الاقتصاد.مسقط
تم النشر في الأربعاء 2024-02-28أعلنت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان اليوم عن إطلاق مشروع الوجهة الجبلية العُمانية الجديد في الجبل الأخضر، على بُعد 95 ميل من العاصمة مسقط وارتفاع 2,400 متر عن سطح البحر، ليكون أعلى مشروع تطوير عقاري على امتداد السلطنة. ويسهم المشروع الفريد، الذي تبلغ قيمته 2.4 مليار دولار أمريكي، في تحقيق هدف السلطنة المتمثل في تطوير مشاريع تزيد قيمتها على 33 مليار دولار أمريكي.
وتولت شركة أتكينز رياليس وضع المخطط الرئيسي للمشروع الجديد، والذي تم تصميمه بالتشاور مع المجتمعات المحلية. ويتضمن المشروع 2,527 منزل و2,000 غرفة فندقية، وقرية مخصصة لتجارب الصحة والعافية باسم ذا فيسيل. ومن المتوقع أن تستقطب الوجهة ما يزيد على 8,000 ساكن، وزوار مقيمين ليوم واحد بمعدل وسطي يبلغ 2,350 زائر مقيم، بالإضافة إلى 2,000 زائر يومياً. كما تتمتع المنطقة بمناخ معتدل بفضل ارتفاعها عن سطح البحر، مع معدل وسطي لدرجات الحرارة يبلغ 22 درجة مئوية.
ويشكل المشروع جزءاً رئيسياً من رؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى إرساء اقتصاد وطني متطور ومتنوع ومستدام، بالتوازي مع التوزيع العادل لإيرادات التنمية وحماية الموارد الطبيعية. وتهدف سلطنة عُمان إلى تحقيق استثمارات بقيمة 51 مليار دولار أمريكي ضمن قطاع السياحة بحلول عام 2040، عقب نجاحها في استثمار 7.8 مليار دولار أمريكي في القطاع بين عامي 2021 و2023. وتلعب السلطنة دوراً رائداً في اعتماد نهج عنقودي في قطاع السياحة، من خلال توفير مجموعة من التجارب الفريدة المتاحة للجميع، وذلك لإثراء العروض السياحية وتعزيز مستويات الجودة والتنوع. كما تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بواقع الضعف، من 5% بحلول 2023 إلى 10% بحلول عام 2024.
ويركز المشروع على تحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية، إلى جانب توفير عروض الضيافة والتجزئة. ويتضمن مركزاً لأعمال البحث والتطوير المحلية والدولية في مجال التنوع الحيوي، ومناطق مخصصة لخدمات الصحة والعافية، ومركز تدريب رياضي على ارتفاع كبير، بالإضافة إلى مدرجات ومتحف ومنتزهات ومساحات عامة.
ويشتمل المشروع على ممشى الجرف في منطقة برية نائية خاضعة للحماية القانونية، بوصفها محمية وطنية غنية بالمناظر الخلابة، وذلك في إطار التزام الوجهة بالحفاظ على البيئة في المنطقة، مما يضمن تحقيق مستويات منخفضة من التلوث الضوئي في منطقة السماء المظلمة ضمن الوجهة.
ويحتضن المشروع أيضاً حديقة وادي الحربي الجديدة، والتي تضم جسراً جديداً ومرافق للزارعة والسياحة الزراعية وأنشطة ترفيهية عائلية، إضافة إلى منشآت مخصصة لركوب الدراجات الجبلية وممارسة الرياضات الجريئة، مثل القفز بالحبال وتسلق الصخور. ومن المقرر تزويد المشروع بعربة تلفريك جديدة، ويتم حالياً تطوير البنية التحتية لوسائل النقل الأخرى في المنطقة، بما في ذلك طريق جديد من الجهة الشمالية يربط الوجهة باثنتين من أكثف المحافظات سكاناً، وهما جنوب الباطنة وشمال الباطنة.
ويرتكز التصميم المتسق للوجهة الجبلية العُمانية على منهجية “سيد” الحائزة على جوائز، وهي منهجية لاستدامة دورة الحياة الكاملة من شركة أتكينز رياليس، مع التركيز على تحقيق الرفاهية البيئية والثقافية والاجتماعية. وتستهدف الوجهة تحقيق الحياد الكربوني في عمليات التشغيل، والاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، وخفض الكربون المضمّن بنسبة 40%، مع تخصيص 85% من مساحة الوجهة للمشاة وتوفير مسارات فسيحة لركوب الدراجات. ويهدف المشروع إلى الحفاظ على التنوع الحيوي وتعزيزه، وحماية غابات العرعر الأصلية الحالية التي يبلغ عمرها 500 عام، بالإضافة إلى حماية الطّهر العربي وغيره من الحيوانات، وضمان زراعة أكثر من 90% من المساحات الجديدة بالأنواع المحلية.
