عام

قطاع الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يواجه تحدياً مزدوجاً لمواكبة مستويات الطلب المتزايدة واعتماد الأنظمة منخفضة الكربون

تم النشر في الخميس 2020-02-06

يواجه قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحدياً مزدوجاً يتمثل في مواكبة مستويات الطلب المتزايدة واعتماد الأنظمة منخفضة الكربون التي أصبحت ضرورة ملحة أكثر من أي وقتٍ مضى، وفقاً للتقرير الصادر قبيل على معرض الشرق الأوسط للطاقة، المنصة العالمية الشاملة للطاقة، والمنعقد بين 3 و5 مارس في مركز دبي التجاري العالمي.

 

كما أوضح التقرير المعني بقطاعي الطاقة والمرافق لعام 2020، الذي أعدته شركة البحث العالمية ‘جي أر إس ريسرتش أند ستراتيجي’ بتكليفٍ من ‘إنفورما ماركتس’ الجهة المنظمة لـمعرض الشرق الأوسط للطاقة، بأنّ قيمة الاستثمارات في قطاع الطاقة في المنطقة ستصل إلى 260 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2022.

 

ويشير التقرير إلى أن أنظمة الطاقة في مختلف أنحاء العالم تشهد العديد من التحولات المتسارعة التي تؤثر على مختلف مناحي الحياة، بدءاً من الوقود المستخدم للسيارات إلى أنظمة التدفئة المنزلية ومصادر الطاقة التشغيلية المستخدمة خلال العقود القادمة.

 

واستند التقرير إلى استطلاع شمل أكثر من 2,000 جهة مشغّلة في قطاع الطاقة، وأفاد بأن دول مجلس التعاون الخليجي تعدّ من أكثر الأسواق الواعدة من حيث زيادة الفرص الاستثمارية المستقبلية، حيث تمثّل نسبة 32.8 % من قيمة المعاملات المتوقعة.

 

وعلى الرغم من الضغط المتزايد الذي تواجهه الشركات العاملة في قطاع المرافق وحكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتلبية الطلب المتزايد على أنظمة الطاقة منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة، نوّه بينوا ليبوت، رئيس الأمانة العامة للشراكة الدولية للتعاون في مجال كفاءة الطاقة (IPEEC) التي تتخذ من باريس مقراً لها، بأنه يتوجب على شركات قطاع الطاقة في المنطقة توجيه جهودها لتصميم أنظمة طاقة قادرة على الحد من الطلب المتزايد على أنظمة التبريد.


ويعتقد ليبوت، الذي سيشارك في العديد من جلسات القيادة في إطار سلسلة المؤتمرات المنعقدة على هامش معرض الشرق الأوسط للطاقة لإعادة صياغة مفهوم قطاع الطاقة في المنطقة، بأنّ دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات عديدة في مجال التحوّل في الطاقة.

 

وفي هذا السياق، علق ليبوت، الذي سيلقي كلمة خلال المؤتمر حول “خفض انبعاثات الكربون وأهداف التنمية المستدامة”، قائلاً: “لا يخفى على أحد الزيادة السكانية التي تشهدها منطقة الخليج بالتزامن مع توسّع رقعة المدن والتغييرات المناخية المتسارعة، مما سيزيد نسبة الطلب على أنظمة التبريد، الأمر الذي يؤكد على أهمية تصميم مدن ومبانٍ ذكية قادرة على الحد أو التقليل من الطلب المتزايد على أنظمة التبريد. لكن السؤال الأهم، هل قمنا باتخاذ الخطوات المناسبة للاستفادة من هذه الفرصة؟ حيث سيلعب توفير أنظمة طاقة داخلية عملية دوراً هاماً في تحديد شكل التحول في قطاع الطاقة في المنطقة، الأمر الذي ينطبق أيضاً على ضرورة مواجهة التحديات التي يواجهها قطاع النقل لمواكبة التوسع المتسارع للمدن من خلال اختيار وتصميم شبكة نقل عصرية قادرة على تسهيل حركة السيارات ووسائل النقل العام بما ينعكس إيجاباً على حجم الطلب على الطاقة وخفض نسبة تلوث الهواء”.

 

وستشهد الجلسات الحوارية الستة المتاحة للجمهور، والمقامة على هامش معرض الشرق الأوسط للطاقة، مشاركة أكثر من 40 متحدثاً على مدار أكثر من تسع ساعات من النقاشات الاستراتيجية حول أهم القضايا ذات الصلة بخطط التنمية طويلة الأمد لقطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

وفي إطار تعليقها، قالت كلوديا كونيتشنا، مديرة معرض الشرق الأوسط للطاقة: “تجمع المنصة العالمية الرائدة التي يوفرها معرض الشرق الأوسط للطاقة رواد قطاع الطاقة العالميين لبحث القضايا الجوهرية واستكشاف الفرض المتاحة وطرح آلية العمل المستقبلية، حيث ستتيح الجلسات الحوارية العامة وسلسلة المؤتمرات المرافقة الاطلاع على الرؤى والآراء المبتكرة لخبراء القطاع حول أسس التحول لقطاع الطاقة في المنطقة. وتمثل سلسة المؤتمرات التي ننظمها بدعمٍ كامل من مجلس استشاري منصة متخصصة في قطاع الطاقة تهدف إلى تزويد القطاع بالمعلومات الضرورية التي تجيب على تساؤلات جميع المشاركين”.

 

وستركز الجلسات الحوارية على الموضوعات الرئيسية المتعلقة بالتحول في قطاع الطاقة والتي ستشمل نماذج عمل تشغيلية مبتكرة إلى جانب أهمية تفعيل دور مصادر الطاقة المتجددة الرقمية ذات الكفاءة العالية. وتعدّ هذه الجلسات جزءاً من برنامج مؤتمرات معرض الشرق الأوسط للطاقة بمحاوره الثلاثة الذي استقطب أكثر من 150 خبيراً في قطاع الطاقة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمشاركة في مؤتمر “مصادر الطاقة المتجددة” المنعقد على مدار يومين إلى جانب العديد من الندوات المتخصصة بالتحول الرقمي في قطاع الطاقة.

 

وأضافت كونيتشنا: “تركز الجلسات الحوارية المتاحة للجمهور على أحدث الموضوعات المتعلقة بقطاع الطاقة والتي تشتمل على أهم مصادر الطاقة المتجددة والثورة الرقمية التي يشهدها القطاع، حيث سيطلع المشاركون على مجموعة من الرؤى المبتكرة، إضافةً إلى فرصة التواصل مع أهم الجهات العاملة في قطاع الطاقة بما في ذلك المؤسسات الحكومية، ومزودي الخدمات، والمطورين، والمستثمرين، والمصنعين، ومزودي الخدمات المؤتمتة، والشخصيات الأكاديمية، ومجموعة من الخبراء الباحثين والمهندسين”.

 

وسيغطي معرض الشرق الأوسط للطاقة، الذي سيشهد مشاركة أكثر من 1,300 شركة، خمسة أقسام رئيسية متخصصة هي: التحول الرقمي، توليد الطاقة، النقل والتوزيع، إدارة واستهلاك الطاقة، والمصادر المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock