تعافي أنشطة الاستثمار في الاقتصادات المتقدمة وتحسن أداء الاقتصادات الناشئة يعززان الطلب على الحديد والصلب في العال
تم النشر في الأثنين 2018-10-22
أصدرت اللجنة الاقتصادية في منظمة الحديد والصلب العالمية التي يرأسها سعادة سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات، توقعاتها بخصوص الطلب العالمي على الحديد والصلب على المدى القصير، وذلك خلال اجتماعها النصف سنوي في طوكيو، اليابان.
ووفق التقرير الذي أصدرته اللجنة فقد سجل الطلب العالمي على الحديد ارتفاعاً بنسبة 2.1% مقارنة بالعام 2017 ليصل إلى 1.657.9 مليون طن. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الحديد خلال العام 2019 بنسبة 1.4% ليصل إلى 1.681.2 مليون طن.
وتعليقًا على هذه التوقعات الإيجابية، قال الرميثي: “يواصل الطلب العالمي على الحديد والصلب خلال العام الجاري تحقيق معدلات نمو جيدة مدعوماً بتعافي أنشطة الاستثمار في الاقتصادات المتقدمة وتحسن أداء الاقتصادات الناشئة. ونتوقع أن يواصل الطلب العالمي على الحديد والصلب تحقيق معدلات نمو إيجابية خلال العام 2019”.
وأضاف: “على الرغم من الطلب الإيجابي على الحديد والصلب الذي شهدناه في العام 2017 وخلال العام الجاري، فإن المخاطر والتحديات قد ارتفعت أيضاً. ففي العام الجاري ساهمت التوترات التجارية وتقلبات أسعار العملات وتطبيع السياسات النقدية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في خلق حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية.”
وأضاف: “شهدت أسواق الشرق الأوسط خلال العام الجاري نمواً في معدلات الطلب على الحديد والصلب بنسبة 2.1% لتصل إلى 54.4 مليون طن مع توقعات بأن يشهد العام 2019 نمواً في حجم الطلب بنسبة 1.2% ليصل إلى 55.1 مليون طن. ساهمت الإصلاحات الهيكلية وارتفاع أسعار النفط في تعزيز الزخم التصاعدي -وإن كان بوتيرة بطيئة- للطلب على الحديد والصلب في دول مجلس التعاون الخليجي.”
وفيما يلي أبرز اتجاهات وتوقعات الطلب العالمي على الحديد والصلب خلال العام الجاري والعام 2019:
الصين
وعلى الرغم من انتعاش قطاع الصلب في الصين خلال النصف الأول من هذا العام مدعوماً بنمو قطاع العقارات والأداء القوي للاقتصاد العالمي، فإن إعادة التوازن الاقتصادي مع الولايات المتحدة وتشديد الأنظمة البيئية سيؤدي إلى تباطؤ الطلب على الصلب في نهاية عام 2018 و2019 في حال لم تقم الحكومة الصينية بالإجراءات التحفيزية للاقتصاد.
الولايات المتحدة الأمريكية
من المتوقع أن يرتفع الطلب على الصلب في الاقتصادات المتقدمة بنسبة 1% في 2018 و 1.2٪ في 2019. وقد شهد الطلب على الصلب في الولايات المتحدة نمواً كبيراً في العام 2017، مستفيدًا من الإنفاق الاستهلاكي القوي والأعمال التجارية الاستثمارية بدعم من الضرائب والتغيرات التنظيمية والحوافز المالية، وذلك على الرغم من ضعف نمو قطاع الإنشاءات. من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب على الصلب في عام 2019 نتيجة النمو المتواضع لقطاعي تصنيع السيارات والإنشاءات. في حين من المتوقع أن يشهد قطاع الآلات والمعدات أداءً قوياً.
الاتحاد الأوروبي
من المتوقع أن يستمر انتعاش الطلب على الصلب في دول الاتحاد الأوروبي مدفوعاً أساسا بالطلب المحلي. وستساهم الثقة العالية في الأعمال والاستثمار وأنشطة الإنشاءات في مواصلة التعافي، ومع ذلك فإن سوق السيارات قد يشهد تباطؤ في نمو الطلب. وعلى الرغم من العوامل الاقتصادية الأساسية لاقتصاد الاتحاد الأوروبي سليمة نسبياً، سيشهد الطلب على الصلب بعض التباطؤ في النمو في العام 2019 نتيجة للشكوك الناجمة عن التوترات التجارية العالمية.
اليابان وكوريا
من المتوقع أن يبقى الطلب على الصلب في اليابان مستقراً بسبب العوامل الداعمة للاستثمار (تسجيل إيرادات مرتفعة، واستمرار التخفيف النقدي، والطلب المرتبط بأولمبياد طوكيو). أما في كوريا فسيشهد الطلب على الصلب مزيداً من الانخفاض خلال العام الجاري نتيجة التحديات التي تواجه جميع القطاعات الرئيسية المستهلكة للصلب. ومع ذلك فمن المتوقع حدوث انتعاش طفيف في الطلب على الصلب في عام 2019.
