أخبار الاقتصاد
«دافوس» يبحث عن إجابات اقتصادية واضحة مع بداية عهد ترمب
تم النشر في الأربعاء 2017-01-18
الاقتصاد العالمي في وضع أفضل مما كان عليه قبل سنوات، فأسواق الأسهم تزدهر وأسعار النفط في طريقها إلى الصعود من جديد، في حين أن تراجع مخاطر تباطؤ سريع محتمل في الصين كان مصدر قلق للعالم قبل عام.
لكن رغم كل ذلك لا يبدو أن مناخا احتفاليا يخيم على اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا هذا العام، الذي يضم الزعماء السياسيين ورجال الأعمال والمصرفيين.
وبحسب “رويترز”، فإنه على الرغم من قشرة التفاؤل التي تحيط بالتوقعات الاقتصادية فإن هناك قلقا يتعلق بمناخ سياسي أكثر خطورة وشعورا عميقا بعدم التيقن يحيط بسياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب المقرر أن تبدأ ولايته يوم 20 كانون الثاني (يناير) وهو يوم ختام اجتماعات المنتدى السنوي.
في العام الماضي كانت هناك حالة إجماع في المنتدى على أن ترمب ليس أمامه فرصة للوصول إلى البيت الأبيض، وجاء فوزه بعد أقل من نصف عام من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليوجه صفعة إلى شتى المبادئ التي تعتز بها صفوة دافوس بشدة منذ فترة طويلة من العولمة إلى التجارة الحرة والشركات متعددة الجنسيات. وترمب هو المثال الحي على موجة جديدة من الشعبوية التي تجتاح دول العالم المتقدم وتهدد النظام الديمقراطي الليبرالي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومع اقتراب الانتخابات في هولندا وفرنسا وألمانيا وربما إيطاليا هذا العام فقد بدا قلق الحضور في منتدى دافوس واضحا.
وقال جان ماري جوينو الرئيس التنفيذي للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات “بصرف النظر عن رؤيتك لترمب ومواقفه فإن انتخابه أدى إلى شعور عميق بعدم التيقن وسيلقي ذلك بظلاله على دافوس”.
وكان موازيس نايم من مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي أكثر صراحة، فقد أشار إلى أن هناك إجماعا على أن شيئا ضخما يجري، شيئا عالميا وغير مسبوق على عدة مستويات، لكننا لا نعرف ما أسبابه أو كيف نتعامل معه.
وتستحضر عناوين حلقات المناقشة في المنتدي الاقتصادي العالمي الذي يستمر في الفترة من 17 إلى 20 من الشهر الجاري المشهد العالمي الجديد الباعث على القلق.
ومن بين هذه العناوين “كيف يمكن حل أزمة الطبقة المتوسطة المضغوطة والغاضبة؟” و”سياسات الخوف أو التمرد للمنسيين” و”التسامح هل بلغ مداه؟” و”مرحلة ما بعد الاتحاد الأوروبي”.
كما أن قائمة الزعماء الذين يحضرون المنتدى هذا العام معبرة كذلك، حيث تشارك الصين بقوة لكي تؤكد أمام نخبة اقتصادية متخوفة من التغير السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا أنها مستعدة لتسلم قيادة التبادل الحر في العالم. ونجم المؤتمر هو شي جين بينج أول رئيس صيني يحضر مؤتمر دافوس على الإطلاق، ويعتبر حضوره إشارة إلى ثقل الصين المتزايد في العالم في وقت يعد فيه ترمب بمزيد من نهج “أمريكا أولا” الانعزالي وتنشغل فيه أوروبا بمشكلاتها الخاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسيلقي رئيس ثاني اقتصاد في العالم الثلاثاء كلمة أمام ثلاثة آلاف من صانعي القرار الاقتصادي والسياسي في العالم أجمع، لطمأنتهم على أن بلاده ستكون جاهزة للدفاع عن رؤيتهم للتبادل الاقتصادي.
وتحضر المنتدى كذلك تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي تواجه مهمة شائكة تتمثل في إخراج بلدها من الاتحاد الأوروبي، لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي دأبت على حضور المنتدى السنوي التي تلائم سمعتها كزعيمة قوية ثابتة على الموقف الشعار الرئيسي للمنتدى وهو “الزعامة المسؤولة المتجاوبة” فلن تحضر هذا العام. وربما يكون السؤال المحوري في منتدى دافوس الذي يستمر أربعة أيام ويشمل حلقات نقاشية ومآدب غداء وحفلات استقبال تتناول موضوعات متنوعة من الإرهاب إلى الذكاء الاصطناعي والصحة هو ما إذا كان الزعماء يمكنهم أن يتفقوا على الأسباب الأساسية للغضب العام وأن يبدأوا في صياغة استجابة له.
وأكد تقرير للمنتدى عن المخاطر العالمية صدر قبل بدء انعقاد اجتماعاته تآكل ثقة الرأي العام في المؤسسات، مشيرا إلى أن إعادة بناء الثقة بالعملية السياسية والزعماء ستكون مهمة صعبة.
