تقرير اقتصادي: 38٪ فقط من اكتتابات الشركات الجديدة في اسواق المال الخليجية كتب لها النجاح
تم النشر في الأثنين 2022-04-18
كشف تقرير صادر عن شركة “إيريديوم أدفايزرز” الاستشارية أن طفرة الاكتتابات العامة الأولية التي شهدتها أسواق دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الماضي لا تعكس حقيقة الوضع على الأرض، مشيرا إلى أن غالبية الاكتتابات لا تنتهي بالنجاح الذي يتصوره طارحوها، ما يتطلب من الشركات إعادة تقييم توقعاتها لمصير خطواتها المقبلة والأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل يمكنها أن تساهم بشكل حيوي في تحقيق النجاح.
وذكر التقرير، الذي حمل عنوان “نهضة الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي”. أن عام 2021 شهد تسجيل أكبر عدد من عمليات الإدراج الجديدة منذ عام 2007، في ظل إجراء 38 عملية طرح أولي جديدة بدول مجلس التعاون الخليجي. لكن مع ذلك، فإن الحجم الكبير لعمليات الإدراج أخفي حقيقة أن ثلثها فقط كُتب له النجاح.
ولفت التقرير إلى أن 38٪ فقط من الاكتتابات العامة جرى تسعيرها على نحو مناسب، وأن 32٪ فقط من الشركات تمتداول أسهمها ضمن النطاق السعري المطلوب بهامش 20٪عقب طرح أسهمها للاكتتاب العام، بينما لم تزد نسبة عمليات الإدراج الجديدة التي تفوقت في الأداء البعيد الأمد على الشركات المدرجة بالفعل عن 31٪.
وقدم التقرير تحليلاً لـ 457 من عمليات الطرح العام الأولي بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي بين عامي 2005 و2021، درس خلاله معدل نجاح عمليات إدراج الشركات موضحا بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة حول كيفية الفوز أو الخسارة في الاكتتابات العامة. وقارن التقرير بين الشركات وفق ثلاثة معايير موضوعية للنجاح:
1. التراجع دون المستوى السعري للاكتتاب: أي الفرق بين سعر الاكتتاب وسعر الإقفال في اليوم الأول
2. فترة الاستقرار: فترة استقرار الأسعار خلال 30 يوماً بعد الإدراج
3. العوائد الزائدة: السعر النسبي لسهم الشركة مقابلأداء المؤشر العام للسوق المالية للدولة
وقال أوليفر شوتزمان، الرئيس التنفيذي لشركة إيريديومأدفايزرز وأحد مؤلفي التقرير: “رؤية الشركات الحكومية والخاصة وهي تسعى لإدراج أسهمها في أسواق الأسهم العامة في دول مجلس التعاون الخليجي أمر مشجع للغاية، ولدى المنطقة فرصة سانحة لبث الحيوية في أسواق رأس المال وجذب رؤوس الأموال الأجنبية لتنويع النمو الاقتصادي بحال وجود برنامج مدروس لعمليات الإدراج الجديدة، لكن مع ذلك، لا يزال أمام المصدرين والمستثمرين طريق طويل للاستفادة من الإمكانات الحقيقية للشركات المدرجة في أسواق رأس المال”.
ورأى تقرير إيريديوم أن على الشركات التي تعتزم إدراج أسهمها أن تأخذ في الحسبان إمكانية تعرض مشاريعها وخططها لخيبات أمل، محددا في هذا الإطار ثلاثة مجالات رئيسية تساهم في زيادة احتمالات نجاح عمليات الاكتتاب، ولكنها لا تلقى غالبا العناية المطلوبة من أصحاب الشركات والمديرون والإدارات العليا وهي:
أولاً، مراعاة الاختلافات الجوهرية في آليات عمل السوق الرئيسية والسوق الثانوية:
ويذكّر التقرير أن أحد أسرار نجاح عمليات الاكتتاب تتمثل في فهم المدراء العامين والمسؤولين عن الشركات الطبيعة المختلفة بين السوقين، وحقيقة أن المستثمرين يتداولون فيما بينهم في السوق الثانوية بدون أي تدخل مباشر من الشركة، وأن قيمة الشركة تتحدد عمليا بالسعر الأخير لسهمها في يوم التداول.
ثانياً، ثمة اختلاف بين المستثمرين قبل عملية الاكتتاب وبعدها:
ويلفت التقرير هنا إلى أن نجاح سهم معين في الوصول عند التداولات إلى مستويات سعرية تفوق سعر الإدراج يرتبط بمدى قدرة الشركة على إدراك وجود أنواع مختلفة من المستثمرين لكل منهم دوافعه واهتماماته الخاصة.
ثالثاً، المزج بين أساليب التعامل في العلاقات العامة وعلاقات المستثمرين يؤدي إلى الفشل:
لكل من العلاقات العامة وعلاقات المستثمرين دورا مهماً تلعبه في عملية الاكتتاب العامة، ولكن الشركات عادة ما تركز على العلاقات العامة على مدار عملية الاكتتاب وبعدها، ولا تلتفت إلى أهمية العمل على علاقات المستثمرين إلا في فترة متأخرة.
وقال شوتزمان في هذا الصدد، إن شركات القطاعين العام والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي التي تستعد للاكتتاب العام أو الإدراج بهدف الاستحواذ أو الإدراج المباشر في عام 2022 تواجه مخاطر حقيقية لانهيار القيمة، ولكنه استطرد بالقول إن هذه المخاطر ليست حتمية مضيفا: “على الشركات التركيز على ثلاثة محاور لتحسين فرص نجاحها، وتتمثل تلك المحاور في تبني نظرة طويلة الأجل في التحضير قبل الاكتتاب العام، وتحديد النوع المناسب من المستثمرين المستهدفين، وتعزيز القدرة على إنشاء علاقات قوية مع مجتمع المستثمرين المحترفين. ويمكن لهذه الخطوات الثلاث أن تحمي من التقلبات الكبيرة في أسعار الأسهم بعد الإدراج وستسهم في ضمان أن تحصل الشركات وأصحابها في المنطقة على القيمة الحقيقية في السوق