منوعات و مشاهير

رحيل “أبو النوتيلا” فرانسيسكو ريفيلا مبتكر الشوكولاتة الأشهر عالمياً

الاقتصاد.الوكالات

تم النشر في الخميس 2025-02-20

توفي الكيميائي الإيطالي فرانسيسكو ريفيلا في 14 فبراير الجاري، تاركا بصمة خالدة في مجال صناعة الحلويات في العالم، استحق بها في الإعلام الإيطالي لقب “أبو النوتيلا”، لدوره المحوري في ابتكار وتطوير تركيبة أشهر منتج شوكولاتة بالبندق في العالم.

التحق ريفيلا في 25 من عمره بقسم الكيمياء في شركة فيريرو عام 1952، حيث عمل إلى جانب ميشيل فيريرو وريت الشركة، على تطوير علامة تجارية ناشئة للحلويات في بلدة ألبا الصغيرة شمال إيطاليا.

بدأت الشركة عام 1946 في تسويق منتوج باسم جياندوجوت (Giandujot)، على شكل قرص قابل للتقطيع إلى شرائح توضع على الخبز. بحلول عام 1951 تطور القرص إلى معجون يدهن بسهولة، وسمي حينها سوبر كريما (SuperCrema)، التي ستصبح أساس صناعة النوتيلا.

استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن قبل اكتشاف وصفة مثالية، بمكونات بسيطة (السكر وزيت النخيل والبندق والحليب والكاكاو والفانيلا)، مكنت عام 1964 من صناعة أول عبوة لمنتوج النوتيلا المعروف في العالم.

فضلا عن الخلطة، كانت التسمية من ابتكار ريفيلا أيضا، حيث قام بدمج كلمتي “نوت” التي تعني البندق، و”إيلا” التي تعكس الاسم الإيطالي، لتكون النتيجة “نوتيلا” مرطب الشوكولا الذي دخل ملايين المنازل في أنحاء العالم، ذي الطعم اللذيذ الذي يعشقه الكبار قبل الصغار.

قصة معجون النوتيلا تخفي ورائها حكاية أخرى تعود إلى القرن 19، حين عمد نابليون بونابرت إلى حرب تجارية لكسب الحرب العسكرية. أوقف استيراد الكاكاو من كافة أنحاء أوروبا، ما رفع أسعار الشوكولاتة، ليهدي التجار الإيطاليون استخدام البندق المطحون لزيادة الإنتاج، فظهر معجون (Gianduia).

تكرر السيناريو مرة أخرى مع هتلر في الحرب العالمية الثانية، حيث استعاد صناع الحلويات في إيطاليا حيل أجدادهم لإنقاذ تجارتهم، وضمن هؤلاء رجل الأعمال بيترو فيريرو؛ والد مشيل رفيق ريفيلا، الذي ابتكر قوالب وأقراص جياندوجوت (Giandujot).

نجحت الشركة في غزو أوروبا مع بداية عقد سبعينات من القرن الماضي، بهذا المعجون العجيب، لنتطلق النوتيلا نحو أستراليا عام 1978، حيث افتتح أول مصنع للإنتاج خارج أوروبا في منطقة ليثغو بالقرب من سيدني.

بعيدا عن التاريخ، تصنف فيريرو ذات ستة عقود منذ عثورها على الوصفة السحرية، ثالث أكبر شركة شوكولاتة على الصعيد العالمي، بإنتاج سنوي يقدر بنحو 500 ألف طن من النوتيلا، وإجمالي مبيعات يتعدى 12 مليار يورو سنويا.

تنتشر منتجات الشركة في أكثر من 170 دولة، تأتي فرنسا في صدارتها؛ ففيها أكبر مصنع ينتج 600 ألف علبة يوميا، ما يعادل ربع الإنتاج العالمي. كما يتربع الفرنسيون على عرش استهلاك النوتيلا بأكثر من 89 مليون علبة سنويا.

استطاعت نوتيلا بفضل ملايين العشاق، تتقدمهم المدونة سارة روسو، انتزاع يوم عالمي في السنة، حيث أجمع محبي المعجون العجيب منذ عام 2007 على تحديد 5 فبراير موعدا سنويا للاحتفال.

ودخلت كتاب غنيس في عيد ميلادها 40، حين اجتمع 27854 شخصا، في مدينة غلزنكيرش في غرب ألمانيا، للمشاركة في أكبر وجبة إفطار قارية على الإطلاق بالنوتيلا.

قصة نجاح متفردة، انطبقت فيها سيرة الرجل مع حكاية منتوج صمد في وجه العديد من العواصف، آخرها تقارير تتهم الشركة باستخدام زيت النخيل؛ أرخص أنواع الزيوت ما يهدد صحة الزبائن. ما دفع الشركة إلى التوضيح بلسان مدير المشتريات بأن “تصنيع نوتيلا بدون زيت النخيل سينتج بديلا أقل جدوة للمنتج الأصلي، وسيكون بمثابة خطوة إلى الوراء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock