ثقافة الحجر المنزلي
تم النشر في الثلاثاء 2020-03-31
صيغة الشمري
عندما نعي بأن ما نمر به هو ظرف يمر به جميع سكان الكرة الأرضية جمعاء وليس ظرفاً يخصنا وحدنا وفوق هذا هو حجر منزلي تم اتخاذه من أجل سلامتنا لذلك يجب أن تختلف سلوكياتنا وتتسم بالإيجابية لعدة أسباب أهمها بأن الإيجابية هي خيار العاقل من الناس وبالذات عندما تتعلق الأمور بالمناعة فلا مثل الإيجابية يزيدها في مواجهة هذا الفيروس الذي يحتاج كل شخص منا إلى رفع مناعته كونها خط الدفاع الأول بعد الله، لا يجب أن نكون عالة على مجتمعنا بمحاولة خرق هذا الحجر المنزلي سواء بالخروج من غير سبب ضروري ولا يجب أن نكون عالة على الرأي العام بتسجيل مقاطع أو كتابة تغريدات سلبية وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونحن تحت تأثير السلبية وعدم الإحساس بالمسؤولية، كما لا يجب أن نكون عالة على أهلنا ومن يشاركنا الحجر المنزلي في تفريغ قلقنا وحالاتنا النفسية بهم دون إحساس بأنهم مثلنا يشاركوننا نفس الوضع بسلبياته وإيجابياته.
هذه الأزمة بالذات قدمت درساً كبيراً في أهمية الفرد داخل منظومة المجتمع وتأثير سلوك الفرد سواء كان إيجابياً أو سلبياً على باقي أفراد المجتمع، ما يحدث الآن للبشرية هو درس عميق بكل ما تعني الكلمة من معنى، من أهمها بأننا في حجرنا المنزلي تعرفنا على جوانب لم نكن نعرفها بشكل كبير عن بعضنا وعن أحبتنا، ظهرت الكثير من الصفات التي لا تظهر سوى في الأزمات والمواقف، هناك من يشاركك بوعي وتعايش ليجعل الحجر عليك برداً وسلاماً وهناك من يزيد عليك الحجر حجراً ليمر اليوم وكأنه سنة ببطء وملل وقلق.
في كل شؤون حياتنا نحتاج لثقافة تعايش مع الآخر، فما بالك في مثل هذا الظرف الاستثنائي الذي يحتاج منا لجعل الحجر المنزلي مليئاً بالذكريات الجميلة لأنها فترة سترحل وسيبقى منها ذكرياتها فالأفضل أن تترك لك ذكريات جميلة مع وطنك ومجتمعك ومن يشاركك الحجر المنزلي، سنحتفل جميعاً بإذن الله بزوال الغمة وبدرس مفيد وعميق.
عن الزميلة الجزيرة