مقالات

كورونا “COVID-19” الأعراض والوقاية

تم النشر في السبت 2020-04-04

فيروس كورونا الجديد والذي يطلق عليه علمياً إسم (SARS-CoV-2 ) والمسبب لمرض (COVID-19)، هو أحد الفيروسات التاجية (coronaviruses) والتي من ضمنها فيروس (MERS-CoV) والمسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والذي تفشى في السعودية عام 2014 و 2016، وفيروس (SARS-CoV) المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة والذي تفشى في الصين والعديد من دول العالم.

أنواع المصابين (حاملين وناقلين الفيروس):
يوجد ثلاثة أنواع من المصابين:
أ ) مصابين لديهم أعراض الإصابة واضحة (symptomatic) وهم يمثلون 15—20% من المصابين فقط،
ب) مصابين لديهم أعراض الإصابة متوسطة (mildly symptomatic)، (وهم خطرين كونهم ينقلون الفيروس لعدم شعورهم بخطورة الاصابة).
ج) مصابين ليس لديهم أعراض ظاهرة (asymptomatic) (وهم أخطر نوع كونهم ينقلون الفيروس دون أن يشعر أي من الطرفين- الناقل والمنقول له).
والنوعان الأخيران يمثلان 80% من عدد المصابين.
فترة الحضانة والأعراض:
الحضانة هي الفترة بين دخول الفايروس وظهور الأعراض، من ٢ الى ١٤ يوم والمتوسط ٦ أيام ونصف.
يبدأ الفيروس بإصابة الجزء العلوي من الجهاز التنفسي في منطقة الأنف والممرات الأنفية، ثم في الحالات المتقدمة ينتقل إلى الجزء السفلي من الجهاز التنفسي. الخلايا الطلائية الرئة هي المكان المفضل للفيروس (epithelial cells) وتظهر الأعراض أو بعضها كالتالي:
الأعراض الأكثر حدوثاً:
١) ارتفاع درجة الحرارة (fever)
٢) الشعور بالتعب والإعياء (fatigue)،
٣) كحة جافة (dry cough)،
٤) ضيق أو صعوبة في التنفس – في الحالات المرضية الشديدة ( shortness of breath or breathing difficulty).
الأعراض الأقل حدوثاً:
١) الغثيان (nausia).
٢) آلام في الجسم (body aches)،
٣) صداع (headache)،
٤) التهاب الحلق (sore throat)،
٥) إسهال (diarrhea)،
٦) فقد حاسة الشم ( anosmia) أو ضعف حاسة الشم (hyposmia). ظهرت عند بعض المرضى في مرحلة مبكرة من المرض وقد تستمر الأعراض عند بعض المرضى إلى ما بعد التشافي من الفيروس،
٧) فقد أو نقص حاسة التذوق (Dysgeusia). أيضا ظهرت عند بعض المرضى في مرحلة مبكرة من المرض وقد تستمر الأعراض عند بعض المرضى إلى ما بعد التشافي من الفيروس،
العلاج واللقاح:
معظم العلاجات الموجودة والمكتشفة حالياً هي فقط لتقليل أو منع الأعراض فقط، ولكن ليس هناك حتى هذه اللحظة علاج أو لقاح يقضي على الفيروس أو يمنع دخوله للجسم، وإن كانت الأبحاث قائمة على قدم وساق في المملكة وفي العالم لإيجاد العلاج واللقاحات القادرة على منع تكاثر الفيروس أو دخوله إلى داخل الجسم.
طريقة الإنتقال والعدوى:
ويمكن للفيروس أن ينتقل بين الناس عن طريق:
١) القطيرات المتطايرة من الكحة والعطاس (cough and sneeze liquid droplets) من أحد الأنواع الثلاثة من الأشخاص المصابين.
٢) لمس الأشخاص: مصافحة الأشخاص المصابين (ممن ليس لديهم أعراض أو لديهم أعراض خفيفة).
