في ختام منتدى مكة الاقتصادي الإعلان عن 8 مشاريع استثمارية في قطاع الحج والعمرة بتكلفة إجمالية تتجاوز الـ 600 مليون ريال
تم النشر في الثلاثاء 2018-05-08
: أُسدل الستار على فعاليات النسخة الأولى لمنتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي، والذي أقيم برعاية كريمة وحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، واستمرت فعاليات المنتدى على مدار يومي 6 و7 مايو 2018 بفندق الريتز كارلتون وتحت شعار “من الرؤية إلى الإنجاز … استثمر في مكه”
منتدى منطقة مكة المكرمة الإقتصادي لن تتوقف عجلته إذ أطلق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر ، نائب أمير المنطقة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمنتدى ورش عمل المنتدى والتي تستمر طيلة العام بهدف تعزيز مشاركة القطاع الخاص كشريك أساسي في برامج التنمية في منطقة مكة المكرمة وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة تماشياً مع أهداف رؤية 2030 ، وفي هذا الصدد بادر سموه بالتسجيل في ورش العمل كأول مشترك بها.
واستقطبت الدوره الأولى للمنتدى نحو 7500 من ورواد قطاع الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي، وشملت فعاليات المنتدى 12جلسة رئيسية و8 جلسات جانبية شارك فيها 8 وزراء من داخل المملكة ومجموعة من قادة الاقتصاد وكبار الشخصيات المؤثرة حول العالم.
وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أعلن معالي الدكتور نبيل بن محمد العامودي، وزير النقل السعودي، عن بدء التشغيل التجاري لقطار الحرمين في الربع الثالث من هذا العام، حيث سيربط قطار الحرمين مكة المكرمة بالمدينة المنورة ويمرّ بمحطات عصرية حديثة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، علماً أنّ هذا القطار الكهربائي السريع تتجاوز سرعته 300 كيلومتر في الساعة ويبلغ طوله الإجمالي 450 كيلومتراً ويعتبر الأسرع في منطقة الشرق الأوسط. وهو قادر على استيعاب 60 مليون مسافر سنويًا. وسيتدرج التشغيل التجاري الى أن يصل الطاقة الكاملة في الربع الأول من 2019.
كما أعلن معاليه عن بدء المرحلة الأولى من الخطة التشغيلية لمشروع مطار الملك عبدالعزيز بجدة خلال هذا الشهر (مايو) وتشمل عدداً محدوداً من الرحلات الداخلية عبر 6 بوابات، على أن تضاف إليها رحلات داخلية أخرى عبر 5 بوابات إضافية في شهر يوليو المقبل، وفي المرحلة الثالثة التي تبدأ في شهر سبتمبر المقبل، سوف يكتمل العدد المقرر من الرحلات الداخلية ويضاف إليها عدد من الرحلات الدولية من خلال 6 بوابات جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 17 بوابة. وسيبلغ مطار الملك عبدالعزيز مرحلة التشغيل الكامل في الربع الأول من العام 2019 حيث يكون عدد البوابات قد وصل في المرحلة الرابعة والأخيرة إلى 46 بوابة.
واستحوذ موضوع تحسين جودة الحياة على جلسات اليوم الأول من فعاليات المنتدى حيث أقيمت جلسات سلطت الضوء على الجهود المستمرة لإثراء نوعية حياة الأفراد والأسر في المملكة العربية السعودية من خلال البرامج التي تركز على تعزيز الصحة والتعليم والثقافة والترفيه وبناء ثقافة رياضية مزدهرة. وقال لؤي بافقيه، المدير التنفيذي لبرنامج جودة الحياة 2020، الذي تم اعتماده رسمياً يوم الخميس الماضي: ” سيعمل البرنامج على تعزيز سبل الحياة من خلال إتاحة المشاركة في مجالات الثقافة والترفيه والرياضة والتعليم والأنشطة التي تسهم في تحسين نوعية الحياة. سيتم التركيز على خلق فرص العمل، وتعزيز فرص الاستثمار تماشياً مع توجهات الدولة الرامية إلى تنويع مصادر الاستثمار وتعزيز مكانة المدن السعودية بين أفضل المدن على الخارطة العالمية.
وفي جلسة خاصة استشرفت مستقبل القطاع اللوجستي في المملكة، أكد الأستاذ أحمد عبد الرحمن الحقباني ، محافظ الهيئة العامة للجمارك، على أن المملكة تمضي قدماً لتصبح مركزا لوجستياً رائداً في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم طرح الاستراتيجيات الممكنة لرفع قدرات القطاع في المملكة وتعزيز المزايا التنافسية مع المراكز اللوجستية الإقليمية الأخرى، وأشار الحقباني إلى أن المملكة تهدف إلى استكمال الإجراءات الإلكترونية وتطبيق التحول الرقمي في كافة الإدارات والسلطات الجمركية بهدف تسهيل التبادل التجاري وإشراك أكبر شريحة ممكنة من القطاع الخاص، وأوضح أن التركيز حالياً ينصب أيضاً على تحقيق التميز في كفاءة إدارة المخاطر من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية، مشيراً إلى أن التحول الرقمي يعمل على تحسين الأمن والشفافية والتحكم في عمليات وإجراءات الاستيراد والتصدير من وإلى المملكة العربية السعودية.
