرياض فقد انطلقت إلى مرحلة جديدة تزخر بالتنوع الترفيهي والتجاري والاقتصادي، بالإضافة إلى تعداد سكاني كبير، كل هذا يضمن لنا أن المطارين مرتبطان بمدن نشطة وبشكل كبير. العامل الثاني وهو موقع المطارين جغرافيا، حيث نجد أنهما يحظيان بمزية الموقع الاستراتيجي، الشيء الذي أستطيع أن أعبر عنه باختصار فأقول ، إن ” 80% من سكان العالم يمكنهم الوصول إلى جدة والرياض في أقل من 8 ساعات”، وتفوقنا في هذا العامل يعد ميزة لا يمكن لأحد أن ينافسنا فيها. أما عن العامل الثالث -وهو التسهيلات والبنية التحتية- فإنه في الحقيقة العامل المتبقي لنا، والذي إذا أتممناه فسوف يعاد رسم خارطة الطيران في المنطقة والعالم، فلا يمكن أن ننمو بعدد المسافرين “العابرين/الترانزيت” بدون فنادق ملاصقة للمطار، وحتى تكون المطارات جذابة ومريحة أثناء فترات انتظار الرحلات، فإنها لابد أن تحتوي على مناطق ترفيه ومطاعم ومقاهي ومساحات استجمام تجمع بين الخضرة والهدوء.
*بمدن نشطة وموقع جغرافي استراتيجي، مع مزيد من التسهيلات والتطوير في البنية التحتية … سنغيّر خارطة الطيران.*
نقلاً عن مكة
#طائرة_خضراء