جمعيات حفظ النعمة بدون تنسيق
تم النشر في الأربعاء 2020-01-22
عبدالرحمن المرشد
بالشكر تدوم النعم، ومن تمام المحافظة على النعمة إكرامها وعدم رميها في براميل النفايات أو في الشوارع، بل إيصالها لمستحقيها من المحتاجين الذين لا يسألون الناس إلحافا خاصة وأن تلك الأكلات جديدة ونظيفة ومنوعة بكافة الأصناف، وقد شاهدت بعض المطاعم المشهورة ـ في مبادرة جميلةـ تقوم بتنظيف وتغليف الأكل المتبقي للغداء أو العشاء وتضع لافتة مكتوب عليها (إذا لم تستطع الدفع أكلك علينا) وتخصص ممرا خاصا يستلم منه المحتاج الأكل متمنيا أن تحذو بقية المطاعم وقصور الأفراح حذوها كمبادرة منها بغية الأجر من الله عز وجل.
لدينا ولله الحمد استشعر الكثير من الغيورين ما يحصل من هدر للنعمة التي تتجاوز مئات الأطنان ويتم رميها برغم صلاحيتها للاستهلاك ووجود من يستحق سواء من المواطنين أو المقيمين، وقامت بناء على ذلك العديد من جمعيات حفظ النعمة في كافة مناطق المملكة والتي تؤكد أن هذا البلد وطن الخير والعطاء والتكافل الاجتماعي، ولا ننكر دور وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي سارعت بالتصريح لمثل تلك الجمعيات مستشعرة أهميتها ودورها الاجتماعي حتى وصل عددها إلى أكثر من 30 في مختلف مناطق المملكة، حيث يوجد في المدن الرئيسية أكثر من جمعية تقدم أدوارها المهمة في إيصال النعمة بطريقة حديثة ومرتبة ونظيفة لكافة المحتاجين، ولكن مما يقلص من أدوارها المهمة على المستوى الاجتماعي هو عدم التنسيق بين تلك الجمعيات مما يقلل من فرص توزيع المساعدات بالشكل المناسب، فبعض الأسر ربما تأخذ أكثر من مساعدة وأخرى لا تأخذ إلا القليل، أيضا التنسيق مهم لعمل قاعدة بيانات لكافة المحتاجين وإرسالها لبقية الجمعيات الأخرى في مجال الملابس والكسوة والأغذية وغيرها؛ لتستفيد منها في حصر الأسر المحتاجة وكذلك بما يحقق التعاون والتكامل وتطوير القدرات، وأيضا العمل على تنظيم لقاءات سنوية للجمعيات المعنية بحفظ النعمة لتبادل الأفكار والخبرات وتطوير العمل وتوحيد المعايير والمصطلحات المستخدمة في مشاريع وبرامج حفظ النعمة، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالحد من الهدر وحفظ النعمة بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وكذلك من الضروري تفعيل الدور الإعلامي لتلك الجمعيات الذي يصب في الجانب التوعوي وأهمية طلب الكميات المناسبة من الأكل لعدد الضيوف وعدم التباهي والإسراف بالنعم كما يحدث حاليا من البعض، وفي النهاية يتم رمي تلك المأكولات بدون خوف من الله عز وجل.
يوجد ولله الحمد وعي مجتمعي بهذا الخصوص ولكن يتطلب تذكيرا وتحفيزا، وللحق فإن أغلب المناسبات التي حضرتها أو سمعت عنها يوجد اهتمام بتلك المسألة وهذا عائد إلى ما يستشعره المجتمع من أهمية الحفاظ على النعمة، فالبشكر تدوم النعم، ولا ننسى دور تلك الجمعيات والقائمين عليها نظير جهودهم الكبيرة فلهم كل الشكر والتقدير.
عن الزميلة اليوم