تم النشر في الخميس 2018-09-20
ما إن ظهر هلال شهر الله المحرم وبان في الأفق معلنا بداية عام هجري جديد حتى استبشر الشباب السعودي خيراً بالخبر السعيد وهو بدأ تنفيذ قرار توطين 12 وظيفة. هذا القرار الرائع والذي انتظره أبناؤنا بفارغ الصبر إلى أن دخل حيز التنفيذ، فأدخل البهجة والسرور في قلوبهم، فعمت الفرحة في الوسط الشبابي وأصبح حديث الساعة الذي يدار في المجالس، كما استقبل الأباء والأمهات الخبر بارتياح تام، لأنه بمثابة بريق الأمل الذي بدأ يسطع لمعانه في الأفق، لما لا وهو مصدر أمان واطمئنان وظيفي لفلذات أكبادهم، والجميل في هذا القرار هو ما سينتج عنه من توفير مئات الآلاف من الوظائف، وما يثلج الصدر هنا هو أن القرار لم يكن حبرا على ورق بل تم تطبيقه فعلا على الواقع، ويؤكد ذلك انتشار الحملات التفتيشية المكثفة التي قامت بها وزارة العمل بمتابعة من معالي الوزير ، وذلك من أجل الوقوف على تطبيق القرار وعدم التحايل والتلاعب من قبل بعض أرباب العمل، وما هذه الحملات الجادة إلا دليلا واضحا على أن الدولة حفظها الله حريصة كل الحرص على أن تُحقق للشباب السعودي تطلعاتهم وآمالهم، والوقوف معهم بكل حزم وقوة وذلك في سبيل تحقيق رغد العيش الكريم والسعادة لهم، أيضا ومن جهة أخرى يعد هذا القرار دليلاً واضحاً على أن أهداف التحول الوطني والذي يعد جسر العبور لتحقيق رؤية المملكة 2030، تسير في مسارها الصحيح وتخطوا بخطى ثابتة وفق ما خطط لها وذلك من خلال التقارير والنتائج والمؤشرات المتميزة التي تظهر لنا كل يوم.
ومن ناحية أخرى وإذا ما نظرنا لهذا القرار من خلال مجهر التفاؤل فإننا نرى وبوضوح أن هذا القرار هو بداية لقرارات قادمة جميعها تصب في مصلحة شباب الوطن الطموح، ونحن على موعد وفي القريب العاجل إن شاء الله بأن نحتفل جميعا بإلغاء عبارة (شباب عاطل) من قاموس الشباب السعودي وذلك بعون الله أولاً ثم بتظافر جهود الجميع، لذا أملي في الله كبير ثم في شبابنا الطموح بأن يشدوا الحيل والعزم والهمم ويشمروا عن سواعدهم وينفضوا غبار الكسل ويدلفو ميدان سوق العمل، فالكرةُ الآن في ملعبهم والفرصة أمامهم متاحة وكبيرة وجميع الأبواب أمامهم مفتوحة على مصراعيها، فقط كل ما عليهم هو التعامل مع موضوع العمل بجدية تامة، ونحن على يقين تام بأنهم سيحققون الخير الكثير والرزق الوفير في ظل انحسار شبح أخطبوط العمالة الوافدة والتي استحوذت على سوق العمل منذ حقبة من الزمن، إذاً الآمال معقودة بعد الله بهؤلاء الشباب الطموح في ظل هذه القرارات الناجحة. ولكن يجب على الجميع ومن الآن فصاعدا عدم الالتفات للخلف، بل علينا ومن الغد النزول لسوق العمل، لا للبحث عن العمل بل لاختيار ما هو مناسب ويتوافق مع قدراتنا واهتماماتنا، وأن تكون نظرتنا المستقبلية كلها تفاؤل وأمل وايجابية، وأن تكون حياتنا كلها عزيمة وهمة ونشاط، وعلينا ان لا نركن للكسل وان لا نضيع الوقت، فعقارب الساعة لن تعود للخلف وقطار المنافسة السريع لن ينتظر أحد.
*محمد علي عريشي