عن الغش والغشاشين!
تم النشر في الأثنين 2019-12-23
علي بطيح العمري
روي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟، قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، مَنْ غش فليس مني» وفي رواية: «مَنْ غشنا فليس منا».
* الغش سلوك مرفوض يسعى إليه مَنْ يبغى تحقيق مكاسب مادية أو معنوية لإشباع حاجاته.. والغش دليل على دناءة النفس وخبثها، وغباء شخص غاب عنه الدين والعقل، فاحتال لأخذ أموال الناس.
* الغش أنواع: هناك غش تجاري، وغش أخلاقي، وآخر تربوي واجتماعي وغش علمي أو تعليمي، وحتى في الإعلام هناك غش.
* يموت المريض على يد طبيب غشاش.. وينهار بيتك على يد مقاول غشاش.. تخسر مالك وصحتك بسبب تاجر غشاش.. يخسر الاقتصاد الوطني على يد مسؤول غشاش، وحتى في المدارس الغش فيها ينتج جيلاً مهملاً.
* لا يكفي في محاربة الغش الوعظ والنصح، لا بد من معاقبة وملاحقة الغشاشين، الذين يؤذون العباد والبلاد بشرهم، فخطر الغشاش الذي يعبث بصحة الناس وبأمنهم الغذائي والمالي لا يقل عن خطر الإرهابيين.
* الناس يشتكون من غش بعض المطاعم، وبعض التجار، والإعلام سلط الضوء على ظاهرة الغش، وكل يوم نتفاجأ بمنتج مغشوش في المطاعم، والأجهزة والأدوية.
* التشديد على أي منتج مستورد مطلب وضرورة، فالسعودية دولة قوية وتنفتح على العالم، ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى ايجاد نظام يمنع دخول المنتجات المغشوشة.
* حينما تنتقد البضائع المغشوشة، أو تدعو لمقاطعتها، فليس معناه بالضرورة كره دولتها المصدرة، خاصة إن كانت تربطنا بها علاقات قوية، إنما القصد من النقد بيان الخطأ من أي جهة صدر، وإثارة قضية البضائع المغشوشة يجعل الجهات المسؤولة في حالة تيقظ.
* قفلة..
قال أبو البندري -غفر الله له-: إذا استطعت أن تقنع الذباب بأن الوردة أفضل من القمامة؛ عندها يمكنك أن تقنع الفاسد بأن الدين والوطن أغلى من المال.
عن الزميلة اليوم