شباب يناقشون حاضر ومستقبل لغتهم في معرض الرياض الدولي للكتاب
تم النشر في الجمعة 2018-03-23
شهد جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض الرياض الدولي للكتاب انعقاد حلقة شبابية نظمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية” ومركز الشباب العربي تحت عنوان “اللغة العربية…الواقع والتحديات”.
وشارك في الحلقة كل من سعادة علي الشعالي، رئيس لجنة التحكيم في تحدي القراءة العربي والدكتور عبدالله الوشمي، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، فيما أدار الحلقة المحاور أحمد الشاطري، حيث بحثت التحديات التي تواجه اللغة العربية وكيفية التصدي لهذه التحديات، فضلاً عن استعراض نماذج من مختلف أنحاء العالم للحفاظ على اللغات.
وأوضح سعادة علي الشعالي خلال الحلقة أن الأرقام والإحصائيات الحالية مبشرة في الترجمة والقراءة وأن اللغة العربية أقرب للجيل الحالي أكثر من الماضي والحفاظ على اللغة العربية واجب ومسؤولية فردية وعلى المجتمع كله.
وأكد الدكتور عبدالله الوشمي خلال الجلسة أننا ننظر إلى اللغة العربية وكأنها وظيفة، ويجب أن ننظر لها على أنها مسؤولية وليست وظيفة.
وأشار المشاركون إلى أن التحديات التي تواجه اللغة العربية تتضمن قلة المحتوى العربي، حيث يمثل المحتوى باللغة العربية أقل من 1٪ من إجمالي المحتوى العالمي على الانترنت، على الرغم من أن الناطقين باللغة العربية يمثلون حوالي 4.5٪ من سكان العالم، بينما تبلغ حصة المنشورات العربية من النصوص المترجمة عالمياً فقط 6٪.
وبحثت الحلقة أيضاً عولمة اللغة الإنجليزية كأبرز التحديات التي تواجهها اللغة العربية، حيث تهيمن اللغة الإنجليزية في مجالات التكنولوجيا والعلوم والابتكارات الحديثة، كما أن معظم مواد التعليم الأكاديمي باللغة الإنجليزية، وكذلك مدى احتمالية إيجاد وظائف مع إتقان اللغة الانجليزية أم العربية أم الاثنان معاً.
ومن بين التحديات التي ناقشها المشاركون في الجلسة، ضعف اللغة العربية لدى الجيل الجديد، ودور سلوك المعلم في تحبيب اللغة العربية واتباع أساليب تقليدية لتعليم الأجيال الجديدة اللغة العربية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، كذلك إقدام العديد من الأسر العربية على تعليم الأبناء للغات أجنبية وإهمال اللغة العربية.
واستعرضت الحلقة التجربتان الفرنسية والصينية في الحفاظ على اللغة عبر سن القوانين التي تساعد في ذلك وتأسيس المنظمات والمؤسسات المعنية بتحقيق هذه الأهداف وغيرها من الإجراءات التي ساهمت بشكل محوري في الحفاظ على اللغة في هذين البلدين.
وخلصت الحلقة إلى أنه يجب مواصلة تسليط الضوء على موضوع اللغة العربية في الندوات والملتقيات وغيرها، وكذلك الإيمان بأن كثرة استخدام اللغة العربية سيرفع من قيمتها وعدم إلقاء اللوم على الأشخاص في حال وقعوا في خطأ لغوي، وتحفيز الأطفال على أن يكونوا فخوروين بلغتهم العربية.
وكانت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة قد نظمت منذ انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب سلسلة من الندوات الثقافية التي شارك فيها عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى جلسات توقيع الكتب وغيرها من الأنشطة والفعاليات بالتعاون مع شركاء من البلدين.