صادرات صينية بـ 60 مليار دولار في مرمى رسوم الفولاذ الأمريكية
تم النشر في الجمعة 2018-03-16
بدو أن الصين ستصبح قريبا في مرمى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من خلال فرض رسوم جمركية عالية هذه المرة على الواردات القادمة من هذا البلد المتهم بسرقة الملكية الفكرية للشركات الأمريكية وبدعم صادراته الى حد كبير.
وينوي الرئيس الأمريكي الذي يريد محاربة العجز التجاري الذي يدمر في رأيه الوظائف والشركات الأمريكية، فرض رسوم جمركية على بكين على حجم واردات يوازي 60 مليار دولار كما ذكر الإعلام الأمريكي.
وفرض ترمب في نهاية كانون الثاني (يناير) رسوما حمائية على الألواح الشمسية المستوردة من الصين، وفي 2017 ارتفعت واردات السلع الصينية إلى الولايات المتحدة إلى 505 مليارات دولار والعجز التجاري إلى 375 مليار دولار.
وبحسب “الفرنسية”، ستطال الرسوم المزمع فرضها على قطاعي التكنولوجيا والاتصالات على وجه الخصوص، وأفاد مصدر قريب من المباحثات أن نحو 100 سلعة صينية معنية بالإجراء.
ولم يؤكد لاري كودلو مستشار ترمب الاقتصادي الذي عين الأربعاء في هذا المنصب، هذه الاأرقام، لكنه ذكر أن “الصين لا تحترم القواعد منذ زمن بعيد. وأعتقد أن بكين تستحق ردا أكثر حزما من قبل الولايات المتحدة وأعتقد أيضا أن الولايات المتحدة قد تقود تحالفا ضد الصين يضم شركاء تجاريين كبارا وحلفاء”.
وهذا الاقتراح يدعم التصريحات التي أدلى بها أخيرا رئيس وزراء كندا، الشريك الأول لواشنطن، واتهم جاستن ترودو الصين بإغراق السوق العالمية بالألومينيوم والفولاذ بأسعار مخفضة، معربا عن “استعداده لدراسة” مع الأمريكيين سبل التصدي بصورة أكبر لأسلوب بكين بإغراق السوق.
إضافة إلى الألواح الشمسية ضاعفت وزارة التجارة منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض، اللجوء إلى الرسوم التعويضية والرسوم الجمركية على الواردات الموصوفة بأنها غير منصفة من 20 كانون الثاني (يناير) 2017 إلى 13 آذار (مارس) 2018 فتح 100 وتحقيقان في قضايا دعم وإغراق مفترضة أي بزيادة نسبتها 96 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في 2016-2017.
وفرض ترمب الأسبوع الماضي رسوما بـ 25 في المائة على الفولاذ المستورد و10 في المائة على الألومينيوم المستورد مع استثناء بصورة موقتة كندا والمكسيك وهما شريكاه في مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر (نافتا) التي يعاد التفاوض بشأنها حاليا.
وأعرب لاري كودلو عن ارتياحه لقرار إعفاء شريكين أساسيين، وقال إنه في حين أثارت هذه الإجراءات انتقادات على الساحة الدولية وفي الولايات المتحدة سواء “أعتقد أنه علينا ألا نعاقب أصدقاءنا لنعاقب خصومنا”.
ولوح الاتحاد الأوروبي بالرد ما سيفتح الباب أمام حرب تجارية، وحذر خبراء من مخاطر زيادة الأسعار التي قد تؤثر في المستهلكين والشركات الأمريكية على غرار مجموعة “بوينج” للطيران التي تراجعت أسهمها 2.5 في المائة في “وول ستريت” في الوقت الذي كان ترمب يزور فيه أحد مصانع هذه المجموعة.
وازداد سعر الصلب المستخدم في قطاع البناء في مدينة نيويورك بشكل كبير منذ نهاية 2017 إذ كانت الأسواق تتوقع أن تقوم إدارة ترمب بفرض رسوم كما ذكرت مجلة “كراينز” المتخصصة التي اتصلت بعدة شركات في القطاع.
ويعتقد دارين كاهن المسؤول عن المبيعات لدى موزع الصلب “ترياد ميتالز إنترناشونال”، أنه “لم نشهد مثل هذا الأمر خلال 16 عاما”، ونقلت المجلة عنه قوله: “كأنني اليوم ابيع ذهبا”.
وكتب ترمب في تغريدة ضاربا بالانتقادات عرض الحائط “لا يمكننا أن نتجاهل الممارسات التجارية غير العادلة حيال بلادنا”، والصين ليست البلد الوحيد المستهدف. ومن جهته هاجم روبرت لايتهايزر الممثل الأمريكي للتجارة الهند معلنا رفع شكوى إلى منظمة التجارة العالمية للتنديد بدعم نيودلهي لصادرات مؤسساتها.