تعرف على اسباب تراجع أسعار بيع المنتجات التعدينية خلال عام 2023 وتأثيره على أداء شركتي التعدين (معادن وأماك)”

 يشهد قطاع التعدين في السعودية تطورات هائلة في ظل مساعي المملكة لتنويع مصادر اقتصادها إلى جانب النفط والغاز، ويعد قطاع التعدين الركيزة الثالثة في الاقتصاد الوطني بعد قطاعي النفط والبتروكيماويات، ويتوقع أن يحظى هذا القطاع بفرص نمو هائلة تماشياً مع “رؤية المملكة 2030″، ويساهم قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 26 مليار دولار، وتأمل المملكة في رفع نسبة إسهام هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لتصل مساهمته إلى 64 مليار دولار (240 مليار ريال تقريبًا) بحلول عام 2030، ومؤخراً أطلقت المملكة برنامجا تحفيزيًا للتنقيب عن المعادن بميزانية تزيد عن 182 مليون دولار، والتعدين هو جزء أساسي من جهود المملكة لبناء اقتصادها، ولا سيما أن المملكة ذات مساحة كبيرة وغنية بالموارد المعدنية بما في ذلك الذهب والنحاس والفوسفات والبوكسيت وهو ما تعمل الحكومة على الاستفادة منه واستغلاله .

وخلال مؤتمر التعدين الدولي بالعاصمة الرياض المنعقد فى الفترة من 9 : 11 يناير 2024 عدلت الحكومة  تقديراتها وفقًا للمسح الجيولوجي الذي تقوم به بشأن زيادة مواردها المعدنية غير المستغلة- من بينها الفوسفات والذهب والمعادن الأرضية النادرة لتصل لنحو 9.4 تريليون ريال (بما يعادل 2.5 تريليون دولار) بنسبة زيادة 90 % مقارنة بتوقعات 2016 البالغة 5 تريليون ريال (1.3 تريليون دولار)،كما تعتزم المملكة الانتقال من مرحلة الاستكشاف والاستخراج إلى المعالجة والتصنيع، في ضوء موقع المملكة الجغرافي المتميز الذي يتوسط ثلاث قارات (آسيا وإفريقيا وأوروبا)، لذا تستهدف الحكومة أن تكون المملكة مكان مناسب لمعالجة المعادن المختلفة والتي يتم استخراجها في أفريقيا وبالفعل حددت المملكة 3 مناطق مناولة في أفريقيا سيتم إستخدامها للوصول إلى أكبر عدد من الدول الأفريقية في النقل .

ومدرج بالسوق المالي السعودي شركتين تعملان بالنشاط التعديني هما شركتي التعدين العربية السعودية (معادن) وشركة المصانع الكبرى للتعدين (أماك)، وفيما يلي عرض للأداء التشغيلي والمالي للشركتين خلال عام 2023 :

التعدين العربية السعودية (معادن)

تأسست “معادن” في عام 1997 كأكبر شركة تعدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعتبر الشركة في الوقت الحالي رائدة في قطاعي التعدين والمعادن إذ تم تصنيفها من ضمن أفضل عشر شركات تعدين عالمية وفقاً لقيمتها السوقية بالإضافة إلى امتلاكها ثالث أكبر شركة لتصنيع الفوسفات وتصديره على المستوى العالمي،ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة نسبة 67.18% من رأس مال الشركة، ويتمثل هدف الشركة في إنتاج الاسمدة بما في ذلك الفوسفات ومعادن البوتاسيوم الطبيعية، والتنقيب عن المعادن والتي تحتوي على النيتروجين والبوتاسيوم، وصناعة الأسمدة الفوسفاتية، وأسمدة البوتاسيوم، واليوريا والفوسفات، وإنتاج حمض النيتريك ونترات الامونيا فضلا عن امتلاكها لعدد كبير من الشركات التابعة والزميلة. 