وتواصلت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مع الجهات المعنية المحلية في المجتمعات المحيطة، بهدف استطلاع الرأي العام حول المشروع. وتعمل الوزارة على الاستفادة من نتائج الاستبيان لضمان تلبية الوجهة لاحتياجات المجتمع وخطط النمو، حيث يتمثل أحد المخرجات الرئيسية للمشروع في ضمان حصول السكان المحليين على نصيب عادل من فرص العمل والفرص الاقتصادية خلال كل مرحلة من مراحل المشروع، مع توقعات بتوفير 5,000 فرصة عمل جديدة. وتدعم التغييرات التنظيمية هذه الغاية، وتضمن قدرة المجتمع العُماني على الاستثمار وشراء الأراضي ضمن المشروع، حيث تم تخصيص 10% من منطقة المشروع حصرياً لهذا الغرض.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان:“يسرنا اليوم تقديم رؤيتنا الخاصة بمشروع الوجهة الجبلية العُمانية للمجتمع العالمي. ويمثل هذا الإنجاز المهم خطوة إضافية نحو إرساء وجهة دولية جديدة تسلط الضوء على ثراء المشهد الطبيعي والبيئي في سلطنة عُمان وتعمل على حمايته. كما يعكس التزامنا الراسخ ببناء مستقبل مستدام للسلطنة. ونتطلع للتعاون مع الشركاء الدوليين لإنجاز هذا المشروع الرائد، وإنشاء وجهة توفر الرخاء للمجتمعات المحلية في الجبل الأخضر والأجيال العُمانية القادمة”.
ومن جانبه، قال إبراهيم الوائلي، المدير التنفيذي للاستراتيجية العمرانية بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: “يمثل هذا المشروع الرائد رؤيتنا لمستقبل سلطنة عُمان ودورها البارز في مجال التنمية العمرانية المستدامة. ونعتزم الإشراف على تنفيذ المشروع في منطقة تخطيط خاصة تم إنشاؤها لضمان تحقيق التوازن بين حفظ التراث وتوفير البنية التحتية التي تواكب متطلبات المستقبل. وبالتالي، قمنا بوضع استراتيجيات دقيقة وقيّمة للتواصل المجتمعي، والتعاون مع الجهات المعنية، والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي؛ ونعمل حالياً على استثمار هذه الاستراتيجيات في المشاريع المستقبلية”.
وبدوره، قال دافيد مينيتي، المدير المساعد في قسم التخطيط / التصميم العمراني (الخدمات العابرة للحدود) في شركة أتكينز رياليس: “تشكل الوجهة الجبلية العُمانية المكان الأمثل لممارسة الألعاب الرياضية والمغامرة والاستكشاف، حيث توفر ملاذاً مميزاً يجمع بين ثلاث قيم أساسية، وهي الطبيعة الخلابة والتراث الثقافي ومواكبة متطلبات المستقبل. ويعكس المخطط الرئيسي للمشروع القيمة الأصيلة للطبيعة لتلبية أذواق الجميع في مجال الرفاهية وجودة الحياة، وذلك من خلال دمج التضاريس الوعرة في مختلف جوانب المشروع. كما يعزز التراث الثقافي القيمة الفريدة للمشروع، ويوفر الفرصة للوافدين من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بنمط المعيشة الهادئ على سفح الجبل في السلطنة؛ ويسلط الضوء على المجتمعات المحلية والمناظر الطبيعية الخلابة. وتتجلى القيمة الثالثة في اعتماد التقنيات المبتكرة ضمن المشروع، من خلال مواكبة متطلبات المستقبل بتوفير الحلول الذكية، ونمط الحياة العصري والمتمحور حول الأفراد، والمساحات المخصصة للمشي والتواصل المجتمعي، بالإضافة إلى الأناقة البسيطة لحلول التصميم الدقيقة على امتداد الأودية والجرف. ويأتي إطلاق المشروع تتويجاً للتعاون الحثيث بين وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان، وفرق التصميم المميزة في الشركة، والمجتمعات المحلية في الجبل الأخضر”.
