أخبار الاقتصادالأخبار

تقرير رويترز: السعودية لديها قدرة فريدة على زيادة إنتاج النفط على وجه السرعة في أي وقت

تم النشر في الأحد 2015-03-22

ينظر المراقبون في قطاع الطاقة في العالم في ذهول إلى الهبوط الكبير في منصات الحفر بالولايات المتحدة في حين تزيد المملكة العربية السعودية عدد منصات الحفر بحثا عن النفط والغاز على الرغم من التراجع الحاد لأسعار الخام. وتقول مصادر صناعة النفط والمحللون إن السعودية أكبر عضو في منظمة أوبك تتطلع إلى ما بعد تراجع أسعار النفط العالمية بمقدار النصف منذ يونيو حزيران عام 2014 إلى الوقت الذي يشهد مرة أخرى نقص إمدادات المعروض. ولذلك فإن الرياض حريصة على الحفاظ على ما يعرف بفائض طاقتها الإنتاجية وهي القدرة الفريدة للمملكة على زيادة إنتاج النفط على وجه السرعة في أي وقت. ولكن لتحقيق ذلك يتعين على السعودية أن تزيد أعمال الحفر بدرجة كبيرة عما كانت عليه فيما مضى بعد زيادة الإنتاج إلى مستويات قياسية للتعويض عن نقص إمدادات المعروض العالمية في السنوات الأربع المنصرمة. وقال جاري روس الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات النفطية (بيرا) في نيويورك “السعوديون على الأرجح يثير قلقهم قيام أي منتج بخفض إنفاقه الرأسمالي بسبب هبوط أسعار النفط وهبوط مفاجئ للإنتاج من خارج أوبك في مرحلة ما. ونعلم جميعا أن اختلالات المعروض لا يمكن التنبؤ بها لكنها مؤكدة.” وأضاف قوله “تبدو زيادة أعداد منصات الحفر السعودية وكأنها إشارة إلى صناعة النفط مفادها فلنكن راشدين. إننا سنحتاج إلى نمو المعروض في المستقبل.” وتشير تقديرات سابقة للصناعة إلى أن شركة أرامكو السعودية العملاقة استخدمت عددا قياسيا مرتفعا من منصات حفر النفط والغاز بلغ 210 في العام 2014 صعودا من نحو 150 في العام 2013 و140 في 2012 ونحو 100 في 2011. وقال أمين ناصر نائب الرئيس الأعلى لعمليات المنبع في أرامكو هذا الشهر إن شركته لم تقرر بعد هل ستزيد عدد منصات الحفر في العام 2015 من العدد المستخدم حاليا وهو 212. ولكن البيانات تشير إلى أن الأعداد في ازدياد. وأظهرت بيانات من منظمة أوبك وشركة بيكر هيوز الأمريكية للخدمات النفطية أنه باستبعاد منصات الحفر غير المسجلة في الولايات المتحدة مثل المنصات الصينية أو الروسية شهد شهر فبراير شباط من العام 2015 بلوغ إجمالي عدد المنصات السعودية 155 صعودا من 150 في يناير كانون الثاني و146 في ديسمبر كانون الأول. ومنذ عام 2010 تضاعف عدد منصات الحفر المسجلة في الولايات المتحدة من 67. وقال سداد الحسيني – وهو مدير تنفيذي سابق في أرامكو ويعمل الآن مستشارا في مجال الطاقة – إن ازدياد عدد منصات الحفر السعودية متواصل منذ فترة زمنية طويلة. وقال “إذا كنت تنتج 10 ملايين برميل يوميا وتحافظ على فائض طاقتك الإنتاجية فإنك تحتاج إلى حفر مزيد من الآبار.” وأضاف قوله “إنها أيضا ظاهرة طبيعية في الصناعة النفطية أنه كلما زاد إنتاجك زاد استنزاف احتياطياتك وزادت سرعة انخفاض طاقة حقولك. وتحتاج من ثم إلى حفر مزيد من الآبار بوتيرة أسرع للحفاظ على طاقتك الإنتاجية.” والحفاظ على فائض الطاقة الإنتاجية للسعودية أمر باهظ التكلفة. وتستثمر الرياض في الواقع في شيء لا يمكنها تسييله على الفور لكنها تعتبر هذه الإستراتيجية ركيزة لمكانتها بوصفها أهم فاعل على ساحة الصناعة النفطية في العالم وعضوا في مجموعة العشرين. وفي عام 2008 قال وزير النفط على النعيمي إن طاقة بلاده الإنتاجية ستزيد إلى 15 مليون برميل يوميا من 12.5 مليون لكن الخطة تأجلت بعد الأزمة المالية العالمية في أواخر عام 2008 التي شهدت هبوط أسعار النفط دون 40 دولارا للبرميل. وكانت الأحداث اللاحقة مثل الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011 اختبارا لقدرة السعودية على زيادة الإنتاج للمساعدة في تخفيف نقص المعروض العالمي وأظهرت أن فائض الطاقة الإنتاجية ينبغي ألا يتقلص إذا أرادت الرياض الاستمرار في القيام بدور رئيسي. ولعب رفض السعودية خفض الإنتاج العام الماضي دورا في الهبوط الذي طرأ على أسعار النفط في الآونة الأخيرة حيث تكافح الرياض للحفاظ على حصتها من السوق في مواجهة منتجين منافسين. وكانت السعودية تضخ أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا (ب-ي) منذ منتصف عام 2011 صعودا من إنتاج يتراوح بين 8.1 و8.3 مليون ب-ي خلال معظم عامي 2009 و2010. ولتخفيف الضغط عن حقولها العملاقة المتقادمة الغوار وبقيق دشنت أرامكو حقلي خريص ومنيفة اللذين تبلغ طاقتهما الإنتاجية الإحمالية أكثر من مليوني برميل يوميا. وتعتزم أرامكو زيادة الإنتاج من الحقول البرية الشيبة وخريص بمقدار 550 ألف ب-ي بحلول عام 2017. وزادت أيضا أعمال الحفر في حقول بحرية مثل حقل السفانية. ومن المتوقع أن تمكن هذه المشروعات أرامكو من الحفاظ على أكبر احتياطي من فائض الطاقة الإنتاجية في العالم عند أكثر من مليوني ب-ي. وفيما يتعلق بالعام 2015 تذهب تقديرات المحللين في صناعة النفط إلى أن أرامكو ستستخدم على الأقل نفس العدد من منصات الحفر الذي استخدمته في العام 2014. ورفضت أرامكو التعقيب على هذا التقدير. وخلال العامين الماضيين فاق الإنتاج السعودي أحيانا 10 ملايين ب-ي في أشهر الصيف حيث يجري استخدام الخام محليا في توليد الكهرباء وفي المصافي الجديدة. وقال مدير تنفيذي في صناعة النفط في السعوية “يزداد الآن تركيز أرامكو على الغاز ولذلك فإنهم ينقلون بعضا من منصات حفرهم النفطية إلى الغاز بدلا من إنهاء التعاقدات ودفع غرامة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock