“شيخ الجواهرجية” أثناء لقاء تجربة نجاح في غرفة مكة المكرمة: 5 عيوب في شبابنا العاملين في القطاع الخاص
تم النشر في الجمعة 2016-03-18
في خطوة لافتة، وضمن سلسلة اللقاءات التي تنظمها غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة بعنوان “تجربة نجاح”، رفض شيخ جواهرجيه جدة ورجل الأعمال جميل بن محمد علي فارسي الحديث عن تجربته الناجحة في تجارة المجوهرات قبل أن يوجه النصح، للشباب والشابات الذين حضروا اللقاء، بعبارات وطنية لاقت استحسان الجميع، من خلال ندوة أطلق عليها مسمى الدوائر الثلاثة.
وتضمنت العبارات التي أطلقها من قاعة الشيخ صالح كامل التي اكتظت بالحضور خاصة من الشباب والشابات، معاني المسؤولية تجاه الوطن بقوله: “الإرهاب أعظم الجرائم.. فكر في رأيك قبل أن تكتب .. ليس من يكتب باسم وهمي خارج المسؤولية.. مستقبل وظيفتك هو ما تكتبه”.
ودلف شيخ جواهرجية جدة نحو “تجربة نجاح” وقال :” بدأت منذ النشأة في تجارة الذهب، ولا يوجد في الوقت الحالي شيء مجاني إلا لبن الأم”، مشددا على أنه لا ينافس أحدا.
وتناولت السيرة نشأته في أسرة تجارية، وبزغ حبه للعمل خلال الفترة التي قضاها إلى جانب والده، معتبرا إيها أهم فترة في حياته العملية، والتي تعلم فيها الكثير قبل أن ينطلق إلى مرحلة التعليم خارج المملكة.
وعن مراحل تعليمه، أوضح فارسي انه سافر إلى جمهورية مصر العربية بدعم من والده، ليتلقى العلم، ومكث هناك عدة سنوات، تزوج خلالها، لينتقل عقبها إلى الولايات المتحدة الامريكية لإكمال تعليمه.
وقال ضيف لقاء “تجربة نجاح” في نسخته الثانية بغرفة مكة المكرمة إن حديثه عن التجربة التي قضاها في أروقة عالم المجوهرات تتمحور كثيراً حول الرأسمالية، مشيراً إلى أنه ولد في عائلة تجارية، وأن قناعاته لم تتغير في مجال التجارة حتى الآن، معلقا على تردد بعض الشباب في الانضمام إلى كثير من المهن التجارية بقوله: “سيزول هذا التردد مع الوقت”.
وتحدث عن تجربته مع بداية برامج سعودة الوظائف، ملخصا عيوب الشباب السعودي في العمل بالقطاع الخاص في خمس عيوب، هي: التأخير، الانتقال إلى عمل آخر، الإنتاجية، ارتفاع الراتب الشهري، وقلة الفكر، مبينا أنه ذكر تلك العيوب لوزير العمل السابق الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله.
وتابع:” أكثر ما يواجه القطاع الخاص في توظيف السعوديين هو أن القطاع يعمل على تدريب الشاب السعودي، ومن ثم يوظفه، ولكن عندما يجد الشاب وظيفة حكومية يترك العمل فوراً، وهو ما يؤثر سلباً على صاحب العمل”، مطالباً القطاع الحكومي بضرورة رفض استكمال إجراءات التوظيف إلا بإخلاء طرف، خصوصاً للشباب العاملين في القطاع الخاص.
وحمَل فارسي بعض أرباب العمل من التجار مسؤولية رفض الشاب السعودي للعمل في القطاع الخاص، بسبب غياب ما سماه بـ”الأبوبه” في العمل، واصفاً بعض أرباب العمل بـ”السيئين”، موضحاً: “مثل ما يوجد شباب سعوديون سيئون، فهناك أيضاً تجاراً سيئين”.
وحول تجربة تأنيث محال المجوهرات، أوضح أنها تجربة قد لا تكون ناجحة، لاسيما وأن هناك متطلبات يجب توافرها لعمل المرأة، وهذه المتطلبات ستكون مكلفة لصاحب العمل.
وعن مشروع حافز الذي أطلقته المملكة قبل أعوام عدة، أكد فارسي أنه كان يفترض أن يكون إعانة عمل، تمنح للشخص مع مرتبه الشهري ليكون أكثر إنتاجيه.