ويعتقد جاي ستاندينج الذي ألف عديدا من الكتب عن طبقة جديدة تفتقر إلى الأمان الوظيفي والإيراد المضمون أن مزيدا من الناس يميلون إلى الاعتقاد أن الرأسمالية القائمة على اقتصاد السوق تحتاج إلى تعديل شامل حتى أولئك الذين استفادوا منها.
وأشار ستاندينج الذي دعي إلى “دافوس” للمرة الأولى إلى أن نماذج المؤسسات التي تمثل التيار الرئيسي لا تريد ترمب والسلطويين اليمينيين، بل تريد اقتصادا عالميا يحقق نموا مستداما يمكنهم من خلاله القيام بأعمالهم.
لكن إيان بريمر رئيس مجموعة “أوراسيا” الاستشارية ليس واثقا من ذلك، وهو يروي عن زيارة قام بها في الفترة الأخيرة إلى مقر بنك “جولدمان ساكس” في نيويورك حيث رأى مصرفيين “يحتفلون في المصعد” بارتفاع أسعار الأسهم واحتمالات خفض الضرائب وتحرير الإجراءات التنظيمية في عهد ترمب.
وسيحضر اجتماعات دافوس لويد بلانكفين رئيس “جولدمان ساكس”، وجيمي ديمون رئيس “مورجان ستانلي”، وقال بريمر “إذا أردت إيجاد أشخاص مستعدين للاحتشاد معا للقول إن الرأسمالية كسرت من أساسها فإن “دافوس” ليس المكان المناسب لذلك”.
ويعتقد سوما شاكرابارتي رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أن التوصل إلى “نسخة حديثة من العولمة” ممكن، لكنه أقر بأن صياغتها ستحتاج إلى وقت، وسيكون ذلك طريقا طويلا لإقناع الناس بأن هناك نهجا مختلفا، لكن لا يتعين أن نلقي بالطفل مع ماء استحمامه.
لكن بعض الحضور يشعرون بالقلق من أن وتيرة التغير التكنولوجي والطبيعة المدمجة المعقدة للاقتصاد العالمي تصعب على الزعماء تشكيل الأحداث والتحكم فيها، ناهيك عن إعادة تشكيل النظام العالمي.
فالأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009 وأزمة المهاجرين في 2015-2016 كشفت عجز الساسة مما كرس إفاقة الشعوب من الأوهام ودفعهم نحو الشعبويين الذين يقدمون تفسيرات وحلولا سهلة. وأوضح إيان جولدين المختص في العولمة والتنمية في جامعة أكسفورد أن المشكلة تكمن في أن عديدا من المشكلات من تغير المناخ إلى التنظيم المالي لا يمكن معها تحقيق نتائج ملموسة إلا من خلال التعاون الدولي، وهذا بالتحديد ما يرفضه الشعبويون.
لكن رغم كل ذلك لا يبدو أن مناخا احتفاليا يخيم على اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا هذا العام، الذي يضم الزعماء السياسيين ورجال الأعمال والمصرفيين.
وبحسب “رويترز”، فإنه على الرغم من قشرة التفاؤل التي تحيط بالتوقعات الاقتصادية فإن هناك قلقا يتعلق بمناخ سياسي أكثر خطورة وشعورا عميقا بعدم التيقن يحيط بسياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب المقرر أن تبدأ ولايته يوم 20 كانون الثاني (يناير) وهو يوم ختام اجتماعات المنتدى السنوي.
في العام الماضي كانت هناك حالة إجماع في المنتدى على أن ترمب ليس أمامه فرصة للوصول إلى البيت الأبيض، وجاء فوزه بعد أقل من نصف عام من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليوجه صفعة إلى شتى المبادئ التي تعتز بها صفوة دافوس بشدة منذ فترة طويلة من العولمة إلى التجارة الحرة والشركات متعددة الجنسيات. وترمب هو المثال الحي على موجة جديدة من الشعبوية التي تجتاح دول العالم المتقدم وتهدد النظام الديمقراطي الليبرالي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومع اقتراب الانتخابات في هولندا وفرنسا وألمانيا وربما إيطاليا هذا العام فقد بدا قلق الحضور في منتدى دافوس واضحا.
وقال جان ماري جوينو الرئيس التنفيذي للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات “بصرف النظر عن رؤيتك لترمب ومواقفه فإن انتخابه أدى إلى شعور عميق بعدم التيقن وسيلقي ذلك بظلاله على دافوس”.
وكان موازيس نايم من مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي أكثر صراحة، فقد أشار إلى أن هناك إجماعا على أن شيئا ضخما يجري، شيئا عالميا وغير مسبوق على عدة مستويات، لكننا لا نعرف ما أسبابه أو كيف نتعامل معه.
وتستحضر عناوين حلقات المناقشة في المنتدي الاقتصادي العالمي الذي يستمر في الفترة من 17 إلى 20 من الشهر الجاري المشهد العالمي الجديد الباعث على القلق.
