كورونا والمسؤولية الاجتماعية
تم النشر في الجمعة 2020-03-20
يوسف القبلان
المسؤولية الاجتماعية للأفراد والمؤسسات مطلوبة في كل الظروف، ومطلوبة أكثر في الظروف الصعبة.
تطور هذا المفهوم تنظيراً وتطبيقاً، وتنوعت مجالاته. هو بشكل عام مسألة حقوق وواجبات وعلاقة عاطفية وعملية بين الفرد أو المؤسسة والمجتمع. في مقال اليوم نتحدث عن مشاركة الفرد أو المؤسسة في خدمة المجتمع كل حسب إمكاناته وقدراته ومواهبه في مختلف الظروف وفي الظروف الصعبة بشكل خاص.
يقول رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون: “الأنشطة التجارية الكبرى ليست مجرد قوة للصالح العام في اقتصادنا فحسب بل هي قوة للصالح العام في مجتمعنا أيضاً، إذ إن لديها السلطة والإبداع والعمل المؤسسي لمساعدتنا في معالجة بعض التحديات الاجتماعية الأكثر إلحاحاً التي نواجهها”.
العالم يتعرض اليوم لخطر فيروس كورونا، كشف هذا الفيروس عن مستويات الرعاية الصحية واحتياجات المجتمعات الإنسانية وتفاوتها من بلد لآخر. المسؤولية الاجتماعية تجعل الحكومات والمؤسسات الأهلية والأفراد في قارب واحد يعملون كفريق متناغم للمصلحة العامة. أزمة كورونا كشفت أيضاً لدول كثيرة أهمية إعادة النظر في أولوياتها ومشروعاتها التنموية، وبرزت المجالات التي يمكن للمسؤولية الاجتماعية المساهمة فيها.
في الظروف الطارئة الصعبة كما هي الحال مع كورونا سوف تقوم مؤسسات المجتمع بالمشاركة العاجلة حسب الاحتياجات الملحة مثل تأمين المعدات الطبية والأدوية وأماكن تخصص كمستشفيات للحجر الصحي والعلاج.
أتوقع متفائلاً في الظروف الطارئة مثل خطر كورونا أن الشركات والبنوك والمؤسسات تتواصل مع الوزارات ذات العلاقة تسألها عن احتياجاتها. أما في الظروف العادية فإن المؤسسات لديها إدارات تقوم بمهام المسؤولية الاجتماعية وفق دراسات وأبحاث ينتج عنها مشاركة مستدامة ذات بعد استراتيجي، كما ينتج عنها مشاركات مرتبطة بزمن محدد مثل رعاية الفعاليات، وبرامج التوعية. ومن الطبيعي أن تكون مستويات المشاركة وحجمها وطبيعتها متفاوتة حسب إمكانات كل مؤسسة. ما ينتظر من الشركات الكبرى، والبنوك على سبيل المثال أكبر مما ينتظر من مؤسسات صغيرة. سنجد أن بعض المؤسسات تقوم بمسؤوليتها الاجتماعية – حسب إمكاناتها – من خلال برامج التوعية، بينما تقوم مؤسسات أخرى بهذه المسؤولية من خلال بناء المدارس والمستشفيات والمساكن، أو الدعم المستديم لبرامج تنموية معينة مثل برامج الابتعاث، أو القضاء على الأمراض، أو مكافحة المخدرات، وحماية البيئة، والمشاركة بشكل فعال في تقديم الحلول والمبادرات للمشكلات التي تواجه المجتمع.
يقول السيد ديفيد جونز مؤلف كتاب “الريادة وأسرار الانطلاق في دنيا الأعمال”: “داخل الشركات الكبرى، غالباً ما يكون هناك كبار تنفيذيون يفهمون أن المضي قدماً في تحقيق المسؤولية الاجتماعية والاستدامة هو الطريق إلى الأمام”.
تعليقاً على تلك المقولة، أسأل، وأتفاءل، وأتمنى.
عن الزميلة الرياض