تكريم رواد سلامة الطائرات في اليوم العالمي للمراقب الجوي
تم النشر في السبت 2016-10-22
احتفلت الهيئة العامة للطيران المدني باليوم العالمي للمراقب الجوي حيث أقامت احتفالات متزامنة في مركز المراقبة الجوية بجدة والرياض، والأكاديمية السعودية للطيران.
وعبر وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني سليمان الحمدان عن شكره وتقديره لكافة العاملين بالمراقبة الجوية، واعتبر أنهم ثمرة من ثمار الاستثمار الحقيقي في بناء قدرات الإنسان السعودي، وهم الثروة الحقيقة للوطن، إذ خضعوا لعدد من البرامج التعليمية والتدريبية التي وفرتها لهم الهيئة، سواء عبر الأكاديمية السعودية للطيران المدني أو عبر برامج الابتعاث الخارجي، مشيراً إلى الهيئة استطاعت تمكين المراقبين الجويين السعوديين من استيعاب التطورات التكنولوجية العالمية الحديثة.
وأضاف معاليه في رسالة بعثها إلى جميع العاملين في المراقبة الجوية: “يحق لنا في هذه المناسبة الاعتزاز والافتخار بأن نسبة التوطين في مهنة المراقبة الجوية في المملكة بلغت 100%، فعلى الرغم من الزيادة المطردة في الحركة الجوية التي تشهدها مطارات وأجواء المملكة عاماً بعد عام، إلا أننا تمكنا من تأهيل وتوظيف أعداد كبيرة من المراقبين الجويين السعوديين لمواكبة تلك الزيادة، ولضمان أمن وسلامة أجواء المملكة وها أنتم اليوم تقومون بأداء دوركم الحيوي بكل كفاءة واقتدار”.
وأكد مساعد رئيس الهيئة للاتصال المؤسسي والتسويق باسم بن عبدالله السلوم من جانبه أن الهيئة تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للمراقبين الجويين والذي يوافق يوم 20 أكتوبر من كل عام، إيماناً منها بأهمية وحيوية دور المراقب الجوي في تأمين سلامة وانسيابية الحركة الجوية بأجواء ومطارات المملكة، وتنظيم حركة الطائرات في التنقل والحركة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة خدمات الملاحة الجوية صالح بن هشبول الغامدي من جانبه أن قطاع الملاحة الجوية يشهد انطلاقة نوعية جديدة استهدفت تغيير نموذج العمل على نحو يضمن أداءً متطوراً بغية رفع الكفاءة التشغيلية وتحقيق الجودة النوعية للخدمات وتكلفتها وتنمية الإيرادات وجعل خدمات الملاحة الجوية مربحة ومتطورة.
وفي هذا اليوم من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمراقبة الجوية, ويوافق هذا اليوم ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي لمراقبي الحركة الجوية, الذي يضم 134 جمعية موزعة على أربع مناطق إدارية هي : أوروبا، الأمريكيتين، أسيا والمحيط الهادئ، إفريقيا والشرق الأوسط. وقد تأسس هذا الاتحاد في20أكتوبر1961 في العاصمة الهولندية أمستردام.
وتشير التقارير في هذ المجال بحسب موقع سبلة عمان انه لم تكن الطلعات الجوية الأولى في بداية عهد الطيران كثيفة ولا حتى شائعة. لذا كان الطيارون والمتنبئون الجويون هم من يقرر الإقلاع أو لا. لكن مع تطور السفر جوا بداية العشرينيات برزت الحاجة إلى تنظيم تلك الحركة الجوية ومن هنا ظهرت أبراج المراقبة الجوية. ومع ظهور الرادار بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، تطورت أنظمة تنظيم حركة الطائرات في الجو ، حول وفوق ارض المطارات، وأصبحت أبراج المراقبة الجوية أهم عنصر عند التفكير في إنشاء أي مطار، صغيرا كان أو كبيرا وظهر كادر لا يقل عن الطيارين أهمية، وهم المراقبون الجويين الذين يقع على عاتقهم تنظيم حركة الطائرات في الجو ومنع حدوث أي تصادم جوي قد تنجم عنه كارثة لا تحمد عقباها.
ومن من اللافت للنظر لدى أي منا عند الذهاب إلى المطار هو مشاهدة برج المراقبة، حيث يكون الأعلى من بين منشآت المطار ويتميز بتصميم فريد، حيث يتكون الجزء العلوي منه من بناء زجاجي على مداره من جميع الاتجاهات كي يتيح للمراقبين فيه من مراقبة ساحات المطار من جميع الاتجاهات بزاوية دائرة 360 درجة. لكن منظومة المراقبة الجوية تتكون في الأساس من ثلاثة عناصر أساسية :
- برج المراقبة Aerodrome control tower
- مراقبة الاقتراب Approach control unit
- مراقبة المنطقة Area control center
** وحدة برج المراقبة :
تضطلع هذه الوحدة بمهام مراقبة جميع الطائرات، والآليات والأشخاص الذين يتحركون على ارض المطار. وتتلخص مهامهم الأساسية في إعطاء الإذن بالإقلاع والهبوط, ومنع التصادم فيما بين الآليات والطائرات والمركبات الجوية فوق أرضية المطار.
لـذلك فهم يعملون في تلك الأبراج الزجاجية العالية والواضحة فـــي المطار.