ومن بين هذه العناوين “كيف يمكن حل أزمة الطبقة المتوسطة المضغوطة والغاضبة؟” و”سياسات الخوف أو التمرد للمنسيين” و”التسامح هل بلغ مداه؟” و”مرحلة ما بعد الاتحاد الأوروبي”.
كما أن قائمة الزعماء الذين يحضرون المنتدى هذا العام معبرة كذلك، حيث تشارك الصين بقوة لكي تؤكد أمام نخبة اقتصادية متخوفة من التغير السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا أنها مستعدة لتسلم قيادة التبادل الحر في العالم. ونجم المؤتمر هو شي جين بينج أول رئيس صيني يحضر مؤتمر دافوس على الإطلاق، ويعتبر حضوره إشارة إلى ثقل الصين المتزايد في العالم في وقت يعد فيه ترمب بمزيد من نهج “أمريكا أولا” الانعزالي وتنشغل فيه أوروبا بمشكلاتها الخاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسيلقي رئيس ثاني اقتصاد في العالم الثلاثاء كلمة أمام ثلاثة آلاف من صانعي القرار الاقتصادي والسياسي في العالم أجمع، لطمأنتهم على أن بلاده ستكون جاهزة للدفاع عن رؤيتهم للتبادل الاقتصادي.
وتحضر المنتدى كذلك تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي تواجه مهمة شائكة تتمثل في إخراج بلدها من الاتحاد الأوروبي، لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي دأبت على حضور المنتدى السنوي التي تلائم سمعتها كزعيمة قوية ثابتة على الموقف الشعار الرئيسي للمنتدى وهو “الزعامة المسؤولة المتجاوبة” فلن تحضر هذا العام. وربما يكون السؤال المحوري في منتدى دافوس الذي يستمر أربعة أيام ويشمل حلقات نقاشية ومآدب غداء وحفلات استقبال تتناول موضوعات متنوعة من الإرهاب إلى الذكاء الاصطناعي والصحة هو ما إذا كان الزعماء يمكنهم أن يتفقوا على الأسباب الأساسية للغضب العام وأن يبدأوا في صياغة استجابة له.
وأكد تقرير للمنتدى عن المخاطر العالمية صدر قبل بدء انعقاد اجتماعاته تآكل ثقة الرأي العام في المؤسسات، مشيرا إلى أن إعادة بناء الثقة بالعملية السياسية والزعماء ستكون مهمة صعبة.
ويعتقد جاي ستاندينج الذي ألف عديدا من الكتب عن طبقة جديدة تفتقر إلى الأمان الوظيفي والإيراد المضمون أن مزيدا من الناس يميلون إلى الاعتقاد أن الرأسمالية القائمة على اقتصاد السوق تحتاج إلى تعديل شامل حتى أولئك الذين استفادوا منها.
وأشار ستاندينج الذي دعي إلى “دافوس” للمرة الأولى إلى أن نماذج المؤسسات التي تمثل التيار الرئيسي لا تريد ترمب والسلطويين اليمينيين، بل تريد اقتصادا عالميا يحقق نموا مستداما يمكنهم من خلاله القيام بأعمالهم.
لكن إيان بريمر رئيس مجموعة “أوراسيا” الاستشارية ليس واثقا من ذلك، وهو يروي عن زيارة قام بها في الفترة الأخيرة إلى مقر بنك “جولدمان ساكس” في نيويورك حيث رأى مصرفيين “يحتفلون في المصعد” بارتفاع أسعار الأسهم واحتمالات خفض الضرائب وتحرير الإجراءات التنظيمية في عهد ترمب.
وسيحضر اجتماعات دافوس لويد بلانكفين رئيس “جولدمان ساكس”، وجيمي ديمون رئيس “مورجان ستانلي”، وقال بريمر “إذا أردت إيجاد أشخاص مستعدين للاحتشاد معا للقول إن الرأسمالية كسرت من أساسها فإن “دافوس” ليس المكان المناسب لذلك”.
ويعتقد سوما شاكرابارتي رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أن التوصل إلى “نسخة حديثة من العولمة” ممكن، لكنه أقر بأن صياغتها ستحتاج إلى وقت، وسيكون ذلك طريقا طويلا لإقناع الناس بأن هناك نهجا مختلفا، لكن لا يتعين أن نلقي بالطفل مع ماء استحمامه.
لكن بعض الحضور يشعرون بالقلق من أن وتيرة التغير التكنولوجي والطبيعة المدمجة المعقدة للاقتصاد العالمي تصعب على الزعماء تشكيل الأحداث والتحكم فيها، ناهيك عن إعادة تشكيل النظام العالمي.
فالأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009 وأزمة المهاجرين في 2015-2016 كشفت عجز الساسة مما كرس إفاقة الشعوب من الأوهام ودفعهم نحو الشعبويين الذين يقدمون تفسيرات وحلولا سهلة. وأوضح إيان جولدين المختص في العولمة والتنمية في جامعة أكسفورد أن المشكلة تكمن في أن عديدا من المشكلات من تغير المناخ إلى التنظيم المالي لا يمكن معها تحقيق نتائج ملموسة إلا من خلال التعاون الدولي، وهذا بالتحديد ما يرفضه الشعبويون.