قطاع السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط يتوقع أن يقارب 350 مليار دولار بحلول 2027
تم النشر في الأربعاء 2018-05-09
من المتوقع أن يصل حجم القطاع السياحي في المنطقة العربية إلى 350 مليار دولار أميركي بحلول 2027، وذلك بحسب “مينا ريسيرتش بارتنرز” MENA Research Partners، الشركة الرائدة في مجال البحوث في المنطقة. ويتوقع أن ينمو هذا القطاع في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بمعدل نمو سنوي مُركّب يتعدى 5% على مدى السنوات العشرة القادمة. وتشكّل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حالياً 50% من سوق السياحة في المنطقة.
يتجاوز قطاع السفر والسياحة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن مؤشرات الأداء العالمية للسياحة من حيث النمو والإنفاق. ومن المتوقع أن تصل مساهمة معدل النمو السنوي المُركّب للسياحة في إجمالي الناتج المحلي الـ 5% في منطقة الخليج مقارنة بـ 3.8% حول العالم. كما ويتوقع أن يرتفع نمو الإنفاق على الترفيه والأعمال في السنوات العشرة المقبلة بمعدل سنوي يبلغ 4.6% و5.4% على التوالي، مقارنة بالمعدلات العالمية البالغة 4.1% و3.2%.
من أبرز العوامل المحفزة لهذا القطاع في المنطقة قطاعي السياحة الترفيهية والدينية. فقد وفرت السياحة الترفيهية حوالي 115 مليار دولار أميركي في المنطقة خلال عام 2017 حيث استقطبت دبي 15 مليون زائر خلال 2017 لتصبح بذلك المدينة السادسة الأكثر استقبالاً للزائرين في العالم. ويتوقع أن تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة 90% من السياحة الترفيهية في المنطقة عقب افتتاح المزيد من أماكن الجذب الترفيهية الجديدة. وتسجل المنطقة العربية كذلك أعلى طلب على السياحة الدينية بفضل احتضانها العديد من الأماكن المقدسة. فالمملكة العربية السعودية تستقبل ملايين الحجاج في كل عام لأداء مناسك الحج والعُمرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السياحة الطبية وسياحة الأعمال تسجلان نمواً في المنطقة حيث تعتبر المنطقة حالياً إحدى أسرع الأسواق نمواً لهاتين الفئتين.
صرح أنطوني حبيقة، الرئيس التنفيذي في “مينا ريسيرتش بارتنرز”: “إن التكاليف المتزايدة للرعاية الصحية في الدول الغربية هي من أبرز العوامل المحفزة لهذا النمو معززة قطاع السياحة الطبية في المنطقة العربية. ودبي وأبوظبي هما المدينتان الرئيسيتان لجذب السياحة الطبية بفضل شبكاتهما الشاسعة من المستشفيات العالمية. وتسمح مراكز الرعاية الصحية وأقسام البحوث المتطورة لدبي وأبوظبي بتبوء المركز الـ 16 والـ 25 على التوالي في مؤشر السياحة الطبية.”
أما في المنطقة الأوسع عموماً، فإن مصر ولبنان قد أسستا موقعاً كوجهتين للسياحة الطبية بفضل أسواقهما الطبية المتطورة والتكلفة الميسورة للخدمات الطبية.
وكذلك فإن احتضان التراث الثقافي يُحفّز نمو السياحة في المنطقة لا سيما مع افتتاح متحف اللوفر ومشاريع ثقافية اخرى في أبوظبي.
لقد أسهم الاستخدام الموسع لشبكة الإنترنت عبر منصات متنوعة في تحول الهيكلية الأساسية للطلب على هذا القطاع نحو الحجوزات الإلكترونية للتذاكر والرحلات والجولات السياحية. وقد كان لموجة التحول الرقمي هذه أكبر تأثير على المسافرين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حيث يقوم أكثر من نصف المسافرين من هذين البلدين بحجز رحلاتهم بواسطة الإنترنت.
يختتم حبيقة قائلاً: “إن الوضع الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط منذ عأم 2012 قد أعاد صياغة تطور القطاع. فالسياحة في المنطقة العربية، وبالأخص من مصر ولبنان، تتوجه الآن نحو دولة الإمارات وعُمان والأردن. وهذا التوجه الجديد قد قلل التأثيرات السياسية السلبية على القطاع في المنطقة كما كان له تأثير إيجابي على السياحة المحلية في البلدان ذاتها، خاصة في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية. المنطقة تتغلب على القضايا السياسية، وبالتالي يتوقع أن يعود القطاع السياحي لعهده السابق.””