** وحدة مراقبة الإقتراب :
مراقب الاقتراب يتحكم في الطائرات القادمة والمغادرة من وإلى المطار من حيث توجيه الطائرات إلى مساراتها بسلام ويكون التحكم بالطائرات في دائرة قطرها 50 ميلا حول المطار بارتفاع محدد يصل إلى 15000 قدم. وتكمن الصعوبة في كثافة الحركة الجوية ( التي قد تصل أحيانا إلى 30 طائرة قي الساعة الواحدة ), والتحكم بها وتوجيهها في مساحة ضيقة تتخللها التضاريس العالية, بغرض الفصل بين الطائرات ومنع اقترابها لما دون 5 أميال أفقيا أو 1000 قدم عموديا.
** وحدة مراقبة المنطقة :
وهذه الوحدة يقع على عاتقها تنظيم الملاحة الجوية فوق الأجواء للدول التي تختص او تتبع لها والأجواء المناطة بمراقبتها مثل المحيطات والبحار والمناطق الخالية وغيرها, لتطويف الطائرات في الممرات والمسالك الجوية فيما يعرف بالأقاليم الجوية أو Flight Information Regions اختصارا FIR.
وهم يختصون بمراقبة دقيقة لآلاف من الأميال المربعة في الإقليم الواحد، وتحتوي على دقة متناهية خصوصا أن وظيفتهم تتطلب اتقانا وسرعة بديهة كي يتم تمرير الطائرات في ممر جوي ضيق أحيانا ومزدحم بالوقت نفسه، أو فصل رأسي أو أفقي ما بين الطائرات، خصوصا انه جرى تخفيض الفصل الرأسي بين الطائرات إلى ألف قدم بعد أن كان 2000 قدم في السابق بما بات يعرف بمصطلح RVSM.
لذلك فإنهم يعملون بمراكز لا تتطلب أبنية ذات أبراج زجاجية، لأنهم يراقبون الأجواء بواسطة الرادارات، حيث يشاهدون الحركة الجوية من خلال شاشات عرض كرستالية.
– تنظيم عملية المراقبة الجوية
تنطوي أعمال المراقبين الجويين على عدة أمور، أهمها منع التصادم فيما بين الطائرات وتزويدها بمعلومات الأرصاد الجوية، وتبليغها بمعلومات عن مدى صلاحية اجهزة المطار الضرورية للهبوط الآلي ILS وأجهزة الإضاءة للمدرج ومعلومات تتعلق بسلامة الطيران وغيرها من الأمور، وهناك أيضا عملية تسجيل الطائرات ورموزها وبعث البرقيات إلى المطارات تفيد بهبوط أو إقلاع الطائرات من هذا المطار ويقوم بعد ذلك بتسجيل تلك الطائرات في سجل يومي ليكون مرجعا لقسم المحاسبة والإحصاء لمحاسبة شركات الطيران.
– من العقبات والمشكلات اليومية الأساسية التي تواجه مراقبي الجو:
1- كمية حركة الطائرات وازدحامها في الجو وصعوبة تدفقها.
2 – الطقس وتقلباته.
ازدحام المطارات بات شيئا مألوفا، فالطائرة التي تهبط يجب ان تخلي المدرج لطائرة أخرى ولا تتم هذه العملية بسرعة ويسر أحيانا، وتستغرق في العادة من دقيقة إلى 4 دقائق للطائرة الهابطة كي تخلي المدرج. ويمكن للمدرج الواحد أن يتعامل مع 30 عملية هبوط في الساعة الواحدة، وذلك في الطقس الصحو.
وتحدث المشكلة عندما يتم تأخر إحدى طائرات الناقلات الجوية عن موعد إقلاعها مما يربك تناغم سير تدفق الطائرات ويتطلب ذلك إعادة في الحسابات بالنسبة للمراقب الجوي فيعمد إلى تأخير بعض الطائرات بإبقائها في الجو بما يعرف بإجراءات الانتظار الجوي Holding Procedure وهي ترتيبات تحدد مسلك الطائرة في الجو التي تنتظر دورها داخل منطقة مخصصة لها قبل الإذن لها بالاقتراب والهبوط.
أما المشكلة الثانية فهي العواصف الرعدية Thunderstorms التي تمثل خطرا حقيقيا للملاحة الجوية لما يحدث بها من مقصات هوائية Wind Shear وهي التغير في مقدار سرعة الريح (الاتجاه/ السرعة) في وحدة المساحة، مما يتطلب ابتعاد الطائرات عن السحب الركامية CB التي يحدث بها مثل هذه الأحوال الجوية غير الطبيعية وانحرافها عن مساراتها الأساسية وهو ما قد يجعلها تزدحم في نقطة عبور ضيقة في الجو قد تربك المراقب الجوي لزيادة الكم التدفقي للطائرات هناك.
وتعتبر المراقبة الجوية من الوظائف الحساسة والنادرة حيث يبلغ عدد المراقبين الجويين على مستوى العالم 150 ألف ملاح بمطارات ومراكز الملاحة الجوية. وهم يحملون الأهلية أو الرخصة الدولية ( licence ) من المنظمة العالمية للطيران المدني, ويتميزون بذكاء وسرعة بديهة ومهارات عالية مقرونة بدورات تدريبية مكثفة تؤهلم لاتخاذ القرارات الحاسمة تحت كافة الضغوظ المحيطة.