كما تحدث عن نظام المعادن الثمينة، ووصفه بالنظام الممتاز، وسيكون له أثراً كبيراً في المستقبل القريب، ولاسيما انه سيتم إصدار شهادات لقطع المجوهرات في المملكة.
وخلص الفارسي في حديثه عن تجربته إلى أن الشاب السعودي لا يستطيع منافسة العامل الأجنبي، خاصة وأن المحال مسموح لها بالعمل حتى الثانية عشرة مساءً، مشيراً إلى أن مهمة الحكومة خلق فرص عمل وليس تشغيل جميع الناس.
وفيما يتعلق بكتاباته الصحافية وممارسات مقص الرقيب، أكد أنها قد تحدث أحياناً، ولكن ليس بشكل دائم، وحول توجهه في مقالاته الصحافية للدفاع عن فئة “الكادحين”، أوضح أن هذه الفئة من المجتمع غالية على الجميع ويجب أن يتساوى الجميع.
ورد الشيخ جميل فارسي على مداخلة لإحدى السيدات قالت إنها انتظرت الوظيفة لأكثر من سبعة أعوام بعد تخرجها من الجامعة، قبل أن تتجه للتجارة الحرة وتحقق نجاحات كبيرة بقوله: “من الخطأ انتظار الوظيفة”.
وحول إحدى المداخلات الأخرى التي تحدثت عن علاقة المبادئ بالتجارة، وكيف يجمع بينهما التاجر، قال: “نحن دولة إسلاميه فيها مبادئ تحكمنا ولابد من الالتزام بالقيم”، معتبراً قرار سعودة العمل في محال الجوالات فرصة جديدة للشباب.
وأكد أن “الفكر” لم يحل أزمة الإسكان..وسعودة محال “الجوالات” فرصة للشباب، وذلك ردا على مداخلة للحضور، مشيراً إلى أن على المجتمع أن يساعد الشباب، ورأس المال ليس مشكلة لإنشاء المشاريع، وإنما المشكلة هي الالتزام والانضباط التي يجب أن تسبق ذلك.
بدوره، علق ماهر بن صالح جمال رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة في مداخلة له أثناء اللقاء بقوله: “إن ما يميز الشيخ جميل فارسي هو تواضعه”، معتبراً أن تجربته ناجحة بكل المقاييس، وتستحق أن تروى للكثير من الشباب، لاسيما وأنه عضو في بورصة الألماس بدبي منذ 2009م، إضافة إلى عضويته في لجنة المجوهرات بغرفة جدة.
وقال جمال إن الشيخ جميل فارسي من المعارضين للخصخصة، موجه له سؤال عن اسباب معارضته، ورد الشيخ جميل فارسي بقوله : “أنا مع خصخصة الإدارة، وليس الملكية، مشيراً إلى أنه ينبغي أن تبقى الملكية كما هي، ويمكن تخصيص الإدارات في الكثير من القطاعات، وهناك تجارب ناجحة في ذلك الشأن”، مطالباً بالرقابة على القطاع الخاص.
واعتبر رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة أن سلسلة لقاءات “تجربة نجاح” جاءت لنقل الخبرات والتجارب بين الأجيال، من خلال التجارب الإنسانية التي نتعلم منها، فالحكمة تأتي من التجارب.
وقال إن اللقاء يكون عادة مع رجال وسيدات أعمال لهم تجارب ناجحة، تحصلوا عليها بعد الكثير من المطبات والتجارب، وهي تجارب تقرب الشخص من النجاح دائما، مضيفا: “من خلال التجربة، نساعد الشباب على تجاوز بعض العقبات، ونوضح لهم أن النجاح ليس سهلاً، إضافة إلى ضرورة المثابرة والمحاولة “، مشيراً إلى أن رجال الأعمال الكبار لم تكن أرضهم مفروشة بالورد.
وأوضح جمال أن لقاءات “تجربة نجاح” ليست حكراً أو مرتبطة برجال الأعمال فقط، بل سيكون هناك عرضاً لقصص تجارب نجاح اجتماعية وعلمية، وأن اللقاءات المقبلة ستشارك فيها تجارب نجاح من جميع المناطق، ولن تكون حصراً على مكة المكرمة.