دراسة : أقل من نصف سكان دول الخليج يدركون أهمية فحوصات المختبرات الطبية
تم النشر في الثلاثاء 2018-01-23
كشفت دراسة أُجريت بتكليف من ميدلاب، أضخم معرض ومؤتمر في مجال المختبرات على مستوى العالم، عن أن 55% من سكان دول الخليج يعتقدون أن الأطباء بإمكانهم تشخيص حالتهم المرضية من دون نتائج فحوصات المختبرات الطبية، مما يشير إلى أن الجزء الأكبر من الجمهور لا يتمتع إلا بالحد الأدنى من الوعي بالدور الذي تلعبه المختبرات الطبية في عملية التشخيص الشاملة، والعلاج في نهاية المطاف.
في تعليق على نتائج الاستطلاع، قال الدكتور مرون الخوري، استشاري الأورام وأمراض الدم في المستشفى الأمريكي بدبي ورئيس مؤتمر طب الأورام في ميدلاب 2018، “نحن نعيش في وقت توجِّه فيه نتائج فحوصات المختبرات الجزء الأكبر من القرارات الطبية، إن لم يكن جميعها، فهي تسمح لنا بتزويد المرضى بخطط علاج مخصّصة وتفتح أبوابًا غير مطروقة لتحقيق الصحة والعافية. اليوم، يتولى المتخصصون في المختبرات دورًا متزايد الأهمية في منظومة الرعاية الصحية. بدايةً من الاكتشاف المبكر للمرض وتشخيصه، ووصولاً إلى خطط العلاج المخصّصة لكل شخص استنادًا إلى التكوين الجيني للمريض، فلا شك في أن فحوصات المختبرات الطبية جزء لا يتجزأ من النهوض بنوعية الرعاية الصحية”.
لا يتمتع الجزء الأكبر من الجمهور حول العالم وفي دول الخليج بخلفية طبية تسمح لهم بفهم كل تعقيدات مشاكل الرعاية الصحية. وعلى هذا الأساس يعتمد الكثيرون على أطبائهم لإعلامهم بها وتثقيفهم بشأنها. إلا أن الممارسة في الواقع قد تختلف عما تدعو إليه الضرورة في كثير من الأحيان. وعلى وجه التحديد، أوضح الاستطلاع أن 67% فقط من المستجيبين شرح لهم الأطباء نتائج الفحوصات المختبرية قبل بدء العلاج.
استنادًا إلى خبرته الطبية، قال الدكتور محمد حسنين، استشاري الغدد الصماء في مستشفى دبي ومتحدث في مؤتمر الغدد الصماء في ميدلاب 2018، “أؤمن أنه من الأهمية بمكان تزويد المرضى بنتائج الفحوصات، فلا يؤدي ذلك إلى تفاعلهم فحسب، لكنه يساعدهم أيضًا في فهم حالتهم المرضية بشكل أفضل، لا سيما مع مرض مثل السكري. وما من شك في أن ترك المرضى يتساءلون حول نتائج الفحوصات، بالأخص تلك التي تم طلبها لتقييم الأعراض التي أدت إلى توجُّه المريض لرؤية الطبيب في المقام الأول، يمكن أن يؤدي إلى القلق وسوء الفهم”.
يتضح القلق بشكل أكبر عند انتظار والدين لمولود جديد؛ حيث يتعامل طب الأجنة مع تقييم نمو الجنين وسلامته، والمحافظة على صحة الجنين وتشخيص أمراض الأجنّة والتشوهات. من هذا المنطلق، تلعب فحوصات المختبرات قبل الولادة دورًا بالغ الأهمية في مساعدة أطباء أمراض النساء والوالدين على التعامل مع الحمل والوصول بالجنين إلى اكتمال فترة الحمل. وعلى الرغم من ذلك، يعتقد 66% من المستجيبين للاستطلاع فقط في دول الخليج أن فحوصات المختبرات يمكن أن تساعد في معرفة مدى صحة الجنين.
من جانب قال الدكتور سعد غزال أسود، استشاري أمراض الأورام النسائية ؛ ورئيس قسم النسائية والتوليد بمستشفى توام ورئيس الدورة العاشرة من مؤتمر طب النساء والتوليد السنوي، في إطار فعاليات ميدلاب 2018، “علينا كمتخصصين في المجال الطبي بذل المزيد من الجهد في تثقيف مرضانا لزيادة الوعي بفحوصات المختبرات قبل الولادة. ويُذكر أن فحوصات ما قبل الولادة ضرورية لمعرفة حدوث أي تشوهات أو أمراض جينية في الأجنة، كما أنها تساعد المرضى في اتخاذ قرارات مدروسة قبل ولادة الطفل وبعدها”.
في تصريح لتوم كولمان، مدير معارض المجموعة لسلسلة ميدلاب قال، “سيركّز ميدلاب 2018 أكثر في دورته السابعة عشر على التغيير الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية بفضل فحوصات المختبرات؛ فقد شهدت المنطقة زيادة في الوعي بأهمية فحوصات المختبرات، إلا أنه لا تزال هناك الكثير من التحديات. وعلى أهم الأطراف الفاعلة في قطاع الرعاية الصحية بذل المزيد من الجهد لسد الفجوة بين الأطباء والمتخصصين في المختبرات للنهوض بالخدمات المقدمة لمجتمعاتهم، أما دور مؤتمر ميدلاب في هذا الصدد، فهو توفير منصة لجميع المتخصصين في المجال الطبي لتبادل المعرفة وتحديد نماذج جديدة للتعاون”.