توقعات الباوند دولار وسط غموض السياسة النقدية في انجلترا
عنوان: رانيا جول - محلل أسواق في XS.com
تم النشر في الجمعة 2024-03-22خلال تعاملات اليوم الجمعة، يتذبذب زوج استرليني/دولارحول مستوى 1.2602، بعد موجة انخفاض كبير. حيث لم يجد بنك إنجلترا(BoE) بعد أسبابًا قوية لخفض سعر الفائدة، مما يشير إلى نيته في الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول لدعم استمرار الهبوط بوتيرة معقولة نحو مستوى التضخم المستهدف للبنك المركزي البريطاني. وأعتقد أن السياسة النقدية لبنك إنجلترا لا تزال مقيدة.
ففي اجتماعه الأخير، أبقى سعر الفائدة ثابتًا عند 5.25% سنويًا، دون تغيير.ويبلغ هدف التضخم الأساسي للبنك 2%. كما تشير التوقعات الرسمية إلى أن مؤشر أسعار المستهلك في المملكة المتحدة سيصل على الأرجح إلى هذا الهدف بحلول الربع الثاني من عام 2024، مع عدم توقع حدوث تغييرات سريعة في مواقف السياسة النقدية مما يجعل البيانات الاقتصادية والأرقام بمثابة عاصفة تضرب الأسواق في كل مرة.
ومن وجهة نظري فإن الأسواق تعيش الآن “خيبة أمل” لأن بنك إنجلترا لم يقدم أي معلومات حول سياسات نقدية مستقبلية جديدة، في حين أن البنوك المركزية الرئيسية في جميع أنحاء العالم بدأت (على الأقل لفظيا) في التحرك نحو الحفاظ على تشديد السياسة النقدية بوضوح. وبقي بنك إنجلترا مختلفاً ومبهماً، بعد تمسكه بنهج “الانتظار والترقب” المحافظ والحذر المغطى بالغموض.
وأعتقد على الأرجح أن يستمر بنك إنجلترا في استراتيجيته الحالية حتى نهاية النصف الأول من العام 2024. وسيبقى ينتظر رؤية نتائج رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وسيراقب ردود أفعال العملة قبل النظر في أي خطوات نحو التشديد على أساس بيانات وأرقام واتجاه التضخم في المستقبل.
فقد قال محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، إن الاقتصاد ليس في مرحلة تستطيع فيها لجنة السياسة النقدية خفض أسعار الفائدة، ولكن الاقتصاد يتحرك على المسار الصحيح. لذا فإن البنك المركزي البريطاني سيحتاج إلى المزيد من الأدلة على اعتدال نمو الأجور قبل البدء في خفض أسعار الفائدة. في الوقت الذي تستمر فيه الأسواق بتسعير تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، وهذا يؤثر على الجنيه الإسترليني ويعمل بمثابة ضغط سلبي واضح على أسعار زوج جنيه استرليني/دولار أمريكي.
ومن ناحية أخرى، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة ثابتًا عند 5.25-5.50٪ في اجتماعه في مارس يوم الأربعاء الماضي، لكنه كان واضحاً في شكل سياسته النقدية المستقبلية مع احتفاظه بمتوسط توقعات ثلاثة تخفيضات في عام 2024. وأصبح قريباً جداً من تقديرات الأسواق مع احتمالات بنسبة 80٪ تقريبًا بأن الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في عام 2024 بشهر يونيو.
وفي بيانات أمس، وصل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي العالمي المركبS&P الأمريكي إلى 52.5 في مارس من 52.5 في فبراير. وهو أعلى من توقعات السوق عند 51.8. كما انخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات إلى 51.7 في مارس من القراءة السابقة البالغة 52.3، وهو أضعف من المتوقع عند 52.0، مما جعل الأسواق في حالة من الحيرة والضعف خاصة مايتعلق بحركة مؤشر الدولار الأمريكي بعد ارتفاعه مؤخراً.
ومن وجهة نظري تنتظر الأسواق عاصفة من التذبذبات السعرية اليوم، مع ترقب السوق لأرقام مبيعات التجزئة لشهر فبراير في المملكة المتحدة. وترقب حديث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومايكل بار في وقت لاحق من اليوم الجمعة. كما سيكون هناك فرص في الأسواق ناتجة عن البيانات حيث توجد فرص للتداول على زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي لكن يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة وقوية وادارة مخاطر سليمة وحكيمة.