” طريق الحرير” بعد 14 عقدا من الزمن يعود لانعاش الحركة التجارية
تم النشر في الأثنين 2017-02-27
قبل اكثر من 14عقدا من الزمن سجل التبادل التجاري حركة اقتصادية تركت اثارها الايجابية في انعاش خط التبادل التجاري بين الصين ودول العالم القريبة عبر اسيا ، أفريقيا، اوروبا ، وظل ذلك الاثر في عقول مهندسي الاقتصاد الصيني الذين قرروا اعادة تفعيل ما يسمى بطريق الحرير القديم رغبة في تنمية الحركة التجارية ورسم ملامح جديدة من التعاون الاقتصادي مع الدول المرتبطة بمسارات الطرق القديمة للتجارة.
وتعود نشأة طريق الحرير: في عام 1877،عندما أطلق العالم الجغرافي الألماني فريديناند فون ريتشتهوفن على طريق المواصلات لتجارة الحرير بشكل رئيسي بين الصين في أسرة هان وبين الجزء الجنوبي والغربي لآسيا الوسطى والهنداسم “طريق الحرير”.
ويقصد بـ”طريق الحرير” خط المواصلات البرية القديمة الممتد من الصين وعبر مناطق غرب وشمال الصين وآسيا كلها إلى المناطق القريبة من أفريقيا وأوروبا، وبواسطة هذا الطريق، كانت تجري التبادلات الواسعة النطاق من حيث السياسة والاقتصاد والثقافة بين مختلف المناطق والقوميات. انتقال الحضارة المادية عبر طريق الحرير إلى الخارج: بدأ الغرب يعرف الصين من انتقال الحرير الصيني عبر “طريق الحرير” إلى الخارج. في عهد أسرة تانغ.
وهو عبارة عن مجموعة من الطرق المترابطة، كانت تسلكها القوافل والسفن، وتمر عبر جنوب آسيا رابطة تشيآن في الصين مع عدن في اليمن إلي مواقع أخري. ففي القرن الخامس عشر، قاد البحار الصيني المشهور، السيد تشنغ خه، الأسطول البحري عدة مرات إلي عدن وأمكنة أخري في العالم العربي. ولا يزال النصب التذكاري للبحار الصيني تشنغ خه موجودا في عدن.
وطريق الحرير القديم يربط بين الصين والعالم العربي اللذين يقع أحدهما في الطرف الشرقي، والآخر في الطرف الغربي للطريق. وكان أجدادنا يتواصلون ويتبادلون عبر الصحاري والبوادي عاما بعد عام، ويبحرون بسفنهم الشراعية ليلا ونهارا في البحار الشاسعة، متحملين مشقة السفر والرحلة، سائرين في طليعة التواصل الودي بين مختلف الأمم في العصر القديم.
وبلغت صناعة الحرير الصينية الذروة، وازدادت أساليب نسجه وزخرفته. وقد ورثت المنسوجات الحريرية في عهد أسرة مينغ تقاليد كثرة أنواعها وجمالها الزاهي منذ عهد أسرة تانغ، فاجتذبت تجار مختلف بلدان العالم بنوعيتها الممتازة. وعندما وصل الحرير الممتاز النوعية والزاهي الألوان إلى الغرب أعجب به الغربيون شديد الإعجاب.
ومن المتوقع أن يساهم أحياء الممر التجاري الجديد بين الشرق الأوسط وآسيا، والذي أصبح يُطلق عليه “طريق الحريرالجديد” في زيادة حجم التجارة والاستثمارات بين المناطق الواقعة عليه أربع مرات خلال السنوات المقبلة، كما ينتظر أن تستمر في النمو والتضاعف بشكل دراماتيكي سنوياً حتى عام 2020.
ومع الخطوات التي اتخذتها الحكومة الصينة لإعادة احياء”طريق الحرير” القديم فتحت افاق شراكة جديدة مع الدول العربية ودول الخليج خاصة التي تمد الصين بالسلعة الاهم حيث ترتبط نهضة الصين والدول العربية باعتبارهما شريكين تجاريين مرتبطين بذات الطريق منذ القدم.
وساهم طريق الحرير في نشر صناعة الورق، وفن الطباعة، والبارود، والبوصلة من الصين إلي أوروبا عبر المنطقة العربية. بينما دخلت من خلال هذا الطريق إلي الصين علوم الفلك، والتقويم، والطب، والأدوية العربية، الأمر الذي عزز الحضارة الإنسانية بإسهام الجانبين الصيني والعربي.
ومن منذ مطلع العام المنصرم قادت السعودية تحركاً خليجياً نحو الشرق شمل تفاعلات سياسية واقتصادية مع الصين والهند وماليزيا واندونيسيا وسنغافورة، أهمها زيارة العاهل السعودي قبل ثلاثة شهور الى بكين وزيارة ولي عهده قبل أيام الى سنغافورة، الى جانب تفاعلات مقابلة من هذه الأطراف.
وتأتي هذه التفاعلات في ظل تصاعد كبير لاقتصاديات هذه الدول التي تشكل كتلا بشرية هائلة، علاوة على الحالة السياسية الصحية التي تشهدها بعض هذه الدول بعد تجاوز العديد منها لمشكلات الفقر والصراعات البينية وصعودها كأقطاب جديدة مرشحة للعب أدوارا هامة في تركيبة العلاقات الدولية.
ونمت العلاقات السعودية– الصينية خلال فترة وجيزة ما يضعها في موقع الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية التي يترتب عليها تفاعلات سياسية وحضارية بالغة الأهمية، حيث تفيد الأرقام بأنّ حجم التجارة البينية بين البلدين خلال الاشهر الاولى من العام الجاري بنحو 2,7 مليار دولار وبزيادة تقدر بنحو 43في المائة عن العام الماضي.
وتزود السعودية الصين اليوم بأكثر من17في المائة من احتياجاتها النفطية، وهي بذلك اكبر شريك اقتصادي للصين في غرب آسيا وشمال أفريقيا.