خبراء يناقشون النهج الشامل لتجنيب الأطباء الحاجة لوصف المضادات الحيوية
تم النشر في الجمعة 2017-10-20
ناقش مجموعة من الخبراء خلال حلقات نقاش نظمتها شركة بيكمان كولتر في المملكة العربية السعودي في الرياض الأهمية المتنامية لاختبارات الحساسية لمقاومة المضادات الحيوية مع تزايد خطر البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة، حيث أصبحت العديد من الجراثيم قادرة وبشكل خطير على مقاومة تأثير المضادات الحيوية المعروفة، وهو ما يصعّب على المجتمع الطبي القدرة على احتواء العدوى حتى عقب العمليات الجراحية البسيطة.
وقد تطرق المجتمعون إلى مقاومة المضادات الحيوية وتأثيرها على المجتمع ومنشآت الرعاية الصحية على حد سواء، والتكاليف الباهضة التي ستلقي بأعبائها على المرضى. حيث أصبحت المقاومة المتزايدة حلقة مفرغة تفرض الحاجة للاستخدام المتكرر للعلاج واسع الطيف وتعزز أيضاً نفس السلالات المقاومة للحلقات اللاحقة.
كما سلط الأطباء الضوء على انخفاض فاعلية المضادات الحيوية في علاج الأمراض الشائعة الذي سجّل تسارعاً كبيراً خلال السنوات الماضية، ومع وصول سلالات غير قابلة للعلاج من الأمعائيات المقاومة للكاربابينيم، سوف يشهد العالم فجر حقبة ما بعد المضادات الحيوية.
وفي هذا السياق قال الدكتور سليمان العبيد، استشاري علوم الأحياء الدقيقة السريرية، ورئيس قسم علوم الأحياء الدقيقة بمستشفى قوى الأمن بالرياض في المملكة العربية السعودية: “إن استخدام المضادات الحيوية بمعدلات عالية في الدول النامية على مستوى الأفراد والمستشفيات والقطاع الزراعي يشكّل ضغطاً انتقائياً يؤدي للمحافظة على سلالات المرض المقاومة، مما يفرض ضرورة التحول نحو المضادات الحيوية ذات الطيف الأوسع والأكثر تكلفة.”
وأضاف: “بحسب منظمة الصحة العالمية فإنه يمكن الوصول للاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية فقط من خلال اتاحة القدرة للأفراد وللعاملين في قطاع الرعاية الصحية للوصول إلى معلومات موثوقة غير متحيزة عن الأدوية، فالوصول الشامل إلى معلومات موثوقة عن الأدوية يمكن تحقيقه بسهولة، وينبغي أن يكون حجر الزاوية في الجهود الرامية إلى تعزيز الترشيد في وصف المضادات الحيوية.”
هذا وتستمر وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية برفع درجة الوعي المجتمعي بمدى الضرر الناجم عن الإفراط باستخدام المضادات الحيوية وتشجيع الأفراد والعاملين في القطاع الصحي وصناع السياسات على اتباع أفضل الممارسات لتجنّب المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية.
من جانبه، قال هيثم الجمالي، مدير أعمال علم الأحياء المجهري في بيكمان كولتر: “نتطلع لتجهيز قطاع الرعاية الصحية بالقدرة على تخفيض حالات العدوى البكتيرية، وبنفس الوقت الحد من الاعتماد على المضادات الحيوية في العلاج.”
وفي المملكة العربية السعودية، تستمر وزارة الصحة في تعزيز توعية المجتمع بمدى ضرر الإفراط باستخدام المضادات الحيوية وتشجيع الأفراد والعاملين في القطاع الصحي وصناع السياسات على اتباع أفضل الممارسات لتجنّب المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية.
قبل اكتشاف البنسيلين، تم التعرّف على سلالات مقاومة من البكتيريا، واستخدام ملايين الأطنان من المضادات الحيوية على مدى 75 عاماً منذ اكتشافها تسبب بما يسمى بالضغط الانتقائي، مما جعل البكتيريا المتسببة بالأمراض تقاوم المضادات الحيوية المستخدمة عادة في علاجها. كما يتسارع التطور لمقاومة البكتيريا بشكل واضح في حالة المضادات الحيوية من مستوى بيتا لاكتام، فحتى الآن، تم التعرف على ما يقارب 1000 صنف من أصناف بيتا لاكتاماز التي تبدي مقاومة للمضادات الحيوية وتبطل مفعولها، وهو زيادة بما يعادل عشرة أضعاف عمّا كان عليه الوضع قبل العام 1990.
وأشار الباحثون أيضاً إلى أن عدم الالتزام بنظافة اليدين هو أحد المسببات لانتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. لهذا السبب، على سبيل المثال، تنصح السلطات الصحية المسافرين إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج – حيث يجتمع ملايين الأفراد من كافة أنحاء العالم – بزيارة الأطباء قبل سفرهم للتحقق من حالتهم الصحية والتقليل من خطر إصابتهم عوضاً عن اضطرارهم للعلاج بالمضادات الحيوية لاحقاً.
كما ولا تزال العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية حول العالم تفتقر بشكل كبير لتطبيق إجراءات النظافة، بينما ما تزال العوائق الثقافية وغيرها من الأسباب التي تعيق تطبيق هذه الإجراءات بحاجة إلى دراسة أعمق. وتبقى تدخلات السيطرة على العدوى بحاجة إلى تطوير وإعادة تقييم في حقبة تشهد تحولاً متسارعاً للبكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة والعناصر الوراثية المتحركة المقاومة للمضادات الحيوية.
