خطوة يسودها الحذر.. البنوك المركزية العالمية تستعد لخفض تكاليف الاقتراض
الاقتصاد.الرياض
تم النشر في الثلاثاء 2025-01-07ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية أن محافظي البنوك المركزية العالمية في حالة استعداد لخفض تكاليف الاقتراض مجددًا، ولكن هذه الخطوة تأتي بحذر، حيث تتجه أنظارهم نحو سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب.
وأفادت الوكالة في تقريرها بأن معظم الاقتصادات الكبرى من المتوقع أن تشهد تخفيفًا في السياسة النقدية خلال العام الجديد، إلا أن وتيرة ذلك قد تكون بطيئة. وأشارت إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قد حول انتباهه إلى خطر التضخم المتجدد، مما حد من احتمالات تخفيف السياسة النقدية في الوقت الحالي. بينما تستعد بلدان أخرى، من منطقة اليورو إلى المملكة المتحدة، لمواصلة خفض تكاليف الاقتراض لدعم النمو الاقتصادي، دون أي إشارة للتعجل في ذلك.
ووصفت “بلومبيرغ” وجود ترمب بأنه يشكل حضورًا مقلقًا لمحافظي البنوك المركزية حول العالم، حيث إن الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها قد تلحق الضرر بالنمو الاقتصادي وتؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلك في حال اتخاذ إجراءات انتقامية.
وفي رد فعل على تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” يفيد بأن مساعدي ترمب يدرسون تقليص خطته للتعريفات الجمركية، نفى الرئيس المنتخب ذلك، مؤكدًا عبر موقع “تروث سوشال” أن القصة التي نشرتها الصحيفة غير صحيحة.
وفي سياق متصل، انخفض مؤشر الدولار، الذي يتتبع العملة مقابل سلة من ست عملات، بنسبة تتجاوز 1% قبل أن يقلص خسائره إلى 0.6% بعد نفي ترمب للتقرير. كما شهد اليورو والجنيه الإسترليني تقلبات في قيمتهما مقابل الدولار، حيث تراجعت قيمتهما بعد الارتفاع الأولي.
وأشار كريس تيرنر، رئيس الأسواق العالمية في مجموعة “آي إن جي”، إلى أن التقرير الذي يفيد بخفض الرسوم الجمركية أثار ارتفاعًا في اليورو مقابل الدولار، مع آمال في إعفاء شركات صناعة السيارات في المنطقة.
وعلى صعيد السياسة النقدية، أعرب جيروم باول، رئيس البنك المركزي الأمريكي، عن ثقته في أن السياسة النقدية ستظل مقيدة بشكل ملموس، ولكن العديد من زملائه يبدو أنهم أكثر تشككًا بشأن توقعات التضخم.
تتوقع “بلومبيرغ” أن يؤدي هذا الوضع إلى تصاعد التوترات بين مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خاصة وأن الرئيس المنتخب يفضل أسعار الفائدة المنخفضة وأسواق الأسهم المرتفعة.
من جانبها، ذكرت الوكالة أن البنك المركزي الأوروبي بدأ مسارًا ثابتًا لخفض أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن يرفع سعر الفائدة على الودائع إلى 2% بحلول منتصف العام. كما يخطط بنك إنجلترا للبقاء على وتيرة خفض أسعار الفائدة ربع السنوية، رغم الضغوط المتزايدة.
وأكدت “بلومبيرغ” أن طريق البنوك المركزية نحو تطبيع السياسات لن يكون سلسًا، حيث يزيد التقدم غير المتكافئ نحو معدل تضخم 2% من احتمالات المفاجآت.