حصان طروادة في سوق الأسهم
تم النشر في الجمعة 2020-05-22
عبدالله الجعيثن
وهو أكبر حصان في العالم يزن عشرات الأطنان، حصان خشبي مُجوّف، أسطوري، يُرمز به لعدة أمور أهمها التسلل بخفية داخل الحصان الأجوف .. حسناً، ما علاقة أسواق الأسهم بهذا الحصان؟
العلاقة أنه،، قد،، وضع خطاً تحت الكلمة، قد يتم التسلل لشاشة الأسهم إما عن طريق إدخال مزيد من العقارات في بعض صناديق الريت ليسهل تسييلها عبر الشاشة حين يصعب ذلك في سوق العقار، ويكون تقييمها أعلى من قيمتها الحقيقية أحياناً، خاصة أن خبراتنا في التقييم لاتزال ضعيفة، وربما مُخترقة في بعض الأحيان، ولعل تأجيل هيئة سوق المال تقييم عقارات الشركات المساهمة بقيمتها العادلة يعود لمعرفتها بصعوبة التقييم الموضوعي في سوق عقاري متقلب، ولقلة خبرتنا في تقييم الأصول إلى حدّ ما، وهو تأجيل سليم، وقد، وتحتها خط أيضاً، تشتري شركة مدرجة شركة أخرى غير مدرجة، ليحصل أصحاب الأخيرة على ميزة الدخول في سوق الأسهم السائل، طبعا هناك أنظمة للاستحواذ، ومطالبة بالتحقق ونفي الجهالة، ولكن، قد، وهذي تحتها خط!، تتسلل شركة إلى سوق الأسهم كما تسلل حصان طروادة، لكونها مقيمة بأعلى من قيمتها، أو كون ماضيها وحاضرها أفضل من مستقبلها بكثير، وهذا، قد، يحصل أيضا في بعض الشركات المتقدمة لطلب الاكتتاب .
وربما دخل حصان طروادة بعض الشركات من الباب أو الشباك، بسبب سوء الإدارة والاستخفاف والإهمال، فتظل تلك الشركات تسجل خسائر عاماً بعد عام، وكبار المدراء فيها يستلمون رواتب كبيرة ومكافآت وحوافز تصل ملايين، على ماذا يا حسرة! على تخسيرهم المتواصل للشركة! شين وقوة عين! مع أن الشركة قامت على دراسة جدوى تُثبت أن مجالها مربح، ومع وجود شركات في قطاعها ونفس اختصاصها تربح عشرات الملايين، وتوزع بانتظام على المساهمين، بل وتمنحهم أسهما مجانية أحيانا، لحسن إدارتها المتصفة بالكفاءة والإخلاص، لكن تلك الشركات المماثلة في النشاط لا تحقق غير الخسائر، حتى أصبح المساهمون لا يرجون منها أي خير، ولا يسلمون من شرها، فهم لا يشعرون إلا وقد دخلت عليهم بحصان طروادة، تطلب منهم دفع المزيد من النقود، تخفض رأس المال ثم ترفعه، فالطالب مطلوب، فمن ساهم فيها أو شرى انتظاراً أن تدفع له مالاً، صارت هي التي تطالبه بدفع المزيد من المال ! وربما طالبته بذلك أكثر من مرة ! وعليه أن يدفع ثمن فشل الإدارة والإهمال ! فيحتار المساهم في هذه الشركة التي أصبحت محرقة نقود ! إن باع فهو خسران، وإن بقي فليركب الصعب ويدبر أموالاً يعطيها لهم صابراً غير مشكور ولا شاكر، حصان طروادة واحد وبعض الشركات المدمنة الخسائر لديها أكثر من حصان أجوف، والله يخلي جيب المساهمين، يملؤون جوف الحصان الذي سرعان ما يذبحه الجوع !
في عالم المال والأعمال قد تحدث بعض العجائب التي تفوق أعجوبة حصان طروادة الأسطوري !
عن الرياض