٣) لمس الأسطح والأرضيات: ملامسة أسطح أو أدوات ملوثة من شخص مصاب ليس لديه أي أعراض أو من لديه أعراضه خفيفة، مثل: الأوراق بأنواعها أو البلاستيك أو كرتون التغليف المستخدم لحمل أو إحتواء أي مواد غذائية أو غير غذائية – ملامسة المغاسل، والبزابيز، وأكر الأبواب للمحلات والبيوت، وأبواب السيارات – ملامسة أجهزة الصرافات، وأجهزة الدفع في المحلات، والعملات الورقية والمعدنية، والفواتير، كما في السوبرماركيتات، والمطاعم، ومحلات المفروشات، والمغاسل، والبقالات، والمراكز الطبية أو أي محلات أخرى يمكن أن تنتقل منها الإصابة.
٤) التجمعات: الإجتماع بالآخرين، وأماكن التجمعات (أقارب أو غير الأقارب)، أو الإقتراب من الآخرين بمسافة تقل عن متر، وقد يكون أحدهم حامل للفيروس بدون أي أعراض ظاهرة فينقل الفيروس للآخرين.
الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس:
الجميع معرض للإصابة بالفيروس، وخطر ظهور الأعراض بأنواعها، ولكن هناك فئات أكثر عرضة من غيرهم لضعف مناعتهم أو لكثرة تعرضهم لجرعات عالية من الفيروس وهم:
– المسافرون القادمون من أماكن موبوئة،
– مقدمو الرعاية الصحية للمرضى،
– كبار السن (48 سنة وما فوق)،
– الحوامل،
– الأطفال،
– المصابون بأمراض الأوعية الدموية والقلب،
– المصابون بأمراض الرئة والربو،
– المصابون بأمراض نقص المناعة الوراثية أو الفيروسية،
– المصابون بالسمنة المفرطة،
– وأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري، وضغط الدم، والفشل الكلوي، وتليف الكبد.
الفرق بين الكورونا الجديد (covid-19) وبين الإنفلونزا العادية:
١) وجود نسبة 80% حاملين للفيروس بدون أعراض مما يتسبب في نشر المرض بسهولة وبأعداد كبيرة.
٢) فترة حضانة فيروس الأنفلونزا قصيرة جدا مما يجعل من السهل تداركها واكتشاف اعراضها وعلاجها،
٣) شدة الأعراض، حيث أن أعراض الكورونا أشد ضراوة من الإنفلونزا في الحالات الشديدة.
٤) كل مريض كورونا الجديد (covid-19) يمكن أن ينقل الإصابة إلى 2-3 من الأشخاص المحيطين به، يقابلها إصابة شخص واحد فقط (1.3) في الأنفلونزا.
٥) الكورونا مميتة أكثر من الأنفلونزا، وذلك حسب معلومات منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الوفيات مقارنة بعدد المصابين في كورونا 3-4% بينما نسبة الوفيات في الأنفلونزا أقل من 0.1%.
طرق الوقاية من الفيروس:
١) أولاً وقبل كل شيء، الشعور بالمسئولية اتجاه عائلتك وأقربائك والآخرين، وأن أي تهاون في الإجرائات الاحترازية سيكون عواقبها وخيمة عليك وعلى أحب الناس إليك.
٢) استخدام معدات الوقاية الشخصية (personal protective equipment – PPE) في حالة الخروج إلى الأماكن العامة والتي يوجد فيها تجمعات، مثل الكمامات (facemask) وهو لا يحفظ الشخص من الإصابة بشكل تام بقدر حماية الآخرين منك، ولذلك لا ينصح بالإسراف في استخدامها في غير الحاجة، والمعقمات الشخصية كالسانيتايزر (sanitizer)، والصابون، والمطهرات المنزلية (كالكلوريكس).
٣) يجب الإهتمام بإزالة الكمامة بطريقة آمنة، وغسل اليدين جيداً بعد إزالته. كما يجب الاهتمام عند غسل اليدين بالصابون التأكد من فرك الصابون جيدا قبل غسل اليدين بالماء.
