قرار «شعبوي»لوزارة العمل!

مجتمعنا محتشم بطبيعته، وحياء نسائه فطري، ومن لم تحتشم أو تمتلك حياء ينبع من ذاتها فلن يمنحه إياها أحد ولن يفرضه عليها قرار!

وبعض فقرات قرار وزارة العمل الأخير هدفها التكسب «الشعبوي»، فإذا كانت الوزارة جادة في فرض الحشمة بين النساء العاملات فلتعمل أولا على حماية البيئة التي يعملن بها من شوائب العيب، فتشدد قوانين التحرش وتعاقب المتحرشين، أما الاتجاه نحو الحلقة الأضعف في المعادلة لتحميلها مسؤولية عجز النظام عن تطبيق قوانين الحماية من التحرش، وتعويض عجز المجتمع عن تعزيز قيم العفة واحترام الجنس الآخر فهذا دليل فشل لا يستحق الثناء بقدر ما يستحق الإدانة، إنهم كمن يطالب المرأة بأن تختفي عن بصر الرجل بدلا من أن يطالب الرجل بأن يغض بصره!

المشكلة لم تكن يوما في امرأة تطلب رزقها الحلال، بل في رجل منعته مروءته من أن يعتبر المرأة إنسانا يستحق الاحترام لا جسدا يستحق المطاردة، وأرجوكم لا يقل لي أحد إن المرأة المتسترة لا يتعرض لها أحد «فكلنا عيال قرية وكل عارف خية» وأسواقنا لا تقع في كوكب آخر بل تقع أمام أعيننا ونرى فيها الذئاب البشرية الهائمة لا تستثني أنثى، فهم كالضباع التي لا تميز بين فرائسها ولا توفر غزالا رامحا أو خنزيرا فاطسا!

نقلا عن عكاظ