خادم الحرمين يدشّن مركز الصناعات التعدينية في وعد الشمال
تم النشر في الخميس 2018-11-22
دشّن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، اليوم الخميس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، المرحلة الأولى من منظومة مشاريع مدينة وعد الشمال الصناعية، في محافظة طريف، واضعًا بذلك علامة فارقة في إستراتيجية أرامكو السعودية بعيدة المدى لزيادة إمدادات الغاز التي تُسهم في دعم برنامج التنوّع الاقتصادي بالمملكة ورفع معدلات نمو القطاعات المختلفة.
وحضر مراسم التدشين عددٌ من أصحاب السمو الملكي، والوزراء ونخبة من قيادات القطاعات الاقتصادية، ووفد من أرامكو السعودية بقيادة رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر.
وستشهد “وعد الشمال” ميلاد مدينة صناعية جديدة تبعُد 30 كيلومترًا غرب مدينة طريف والتي من المقرر أن تصبح مركزًا لقطاع التعدين. وستصبح مدينة وعد الشمال التي تمتد على مساحة 440 كيلو متر مربع، وتضم حاليًا مرافق لمعالجة الفوسفات، نواةً لمشاريع عملاقة من شأنها أن تُسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي والصناعي في المنطقة النائية شمال المملكة، وذلك من خلال تطوير أعمال جديدة في قطاع التعدين والمعادن وإنشاء صناعات تكرير ومعالجة ذات قيمة مضافة، كصناعة الزجاج والمواد البلاستيكية.
وتشير التقديرات إلى أن مشاريع وعد الشمال ستؤدي إلى تحقيق زيادة في إجمالي الناتج المحلي من القطاعات غير النفطية تصل إلى 24 مليار ريال سنويًا، ما يعادل 3% في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. ومن المتوقع توليد حوالي 30 ألف فرصة عمل للشباب السعودي، وخاصة من أبناء المنطقة.
وبمناسبة هذا التدشين، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: “نحن في غاية السعادة بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، منطقة الحدود الشمالية، لتدشين المشروع الصناعي العملاق “وعد الشمال” بالقرب من مدينة طريف. وأرامكو السعودية هي واحدة من شركاء النجاح في هذا المشروع التنموي الهائل.”
وذكر المهندس أمين الناصر أن إسهام أرامكو السعودية تركَّز في هذا المشروع باستثمارات بلغت أكثر من 10 مليارات ريال لتطوير أول منظومة في المملكة وفي المنطقة العربية لإنتاج وتوريد الغاز غير التقليدي. هذه المنظومة بدأت بإنجاز أول معمل في مايو 2018م بطاقة تقدر بنحو 55 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، وسيتم خلال الشهور القادمة خلال العام 2019م إضافة 4 معامل كي يرتفع الإنتاج تدريجيًا إلى أكثر من 190 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. ويُستخدم الغاز بشكل أساسي في مشروع وعد الشمال لتوليد الكهرباء، كما سيتم استخدام حصة من الإمدادات المستقبلية وفقًا للترتيبات مع وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية كلقيم للصناعات التحويلية في وعد الشمال. لذلك فإننا نعتبر هذا اليوم، الذي يشرفنا فيه خادم الحرمين الشريفين، يومًا تاريخيًا بمعنى الكلمة بما في ذلك اعتزازنا العميق بأن طاقة الغاز غير التقليدي التي حباها الله للمملكة تتدفق لأول مرة على نطاق تجاري داعمة للتنمية والازدهار.
وأكد المهندس أمين الناصر أن هناك عدة عناصر رائدة تُميِّز مشروع تطوير منظومة الغاز غير التقليدي لوعد الشمال، منها على سبيل المثال أنه أول مشروع للغاز في المملكة يتم فيه استخدام كامل أنابيب خطوط الجريان وهي بطول 300 كم من مواد لامعدنية، وهذه المواد لها ميزة في الاستدامة وخفض تكاليف الإنشاء والصيانة. كما تتم أعمال التحكم والسيطرة لمنظومة إنتاج الغاز عبر تقنيات غاية في التطور الرقمي وتشمل شبكة تتضمن 50 بئرًا ومرافق إنتاج ومعالجة تنتشر على أبعاد تتراوح بين 70 إلى 120 كم من مجمع وعد الشمال. ومما يسعدنا أن جميع مرافق منظومة غاز وعد الشمال يتم تشغيلها وصيانتها بكفاءات سعودية 100%، وغالبيتها من أبناء المنطقة. كما أن المشروع تم إنجازه قبل الجدول الزمني وبأقل من التكاليف المتوقعة وبمعايير متميزة.
ويشير الإنتاج التجاري للغاز الطبيعي إلى أول مرحلة مهمة من مراحل تنفيذ أرامكو السعودية لبرنامج استخراج الموارد غير التقليدية.
وقال مدير عام الموارد غير التقليدية في أرامكو السعودية خالد عبدالقادر: “لقد حققت الشركة إنجازات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية باعتمادها على ثلاث ركائز أساس، وهي: إستراتيجية تجنّب المخاطر، وخلق نماذج أعمال ذات أهداف محددة، وبناء قدرات الأفراد والإمكانات التقنية.
وأضاف العبدالقادر : “نجحت الشركة في مناطق كشمال المملكة في تسويق إمدادات الغاز لدعم مشاريع وعد الشمال الصناعية وتعويض الزيادة في حرق السوائل لتوليد الطاقة الكهربائية في المنطقة”.
وقد تمكّنت دائرة الموارد غير التقليدية من إنجاز عدد من الآبار، وتمديد خطوط أنابيب يزيد طولها على 300 كيلومتر وبناء مرفق سطحي للمعالجة بالإضافة إلى البنية التحتية الخاصة به، في حين ستدخل مرافق المعالجة السطحية المتبقية، والبالغ عددها أربعة مرافق، حيّز التشغيل مع نهاية عام 2018م.
يُشار إلى أن إنتاج الغاز غير التقليدي بالقرب من مدينة طريف سيكون بديلًا لحرق المواد الهيدروكربونية لأغراض توليد الطاقة الكهربائية. وسيؤدي ذلك إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وسيوفر في الوقت ذاته مخزونًا من المواد الهيدروكربونية للتصدير بهدف تحقيق قيمة أكبر. علاوة على ذلك، ستستفيد فرق تطوير الموارد غير التقليدية الأخرى في المملكة، ومنها حقلي جنوب الغوار والجافورة، من أفضل الممارسات والخبرات المطبقة في هذا المشروع، وستسهم هذه المساعي في زيادة إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030.
وتمتلك أرامكو السعودية تجربة فريدة في مجال الغاز غير التقليدي في شمال المملكة، حيث استطاعت أن تسخّر التقنية مراعاةً للبيئة المحلية هناك، فيما ساعد نموذج الأعمال في التعاطي مع الجانب المهم للتعاون بين مختلف دوائر الشركة وإداراتها.
وبفضل التقنيات الحديثة والرائدة عالميًا، أصبح بإمكان أرامكو السعودية زيادة فرصها في اكتشاف الغاز، وتقليل أعمال الحفر، والوقت، والتكلفة بنسبة 70%.