ومع تزايد ندرة الابتكار في مجال المضادات الحيوية بوقتنا الحالي، يجب أن يكون السوق مدعوماً بأدوات الاستعداد المناعي لمقاومة الجراثيم حتى يكون قادراً على مواجهة سلالات البكتيريا المقاومة، وهو الأمر الذي يقدّم نتائج قوية ويسرّع من تحسين العلاج وتطويره، كما يحتاج نظام الرعاية الصحية لتخصيص استخدام المكونات الحالية والحدّ من صرف المضادات الحيوية دون وصفة دوائية.
وبالنسبة لإطار العمل، يجب على كافة أخصائيي الرعاية الصحية ضمان بقاء السجلات الطبية دقيقة ومنظمة وواضحة، حيث يؤدي الاحتفاظ بالسجلات بشكل غير دقيق أو غير منظّم إلى عواقب وخيمة على المريض وكافة المعنيين بالرعاية به، إذ يجب ألا يقتصر تركيز الممارسات السريرية الفعالة على مشاكل الأنظمة التقنية، بل يجب أن يتعداه ليشمل العامل البشري أيضاً، فالاتصالات الجيدة تشجّع على التعاون وتساعد في تجنّب الأخطاء. ومن الضروري أن تقيّم منظمات الرعاية الصحية مواطن ضعف الاتصالات الممكنة، وأن تعمل جاهدة لتقديم برامج ومنافذ تساعد في تحسين التعاون بين أعضاء فريق العمل. وعند التعامل مع هذه المشكلة وحلّها، تمتلك منظمات الرعاية الصحية فرصة في تطوير النتائج السريرية لديها بشكل كبير.
دور التشخيص
بشكل عام، إن تطوير مختبرات الأحياء الدقيقة يسير على قدم وساق، فقد انصب التركيز في التطويرات الأخيرة على سرعة الفحوصات وأتمتة المختبرات. ومن حيث التقليل من وقت الفحوصات، تم تطوير عدد من الأساليب مثل الفحوصات المعتمدة على تفاعل البوليميراز المتسلسل وفحوصات نقاط الرعاية المتعددة وقياس الطيف الكتلي بتقنية MALDI-TOF على سبيل المثال. هذه الفحوصات تتحرى عن الجراثيم المسببة للأمراض وتكمّل الأساليب التقليدية لكونها تتحرى فقط عن مسببات الأمراض التي صُمم من أجلها الفحص.
تعليقاً على ذلك، أضاف الجمالي: “من الضروري تشجيع أساليب التشخيص التي تقلل من استخدام المضادات الحيوية وتحدّ من طيفها، حتى إذا كانت هذه الأساليب لا تمتلك فائدة مباشرة على النتائج السريرية، بيد أن التخفيف من ضغط المضادات الحيوية يمكن يساعد في الإبطاء من تحريض وانتشار المقاومة.”
وقد يساعد تقييد استخدام المضادات الحيوية إلى ما دون عتبات مجموع الاستخدام المحددة مُسبقاً في إزالة الضغط الانتقائي الذي يحافظ على مقاومة الجراثيم للأدوية ضمن المجموعات السكانية. وتخضع برامج الإشراف الوطني على المضادات الحيوية وبرامج السيطرة ومكافحة العدوى للتقييم، ويُقاس تأثيرها على كثافة انتشار الكائنات المقاومة للأدوية المتعددة في منطقة معينة.
وللإبطاء من ظهور البكتيريا المقاومة وتجنب انتشارها وتعزيز الجهود الوطنية والدولية للتعريف والإبلاغ عن حالات مقاومة المضادات الحيوية، تظهر الحاجة لدعم تقني كافي، على غرار حلول الأتمتة والتكامل في كافة عمليات مختبرات علم الأحياء المجهرية، لتطوير الإنتاجية والانسيابية في سير العمل، بالإضافة إلى توفير نتائج دقيقة للطبيب السريري لتقديم رعاية أفضل بالمريض. هذه الحلول يمكنها مساعدة الأطباء الممارسين على التركيز بشكل أكبر والتوفير بوقتهم ومواردهم ذات الأهمية الكبيرة. والأمر لا يتعلق بالتقنية وحدها، بل النظام بأكمله بحاجة إلى توفير الإجراءات والأدوات والتعليم والبرامج المخصصة لزيادة كفاءة الموظفين وفاعليتهم وإنتاجيتهم.
في هذا السياق، يوفر نظام MicroScan WalkAway plus System من بيكمان كولتر أداءً ومصداقيةً عاليان للتعرف المؤتمت (ID) واختبار الحساسية للمضادات الحيوية (AST). هذا الحل المتخصص قابل للتكيف والتطوير لتلبية الاحتياجات المخبرية، وتدعمه 30 عاماً من الخبرة في التعرف المؤتمت واختبار الحساسية للمضادات الحيوية.
ومن خلال تقنية MicroScan، يمكن لأخصائي الأحياء الدقيقة التحكم بنمو البكتيريا، فطريقة الانتشار القرصي هي نهج مرئي عالي لاختبار الحساسية للمضادات الحيوية وتوفّره تقنية MicroScan بشكل مؤتمت وسهل.
كما تساعد تقنية تركيز المثبّط الأدنى (MIC) المتطورة على تحري المقاومة الناشئة عند حدوثها وتقديم نتائج دقيقة دون الاعتماد على كل من البيانات التاريخية أو تقنية تركيز المثبّط الأدنى الافتراضية. وتعرض التقنية البيانات وتفسرها أيضاً، كما تتيح لأخصائيي الأحياء الدقيقة والأطباء القدرة على تخصيص استراتيجياتهم المضادة للجراثيم، وهو الأمر الذي ينتج عنه فحوص مُثبتة وذات معدل تكرار أقل. وتعمل التقنية على إتاحة المجال أمام ممارسي الرعاية الصحية للحصول على إجابات صحيحة من المرة الأولى.