الهند
في ظل تعافي الهند من الصدمات المزدوجة بما فيها سحب العملات النقدية والضريبة على السلع والخدمات، من المتوقع أن يعود الطلب على الحديد والصلب إلى مسار النمو المرتفع مدعوماً بتحسن برامج الاستثمار والبنية التحتية.
منطقة الآسيان
أدت أنشطة الإنشاءات البطيئة إلى تباطؤ نمو الطلب على الصلب في منطقة الآسيان خلال عامي 2017 و 2018، ولكن من المتوقع أن تستأنف منطقة الآسيان نموها مدعومةً ببرامج البنية التحتية خلال العام 2019 وما بعده. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الصلب في آسيا النامية باستثناء الصين بنسبة 5.9٪ و 6.8٪ في 2018 و 2019 على التوالي.
روسيا وتركيا
حتى مع ارتفاع أسعار النفط، من المتوقع أن يشهد نمو الطلب على الصلب في روسيا زخما ضعيفا. ومن المتوقع أن يواصل الطلب التركي على الصلب انكماشه في عام 2018 بسبب أزمة العملة التي واجهتها. وقد تساهم التدابير التي اتخذتها الحكومة في قطاع التصنيع إلى تعزيز القدرة التنافسية للشركات التركية ما سيساعدها في تعافي قطاع الحديد والصلب خلال العام 2019.
أمريكا اللاتينية
يستمر الطلب على الصلب في اقتصادات أمريكا اللاتينية بالانتعاش للعام الثاني مدعوماً بالتطورات الإيجابية في الاقتصاد المحلي والاقتصاد العالمي. كما سيواصل الطلب على الصلب في البرازيل تحقيق معدلات نمو خلال العام الجاري وخلال العام 2019 مع انخفاض حمى الانتخابات.
أما في المكسيك فقد عانى الطلب على الصلب من حالات عدم اليقين المتعلقة بمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية والانتخابات الرئاسية، ولكن من المتوقع أن تساعد “اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا” التي تم توقيعها مؤخراً وانتخاب الرئيس الجديد على تهدئة الأسواق المتوترة وتعافي الاقتصاد في عام 2019.
هذا ومن من المتوقع أن ينمو الطلب على الصلب في الاقتصادات الناشئة باستثناء الصين بنسبة 3.2٪ و 3.9٪ في عام2018 و2019 على التوالي.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الحديد والصلب العالمية، وهي منظمة غير ربحية مقرها بلجيكا تضم أكثر من 170 عضواً يمثلون 85٪ من منتجي الحديد والصلب على مستوى العالم، قد اختارت الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات المهندس سعيد غمران الرميثي رئيساً للجنة الاقتصادية لمدة عامين وذلك في الفترة من 2018 ولغاية 2020.
نبذة موجزة عن اللجنة الاقتصادية
وتتولى اللجنة الاقتصادية في منظمة الحديد والصلب العالمية مهام توفير معلومات موثوقة عن اتجاهات وتوقعات الطلب العالمي على الحديد والصلب على المديين القصير والمتوسط من جهة، وتناقش القضايا الاستراتيجية والتحديات الرئيسية التي تؤثر على مستقبل هذه الصناعة من جهة أخرى. كما أنها تتابع مدى التزام أعضائها بمبادئ مكافحة الاحتكار وتشجع على تبادل المعلومات والتعاون بين مختلف الأطراف لتحقيق المنافع المشتركة.
نبذة موجزة عن سعادة سعيد غمران الرميثي
يشغل سعادة المهندس سعيد غمران الرميثي منصب الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات وهو أول مواطن يتولى هذا المنصب في الشركة. كما يترأس حالياً اللجنة الاقتصادية في منظمة الحديد والصلب العالمية لمدة عامين وذلك في الفترة من 2018 ولغاية 2020.أكمل الرميثي دراسته الجامعية في جامعة ولاية كاليفورنيا في مجال الهندسة الكهربائية واكتسب خبرته من خلال عمله في مجال صناعة الحديد على مدى 15 عاماً. انضم المهندس الرميثي إلى صفوف حديد الإمارات منذ تأسيسها فبدأ حياته العملية كمهندس إنتاج متنقلاً في مناصب عدة حتى شغل منصب نائب رئيس أول للعمليات. وفي شهر يوليو من العام 2011 تسلم المهندس الرميثي منصب الرئيس التنفيذي للشركة لتعزيز مسيرتها نحو المزيد من التطور والنماء والازدهار ولمواكبة أهداف وتطلعات خطة أبوظبي للعام 2030.