٤) الإهتمام بالنظافة الشخصية (personal hygiene)، الحفاظ على نظافة اليدين والملابس لجميع أفراد العائلة.
٥) تجنب الاجتماعات والتجمعات في أي مكان أو مع أي أحد من خارج شقتك أو منزلك حتى وإن كانوا أقرب الناس إليك (والديك).
٦) التخلص أو تعقيم أغلفة جميع المواد (طعام، أثاث، مستلزمات وغيرها) الداخلة الى المنزل بقدر المستطاع.
٧) الشرب والأكل في الأكواب والأطباق والأدوات التي يمكن التخلص منها (disposable utensils).
٨) عدم الدخول بالأحذية إلى داخل المنزل.
هل ينتقل الفيروس عن طريق الطعام؟
الغذاء يعامل معاملة الأدوات والسطوح والمواد الملوثة التي قد تحتوي على ملوثات من شخص مصاب لا تظهر عليه الأعراض، التلوث قد يكون بسبب إصابة أحد العاملين في المطعم وقد ينقل الفيروس في حالة عدم التزامه بالمحاذير بالنظافة والصحة كلبس القفازات والكمامات (personal hygiene) لذلك قد ينقل الفيروس عن طريق قطيرات الكحة والعطاس، أو ملامسته لأنفه أو فمه ثم ملامسة الغذاء أو مواد التغليف الورقية او البلاستيكية أو الكرتونية.
إذا كان الطعام نظيف وخالي من الملوثات، والعاملين في المطعم يتبعون وسائل السلامة والأمان (hygiene) بدون استهتار (يستخدم القفازات ويضع الكمامة بشكل صحيح)، ويتم تعقيم الأسطح والأرضيات داخل المحل كل فترة زمنية من دخول العملاء، فليس هناك ضرر منه بإذن الله تعالى. ** عند الشكك في نظافة طعام السوق ضعه في الميكرويف.
ملاحظات:
أ– ضع أسوأ الاحتمالات أمام عينيك وذلك بأن أي شيء خارج نطاق منزلك أو شقتك قد يكون ملوث بالفيروس.
ب– تذكر أنك لن تمنع المخاطر (prevent the risk) ولكنك تقلل من أثر الضرر، فنحن لن نصل لدرجة الكمال في حرصنا، ولكن يجب أن نفعل ما نستطيع لتقليل المخاطر (minimize the risk) بقدر ما نستطيع.
ج– تخيل أن الفيروس مثل حبيبات الإكليل (glitter) وأنها تغطي كل الأشياء من حولك (أوراق وبلاستيكات الطعام والتسوق، وسطوح الأدوات والأثاث، والمواد الموجودة خارج المنزل، وأي جدار خارجي أو دربزين) واعمل على التأكد من عدم السماح لهذه الجزيئات من ملامسة أنفك وفمك وعينيك، وعدم دخولها إلى منزلك، وأنه عليك إزالتها أو قتلها بالتخلص من قفازاتك، وتطهير يدك بالمطهر (sanitizer)، وغسل يدك بالصابون، وتعقيم الأدوات قبل تخزينها أو استخدامها داخل منزلك.
متى يجب عليك الذهاب إلى المستشفى؟
عند ظهور أعراض تنفسية حادة مثل الكحة مع شعور بالكتمة وارتفاع في درجة الحرارة،
بالإضافة إلى تعرضك في خلال ١٤ يوم الماضية لأي من التالي:
– مخالطة شخص تم تشخيصه بأنه مصاب بالكورونا،
– مخالطة شخص قادم من بلد موبوئة بالكورونا،
– أو زيارة مكان كالمستشفى بها حالات كورونا.
سيكون هناك جزء ثاني سأضع فيه بين أيديكم وبشكل سهل ومبسط بإذن الله تعالى آخر المستجدات البحثية المتعلقة بدراسة: وبائية الفيروس، والعلاج، والوقاية.
*تمنياتي للجميع بالصحة والعافية،
د. ماجد نصار
متخصص في علم الفيروسات.
الرياض، المملكة العربية السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock