خبراء كلية لندن لإدارة لأعمال: عام جديد مليئ بالتحديات، مع مزيد من التغييرات القادمة
تم النشر في الأحد 2017-01-29
قدم كبار المفكرين والخبراء لدى كلية لندن لإدارة الأعمال وجهات نظرهم حول التحديات والفرص التي ستواجه الشركات خلال عام 2017، وذلك في ظل عدم اليقين المستمر حول تأثيرات ومستقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف باسم “Brexit” ومتغيرات الاقتصاد العالمي وصولاً إلى التحولات الكبيرة في الثقافات التنظيمية والفرص المسببة لاضطرابات الأسواق، وفيما يلي بعض مما يمكن أن يشهده العام الحالي:
الفرص المسببة لاضطرابات الأسواق / كوستاس ماركيديس، بروفيسور الاستراتيجية وريادة الأعمال ومدير كلية التعليم التنفيذي
“إن عام 2017 سيكون عاماً من الاضطرابات، حيث سيعاني كل قطاع من الانقطاعات والاضطرابات، سواء كان ذلك في دخول نماذج تجارية جديدة أو وصول تقنيات حديثة متطرفة. ومن أجل مواجهة هذا التحدي وجهاً لوجه، سيكون الجميع بحاجة لأن يسألوا: “كيف يمكن أن نرد على هذه الاضطرابات وإدخال التغيير الجذري ضمن منظماتنا؟ وهنا سيكون النجاح من نصيب البعض والفشل من نصيب البعض الآخر، كما أن الشركات التي تحمل احتمالاً أكبر للنجاح هي تلك التي ترى في اضطراب الأسواق فرصة لاستغلال وخلق التحيز للعمل في مؤسساتهم وبث شعور إيجابي للاستعجال والسرعة. وبذلك ستعمل هذه الشركات على تطوير استراتيجية للاستجابة من خلال نسيان أعمالها التجارية القائمة وبدء التفكير في نطاق ريادة الأعمال، والوصول إلى المهام بطريقة العقلية الهجومية وليس الدفاعية. كما أنها تحاول إيجاد طرق مبتكرة لاستغلال الاضطراب الحاصل من خلال إدخال كل موظف للمساهمة في المعركة من خلال توفير بيئة داعمة والرعاية اللازمة، وهو ما يعتبر أمراً طويل الأمد، جاعلاً 2017 عاماً مشجعاً للمشاهدة ومتابعة الأحداث التي ستحصل”.
الشركات التي تظهر ثقة عالية / ريتشارد جولي، بروفيسور مساعد في السلوك التنظيمي
“أقوم بالتركيز الكبير على الماهية الحقيقية للشركات الناشئة في يومنا هذا، وسنستمر خلال العام المقبل في رؤية الشركات التي تحظى بانتعاش وازدهار والتي هي ذاتها التي تظهر ثقة عالية وهذه الثقة في الوقت ذاته لا يمكن اعتبارها ثقة مفرطة ولا ثقة ناقصة بل هي متوازنة بالمطلق. هناك العديد من الخصائص الرئيسية التي تتطلبها الشركات لتتمكن من البقاء على أرضية متوازنة وتتمثل هذه الخصائص في أنه يجب على هذه الشركات أن تحصل على وضوح كامل في الأهداف، حيث يتمكن الجميع في الشركة من لعب أدوارهم ضمن نقاط القوة مع قدرة الشركة على خلق ثقافة التعاون بحيث يعرف الناس أنه يمكنهم دعم الآخرين وتفعيل إحساس التحدي في الوقت ذاته. إن جميع الموظفين لا يعتمدون على المعرفة والخبرة للنجاح ضمن الشركات التي تظهر ثقة عالية، بل يقومون بإنشاء علاقات فاعلة مع بقية الموظفين ضمن مستويات عالية من الثقة من خلال الاستماع والانفتاح على الأفكار من جميع أنحاء الشركة بالإضافة إلى تطوير مستويات عالية من المرونة الفردية والتنظيمية من خلال القدرة على التعامل مع متطلبات الشركة المتغيرة. وفي هذه الحالة وإذا كانت الشركات تستطيع أن تفعل كل ذلك فإنه سيكون ذلك جيداً للتمتع بسنة مذهلة”.
شركات “اليونيكورن” تطرح أسهمها للاكتتاب العام / جون مولينز، بروفيسور مشارك في الممارسات الإدارية للتسويق وريادة الأعمال، ومؤلف كتاب “الأعمال بتمويل العملاء
“في عام 2017، من المحتمل أن نرى ما لا يقل عن بضعة من شركات اليونيكورن التي تحمل قيمة مرتفعة، تقوم بطرح أسهمها للاكتتاب العام، خاصة أن أصحاب رؤوس الأموال التأسيسية يريدون رؤية بعض من السيولة على استثماراتهم. وهي على الأغلب شركات مثل Airbnb، UBER، DropBox، وغيرها من الشركات التي ستشهد استقراراً بعد أن تغدو شركات مساهمة عامة، وعما إذا كان أي من هذه الاكتتابات العامة الأولية سيخلق تداعيات غير مرغوب بها في جعل رأس المال التأسيسي متاحاً لتقنيات أحدث وغير الواضح في الوقت ذاته ضمن مراحل مبكرة، وبصرف النظر عن تلك الموجودة في وادي السيليكون أو في عدد قليل جداً من النقاط التمويلية الساخنة الأخرى في جميع أنحاء العالم، فإنه في العام 2017، سيكون على معظم أصحاب المشاريع مواصلة التمويل والنمو لمشاريعهم الحديثة على الطريقة القديمة، كما هي الحال في مايكل ديل وبيل غيتس وبول ألين لمايكروسوفت وذلك باستخدام أموال عملائها”.
حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي / ليندا يويه، بروفيسورة مساعدة في الاقتصاد
“من المرجح أن يكون 2017 عاماً من التحديات على الاقتصاد العالمي، خاصة أن الاقتصادات الكبرى تواجه حالة من عدم اليقين السياسي، كما أن الاقتصاد الأمريكي سيشهد تحديات مع الرئيس الجديد الذي يحمل ردود فعل عنيفة ضد العولمة، وهذا من شأنه أن يحبط الصفقات التجارية. وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن تشهد العولمة تراجعاً، إلا أن عدم إحراز تقدم فيما يخص فتح الأسواق وارتفاع نزعة الحاجة إلى الحماية يمكن أن يسهم في إطالة أمد نمو التجارة الراكدة من العام الماضي. أما الصين، والتي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لا تزال تعاني من مخاوف من تباطؤ النمو وارتفاع مستويات الديون ويمكن أيضا أن نشهد فيها تعزيزاً للسطلة الموجودة لدى رئيسها وهو أمر يزيد مستويات عدم اليقين، ومن المرجح أن تستمر الحكومة الصينية في استخدام الحوافز المالية لتعزيز النمو خلال عام 2017، على الرغم من المخاوف حول ما يمكن أن تضيفه الاستثمارات في الديون، وأخيرا، فرنسا وألمانيا وغيرها ستشهد خلال العام الحالي انتخابات أو استفتاء مع رؤية تغييرات في الحكومة في وقت حاسم لمنطقة اليورو، من جانبها، تخطط المملكة المتحدة لتحريك محادثات رسمية حول خروجها من الاتحاد الأوروبي Brexit بحلول مارس 2017. وبالنسبة لجميع هذه الدول، فإن أهمية الرياح السياسية المعاكسة تأتي بالقدر ذاته للإصلاح الاقتصادي في عام 2017”.
مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit) / مادن بيليوتلا، بروفيسور في السلوك التنظيمي
إن المحادثات الجارية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بمصطلح “Brexit” يمكن أن تصبح عملية مطولة إذا ما كان أي طرف من الأطراف غير مستعد لتقديم تنازلات، خاصة أن جميع الأطراف لم تتفق على شيء بعد سنة ونصف، وسيكون هناك شعور بالإلحاح، مع شعور الذعر الذي ينتاب سكان المنطقة بالإضافة إلى الصفقات التجارية التي يتم الكشف عنها بسرعة. إن القلق بالنسبة لي هو أن تصبح المفاوضات هزلية. وإن أفضل نتيجة لكلا الطرفين هو أن يكون هناك فكرة واضحة عن ماهية حاجة تلك الأطراف قبل بدء المحادثات، وذلك لضمان الانفصال النظيف. وإن أفضل أمل تحمله المملكة المتحدة هو أن يمتلك الاتحاد الأوروبي مجموعة قوية من المفاوضين مع مواقف محددة وواضحة، وهذا ما يجعل المملكة المتحدة قادرة على إنهاء هذه المفاوضات واتخاذ التدابير التابعة بسرعة. وعلى كلا الجانبين هناك حاجة ملحة لضرورة وجود الوعي الكامل لدى السكان لإبعاد أي حالة من الإهانات الشخصية التي يتم قذفها قبل التصويت على انفصال بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبدء التدابير العملية في ذلك. ولكن هذا الأمر يعتبر سهل في الكلام وليس الفعل فكثير من سكان المملكة المتحدة من الأصول الأوروبية يشعرون بشيء من الرفض، وهذا أمر كان من الصعب أن يتم تجاوزه. إن هذا التصويت الإيجابي لم يكن للتأكيد على استقلال المملكة المتحدة في العالم، بل إنه رفض لحالة الاتحاد الأوروبي. وهنا يأتي السؤال: هل يستطيع ممثلي الاتحاد الأوروبي أن يتجاوزا الأمر ويعتبرونه شيئاً قد مضى ويتابعون قدماً؟