كما دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، استراتيجية إمارة مكة المكرمة الموائمة لرؤية 2030 للعشر سنوات القادمة، والتي حددت عدداً من المبادرات السريعة يتم البدء بها مباشرة لتحقيق إنجازات يستشعرها المواطن بشكل مباشر حيث تركز على الأولويات الاستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة والمتمثلة في ضمان تحقيق المواءمة على مختلف المستويات الإدارية داخل كافة الوحدات الإدارية في الإمارة، وضمان الاستدامة المالية من خلال إشراك القطاع الخاص، وتعزيز آليات التواصل مع المواطنين، واستغلال الموارد والفرص في المنطقة في تنويع الاقتصاد، وتعزيز بنية الأسرة والمجتمع وتحقيق الرفاهية المجتمعية ورفع سوية الأفراد من كافة الشرائح في المنطقة. وتتكون الاستراتيجية من منظومة المبادئ الحاكمة للاستراتيجية التالية وهي: أن تصب كافة الجهود والمبادرات في تحقيق رؤية 2030 وتتسق مع أجندتها، والشفافية، وإشراك المواطن، والالتزام بإطار نظام المناطق، والالتزام باعتماد مقايسس أداء ومستهدفات مرتبطة بمقاييس أداء برامج تحقيق رؤية 2030 في كافة الأنشطة وعلى مختلف المستويات.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر ، نائب أمير المنطقة ورئيس اللجنة الإشرافية العليا للمنتدى كلمة قال فيها: “نؤكد من خلال إقامة هذا المنتدى أننا ولله الحمد بدأنا نقطف ثمار هذه الرؤية الاستثنائية في هذا الوطن الاستثنائي وخلف قائد استثنائي حيث استشعرنا جميعاً أهمية دور المنطقة في دفع عجلة تحقيق برامج الرؤية.” وحث الأمير عبدالله بن بندر كافة الجهات الحكومية بعرض الفرص الاستثمارية الحالية والمستقبلية عبر منصة الاستثمار لتنمية الاستثمار واستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين. وأعلن عن إطلاق إمارة منطقة مكة المكرمة وبالشراكة مع برنامج مراس وهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة مبادرة “مركز الخدمات الشامل” والذي سيضم مركز مراس لخدمة المستثمرين ومركزاً لخدمة رياديي الأعمال لتلبية احتياجاتهم.
وضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى، تم استعراض 8 مشاريع استثمارية كبرى بتكلفى إجمالية تجاوزت الـ 600 مليون ريال سعودي، وشملت على مشاريع تطوير المواقع التاريخية في جبل النور وجبل ثور في مكة المكرمة وجبل الرماة وقصر عروة بن الزبير بالمدينة المنورة، ومشروع إنشاء مركز تجاري متخصص لعرض منتجات (صنع في مكة) و (صنع في المدينة) ويقع في مكة المكرمة ومشروع مصنع الأطعمة المخصصة للحجاج الواقع في جنوب مزدلفة والهادف إلى تعزيز وتطوير صناعة الغذاء والتغليف وإنتاج وصناعة الوجبات والمعجنات والحلويات والمشروبات، وكذلك مشروع تطوير بوابة مكة المكرمة الواقع خارج منطقة الحرم المكي ويحتوى مواقف للسيارات ومحطات بترول واستراحة ومركز تجاري. بالإضافة إلى ومشروع محطة المدينة الواقع في قلب مكة المكرمة ويشمل مباني خدمات ومرافق ومستودعات تخزين ومركز تجاري، وهناك أيضاً مشروع خدمات الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي عبارة عن تقديم وتوفير الخدمات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من أول وصولهم إلى المطار أو الميناء وتنقلهم بالمشاعر وحتى العودة.
وشهدت فعاليات اليوم الثاني جلسات خاصة حول الاستثمار في مجالات خدمة ضيوف الرحمن تحدث خلالها معالي وزير الحج والعمرة عن أبرز الفرص الاستثمارية في مجال خدمة ضيوف الحرمين موضحاً البرامج والمبادرات الهادفة إلى تحقيق مستهدفات الوزارة المرتبطة برؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن أحد هذه البرامج هو برنامج خدمة ضيوف الرحمن والذي تشارك فيه 32 جهة حكومية لخدمة الحاج والمعتمر وزوار بيت الله الحرام. وأكد معاليه أن وزارة الحج والعمرة تسعى إلى فتح فرص الاستثمار في شركات العمرة أمام قطاع الشركات الصفيرة والمتوسطة تشجيعاً لصغار المستثمرين، حيث قامت الوزارة بتجهيز وإعداد دراسات الجدوى الخاصة بسبل تسهيل الإجراءات وتحسين بيئة الأعمال.
ولفت معالي الدكتور سعد مارق ، مستشار أمير مكة المكرمة والمشرف على مركز التكامل التنموي بالإمارة، في جلسة خاصة بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى أن إمارة مكة تستحوذ على 26٪ من إجمالي عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية، كما تم استعراض دور الهيئة العامة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وصغار المستثمرين وأصحاب المشاريع من ممارسة الأعمال في بيئة اقتصادية محفزة.