وخلال عام  2023 تعرضت الشركة لأحداث استثنائية نتيجة للتراجع في انخفاض إيرادات المبيعات متأثرة بالانخفاض في أسعار بيع المنتجات في السوق لجميع المنتجات باستثناء الذهب، الأمر الذي أدي إلى تراجع ايراداتها الرئيسية بنسبة 27.3% بانخفاض يعادل 11 مليار ريال لتهبط الإيرادات إلى 29.3 مليار ريال مقابل 40.3 مليار ريال عام 2022  لينخفض مجمل الربح بنسبة 57.4% بإنخفاض 9.3 مليار ريال ليتراجع إلى 6.9 مليار ريال مقابل 16.2 مليار ريال عام 2022، كما تحملت الشركة مصروفات تمويلية بنحو 2.3 مليار ريال مقابل 1.5 مليار ريال نتيجة لارتفاع تكاليف التمويل الناتج عن الارتفاع في أسعار الفائدة، وذلك في الوقت الذي حققت فيه الشركة ارتفاع في دخل الودائع وصل إلى 848.3 مليون ريال مقابل 278.1 مليون ريال عام 2022، كما انخفض نصيب الشركة في المشاريع المشتركة إلى 319.4 مليون ريال مقابل 552.6 مليار ريال عام 2022 .

ومحصلة ما سبق انخفض صافي أرباح الشركة إلى 1697.7 مليون ريال مقابل 2128.6 مليار ريال بنسبة انخفاض 86% بتراجع يعادل 10431 مليون ريال، وتبلغ موجودات الشركة 111.9 مليار ريال في عام 2023 ويتم تمويلها بنسبة 49.2% من المطلوبات البالغة 55.1 مليار ريال، ونسبة 50.8% من حقوق المساهمين البالغة 56.8 مليار ريال في نهاية 2023، وفي 18/1/2024 أعلنت الشركة عن بدء الإنتاج التجاري لمصنع “منجم منصورة ومسرة” لإنتاج الذهب، ويتوقع أن يظهر الأثر المالي للإنتاج التجاري على نتائج الشركة المالية في الربع الأول من العام الحالي 2024.

شركة المصانع الكبرى للتعدين (أماك)

تأسست “أماك” في 2007 وتزاول الشركة تعدين خامات المعادن غير الحديدية، بما في ذلك (الألومنيوم والنحاس والرصاص) و تعدين خامات المعادن الثمينة المنتمية إلى مجموعة الذهب والفضة والبلاتين والبيع بالجملة للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، بدأت الشركة إنتاجها التجاري في 1 يوليو 2012، ويتمثل النشاط الرئيسي للشركة في إنتاج مكثفات الزنك والنحاس وسبائك الذهب والفضة، وفي 29 مارس 2022 تم إدراج أسهم الشركة في سوق الاسهم السعودية (تداول)، ولدي الشركة منجمين باسم منجم المصانع تحت الارض ومنجم جبل قيان(فوق الأرض) وتعمل الشركة على توسيع نشاطها الحالي من خلال مواصلة تطوير مشروع تطوير المعادن الخام “بمعيض” بغرض زيادة الطاقة الإنتاجية لمنجم المصانع تحت الأرض .

وخلال عام  2023 انخفضت صافي أرباح الشركة بنسبة 56.8% بإنخفاض 72 مليون ريال لتهبط إلى 54.6 مليون ريال مقابل 126.3 مليون ريال عام 2022 نتيجة لانخفاض أسعار جميع المعادن باستثناء الذهب، وكذلك إنخفاض كمية مبيعات النحاس والذهب، وانخفضت إيرادات الشركة بنسبة 16.3% تعادل 94.9 مليون ريال لتبلغ 487.9 مليون ريال مقابل 582.8 مليون ريال في 2022، وحققت مجمل ربح 115.9 مليون ريال مقابل 208.4 مليون ريال وانخفضت تكاليف التمويل لتهبط إلى 7.8 مليون ريال مقابل 12 مليون ريال عام 2022.

 وتبلغ موجودات الشركة 1454.2 مليون ريال يتم تمويلها بنسبة 16.1% من المطلوبات البالغة 234 مليون ريال، ونسبة 83.9% من حقوق المساهمين البالغة 1220.2 مليون ريال في نهاية 2023، الأمر الذي يؤكد قوة ومتآنه المركز المالي للشركة . 

وفيما يلي أهم بيانات المركز المالي وقائمة الدخل لشركتي (معادن و أماك) خلال عام 2023  مقارنة بعام 2022: 

“بالمليون ريال”